ألاعيب شيطانية
هل كان الرئيس السابق حسنى مبارك، يعلم أن ابتسامته خلال أولى جلسات محاكمته الثانية ستنقله من مستشفى المعادى إلى سجن طرة مرة أخرى؟
هل كان يعلم أن الهدوء والطمأنينة التى بدت على أساريره وتعمد ولداه علاء وجمال الوقوف بعيداً عن سريره حتى تبدو صورته واضحة أمام عدسات التليفزيون، وأيضا أمام الحضور ستستفز هذه الأطياف والفئات من شعب مصر، وأولهم النائب العام الملاكى؛ انسابت التصريحات، كان بعضها عن حق، وهى التصريحات الغاضبة من أهالى الشهداء ومصابى الثورة، والآخر اتسم بالتفاهة كما هى حال أصحابها.
كل ما شغل بال السيد رئيس مجلس الشورى هى ساعة يد الرئيس السابق وثمنها الذى بلغ مليونين، وهى هدية مؤسسة الأهرام، واعتبرت جماعة الإخوان المتأسلمين أن مبارك عندما لوح بيده لمؤيديه فى المحكمة كان لتأليب المصريين على الرئيس محمد مرسى، وكأن الشعب المصرى برمته راض عن حكمه وحنكته ورغد العيش والأمان الذى هل علينا بقدومه هو وعشيرته.
ترى ما هو السر فى ابتسامة الرئيس السابق؟ هو كان يذكرنا بمقولته الشهيرة: «أنا أو الفوضى» أم هى شماتته فى الشغب الذى خلعه ولسان حاله يقول: «اللى ما عجبتوش أمه ياما هايشوف من مرات أبوه».
كان بمقدور الرئيس السابق أن يفر إلى أى من الدول العربية التى رحبت باستضافته ليعيش معززاً مكرماً هو وأسرته ولكنها إرادة الله ورغبته فى أن يعيش ويموت فى وطنه، حتى يشاهد ماذا فعل بنا حكم المرشد والإخوان، وماذا آلت إليه مصر فى أقل من سنة واحدة من فوضى وغلاء وتراخٍ وتقهقر، ولعلنا نتساءل عن المستقبل إذا أكمل الرئيس مدته ولم تحدث معجزة إلهية ترفع غضب الله عنا..
لست ممن يطلق عليهم الفلول وكنت ممن هللوا لثورة الشباب الطاهر حتى حدث ما حدث وركب الإخوان وحاشيتهم على أنفاسنا، ولكنى أبدا لم أسعد ولن أهلل لما أصاب شباب الثورة من تشرذم، ولما أصاب الصفوة من انقسام وأنانية، ولما أصاب الشعب المصرى من تحول عن سماحته وقيمه الممتدة من آلاف السنين.