رئيس التحرير
عصام كامل

المستشار أحمد مكى .. أين تذهب هذا المساء؟!


سيادة المستشار أحمد مكى، وزير العدل السابق والمناضل السابق أيضًا، أين تذهب هذا المساء؟! 

فقد كنتَ حتى سويعات قليلة تذهب فكريًّا إلى جماعة هتفت ضدك، رغم أنك بعت كل شىء من أجلها.. هتفوا ضدك فى جمعة "توضيب" القضاء وتغليفه وتعبئته وبيعه لجمهرة من أعضاء الجماعة، وكنتَ، يا سيادة الوزير السابق، ممن يقفون على عتبات رئيس جاء للبلاد بغتة، وكنت ممن روّجوا له ودافعوا عنه ضد كل تاريخك السابق، فقد كنت مناضلًا، أو هكذا كنا نتوهمك، حتى سقطت من صفحات التاريخ عندما رأيناك تبارك حصار زملائك فى المحكمة الدستورية العليا، وأمامك صنعوا مواد فى دستورهم لمطاردة "قاضية" رفضت أن تبيع نفسها "للشيطان الإخوانى" فى أعلى السلطة .


أين تذهب هذا المساء؟!

هل تستطيع أن تصطحب أسرتك لتمشى بين الناس؟! هل تستطيع أن تشاهد فيلمًا سينمائيًّا بالبعد الثالث فى أية دار عرض مصرية؟! هل تستطيع أن تتناول طعامك فى نادى القضاة.. بيتك الأصلى؟! هل يمكنك التجول وسط الشوارع.. شوارع الثوار أو الفلول؟! هل يمكنك التسوق فى أحد "المولات" التجارية بالقاهرة أو الإسكندرية، أو حتى من محل بقالة فى سوهاج؟!.. لا أظن أنه يمكنك التجول إلا داخل بيتك، وربما فى غرفتك أو على سريرك .

أظن أن صورًا مبهمة تطاردك الآن.. صور الراحلين تحت سور الاتحادية وأنت فى منصبك .. صور المسحولين تحت أقدام نظام كنت وزير عدله.. صور رفاق تحاصرهم قوى "الشيطان" لتقطع لسان الحق هناك على كورنيش المعادى.. وأظن أن صور "الجِندى" تزاحم مخيلتك فتقاطع لحظات نوم كانت قبيل بيعتك للجماعة عميقة.. 

وأظن أن صور المعذبين خلف أسوار الجماعة التى طالما باركتها تمثل لك مشكلة مع ضميرك الذى عاد .

سيدى المناضل سابقًا..
لا أظنك قادرًا على دعوة أصدقاء على غداء، أو صحبة على صالون تتحدث فيه عن جبروت النظام وتبعية القضاء، وعزل النائب العام وتعيين نائب خاص، ولا أنصحك أن تفعل، فربما سألك السائلون: أين كنت؟ وماذا فعلت؟ ألا تعلم أنك ستسأل عن مالك فيما أنفقته؟ وعن عمرك فيما أفنيته؟ وإذا سئلت فلن تكون مقنعًا كما كنت سابقًا.. هل تذكر كيف كنت سابقًا؟ كنت ملء السمع والعين، وكنت شدوًا يُطرب الآذان، وكنت بلسمًا يداوى الجراح.. هل تعلم كيف أصبحت؟ أترك لك الإجابة التى تعلمها بقدر خشيتك مواجهة الناس، كل الناس.. الناس الذين صدقوك أيام أن كنت.. !!

أنصحك.. المسرح غير جاهز بمسرحية تليق بما أصبحت عليه، و"السينما" لم تُنتج حتى تاريخه فيلمًا يصور أعماق المرء حينما ينقلب وينقلب وينقلب، ثم فجأة ينقلب أيضًا.. وأحيطك علمًا أن"فنان العصر" شعبان عبد الرحيم لا يزال يحب مبارك وعمرو موسى، ويكره إسرائيل، ولم يصدر حتى تاريخه كتابًا يسليك ويقنعك، إن الحواة ليسوا أبطالًا وإنما مهرجون .

سيادة الوزير السابق ..
الأفضل أن تلزم دارك وتبكى على خطاياك، فربما تصدقك ملائكة السماء هذه المرة..!
الجريدة الرسمية