دبلوماسيون يحللون تداعيات تخفيض المساعدات الأمريكية.. هريدي: الخارجية تسرعت في إصدار بيانها.. وخبيرة علاقات دولية: المبالغ المسحوبة تطيح بالاقتصاد المصري وتضعف الأمن

خلال اليومين الماضيين، ترددت أنباء كثيرة حول وقف الجانب الأمريكي المساعدات الممنوحة لمصر، وتزايدت الأخبار المتداولة محليا وعالميا عن حجم تلك المساعدات، وتأثيرها اقتصاديا وعسكريا على المصريين.

بيان الخارجية
وأدخلت اليوم الدولة المصرية القرار حيز الساحة الرسمية، وأصدرت قرارا شديد اللهجة، عبرت فيه عن أسفها من قرار الولايات المتحدة الأمريكية تخفيض بعض المبالغ المخصصة في إطار برنامج المساعدات الأمريكية لمصر، سواء من خلال التخفيض المباشر لبعض مكونات الشق الاقتصادي من البرنامج، أو تأجيل صرف بعض مكونات الشق العسكري.

واعتبرت مصر، في بيان صادر عن الخارجية، أن هذا الإجراء يعكس سوء تقدير لطبيعة العلاقة الإستراتيجية التي تربط البلدين على مدار عقود طويلة، واتباع نهج يفتقر للفهم الدقيق لأهمية دعم استقرار مصر ونجاح تجربتها، وحجم وطبيعة التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه الشعب المصري، وخلط للأوراق بشكل قد تكون له تداعياته السلبية على تحقيق المصالح المشتركة المصرية الأمريكية.

وقالت الخارجية؛ إن مصر تقدر أهمية الخطوة التي تم اتخاذها بالتصديق على الإطار العام لبرنامج المساعدات لعام 2017، فإنها تتطلع لتعامل الإدارة الأمريكية مع البرنامج من منطلق الإدراك الكامل والتقدير للأهمية الحيوية التي يمثلها البرنامج لتحقيق مصالح الدولتين، والحفاظ على قوة العلاقة فيما بينهما، والتي تأسست دوما على المبادئ المستقرة في العلاقات الدولية والاحترام المتبادل.

اقرأ..مراسل «الغد» بواشنطن: آية حجازي وراء وقف المساعدات الأمريكية لمصر

رفض المقابلة
الأمر أصبح شديد الخطورة بعدما ترددت أنباء عن رفض الخارجية المصرية مقابلة صهر ومستشار الرئيس الأمريكي خلال زيارته لمصر، بما يحتاج لتوضيح للأمور الغامضة، والوقوف على ملابساتها، ووضع تحليل دبلوماسي للموقف العام، وهو ما سيتم توضيحه في السطور القادمة.

تابع.. الخارجية: تجميد المساعدات الأمريكية لمصر نهج يفتقر للفهم وسوء تقدير

أمر متوقع
رفض "عادل الصفتي" مساعد وزير الخارجية الأسبق، التعليق على بيان الخارجية المصرية، ولكنه فسر سبب تخفيض المساعدات الأمريكية، بأن مصر توقع على اتفاقيات لاحترام الحريات وحقوق الإنسان، لا تحافظ عليها، ونتيجة هذا الاتفاقيات، خفض الجانب الأمريكي المعونة المقدمة، واصفا بأنه "أمر متوقع"، مستكملا ومن المتوقع أن يسير الأوروبيون على هذا النهج، مشيرا إلى أن أوضاع الحريات وحقوق الإنسان في مصر غير ملائمة، وتم الانتقاص منها الفترة الأخيرة.

تسرع الخارجية
وأشار "حسين هريدي" مساعد وزير الخارجية الأسبق إلى أن وزارة الخارجية المصرية تسرعت في إصدار هذا البيان، رافضا التعليق على الحدث إلا بعد التأكد من المعلومات، بإصدار بيان من وزارة الخارجية الأمريكية، وخاصة أن قرار تخفيض المساعدات غير مؤكد، وجاء على لسان مصادر مجهول بجريدة "واشنطن بوست"، ولم يتم تأكيده حتى الآن.

تابع..جاد: تخفيض المساعدات يحرر مصر من التبعية الأمريكية

وفي تحليل للموقف العام، أوضحت "نهى بكر" خبيرة العلاقات الدولية، أن أعضاء من الكونجرس الأمريكي، أرسلوا منذ فترة مراسلات للرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" يطالبون فيها تخفيض المساعدات الأمريكية كنوع من الضغط على الجانب المصري، بحجة انتهاك وعدم احترام حقوق الإنسان، فيما يخص قانون الجمعيات الأهلية، علما بأن برنامج المساعدات الأمريكية على مستوى العالم وليس مصر فقط، يوضع في إطار المجتمع الديمقراطي.

حجم المسحوب
وأشارت خبيرة العلاقات الدولية إلى أن واشنطن قررت حرمان مصر من 100 مليون دولار ضمن برنامج المساعدات المقرر من واشنطن، وكذلك الامتناع عن صرف 195 مليون دولار إضافية، بانتظار "تحسّن سجل القاهرة على صعيد حقوق الإنسان والديمقراطية"، على أن يتم تخصيصها لدولة أخرى.

وأوضحت أن هناك فرصة جيدة من وجهة نظرها باستقبال السيسي الوفد الأمريكي اليوم، لشرح ملابسات الموقف، والوقوف على أهمية برنامج المساعدات في تنمية الاقتصاد المصري، والمساهمة في مواجهة التحديات الاقتصادية، والتأكيد على أن المبالغ المسحوبة من المساعدات العسكرية ستضعف الأمن المصري، وتقليص المساعدات الاقتصادية ستطيح بالاقتصاد المصري.