«حنفى أمريكا».. ترامب كلمته تنزل دائما.. تجميد المساعدات لمصر رغم اعترافه بأهمية دورها.. يعيد جنود واشنطن إلى أفغانستان ويخذل ناخبيه.. ومشروع «أوباما كير» كشف ضعفه في البيت الأبيض
فاجأت الإدارة الأمريكية الجميع، أمس الثلاثاء، بقرار تجميدها المساعدات المقدمة لمصر بذريعة عدم إحراز تقدم في مسألة حقوق الإنسان، على الرغم من إشادة الرئيس دونالد ترامب قبل وبعد دخوله البيت الأبيض بدور مصر في مكافحة الإرهاب وتأكيده دعمه لها، ولكن يبدو أن له حسابات أخرى تتلخص في مصير مستقبله.
حملة إعلامية
منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة، شنت وسائل الإعلام الأمريكية حملة ضد ترامب بسبب سياسته الخارجية المختلفة عن سلفه باراك أوباما، إذ أعرب الأول عن إعجابه الشديد بالرئيس عبد الفتاح السيسي وعن أمله في تخفيف التوتر مع روسيا.
وخلال لقائهما الثاني، أبريل الماضي، أشاد ترامب بالسيسي، قائلا إنه "يقوم بعمل رائع" وسط ظروف "صعبة".
وقال ترامب في المكتب البيضاوي: "نحن نقف بكل وضوح وراء الرئيس السيسي. ونقف بشكل واضح أيضا وراء مصر والشعب المصري".
وبعد ذلك شنت الصحف الأمريكية حملتها ضد سياسة ترامب الخارجية، منتقدةً الكيمياء بين ترامب والسيسي بذريعة وضع حقوق الإنسان في مصر، فذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" بعد زيارة السيسي للبيت الأبيض: إن ترامب فقد سلطته عندما لم يتحدث عن انتهاكات حقوق الإنسان، على الرغم من أنه على مدى أربعين عامًا، كان النهوض بحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم ركيزة من ركائز السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن الاعجاب المتبادل الذي تم الإعراب عنه بين السيسي وترامب داخل المكتب البيضاوي مثّل تخطيا للحدود، منتقدة امتناع الرئيس الأمريكي عن مناقشة ملف حقوق الإنسان مع مصر.
الانصياع للنصائح
وخلال الفترة الأخيرة بدأت تظهر تقارير صحفية عن احتمالية عدم اكتمال ولاية ترامب منها الترويج لمؤامرة داخل البيت الأبيض تهدف لعزله من حكم البلاد لعدم الاستقرار داخل وخارج البيت الأبيض، واتفاق أعضاء الحزبين الديمقراطي والجمهوري عليه برفض مشروع قرار لإلغاء نظام أوباما كير الصحي.
ورجح محللون أن تنصح الدائرة المقربة من الرئيس وتساعده على فهم السياسة الداخلية والخارجية لواشنطن لحمايته من أية انتقادات ومؤامرات.
ويبدو أن بوادر تلك النصائح ظهرت في تجميد إدارة ترامب مساعدات مقدمة لمصر بقيمة 195 مليون دولار بذريعة عدم إحراز تقدم في مسألة حقوق الإنسان، وذلك لإرضاء منتقديه وتجنبًا لحملة جديدة ضده حال اقراره المساعدات.
ودليل آخر على اضطرار ترامب الإنصياع لسياسة بلاده وعدم الاعتراض على قرارات مؤسساتها حفاظَا على عرشه، هو الرضوخ لجنرالاته بقبول زيادة عدد القوات الأمريكية في أفغانستان، وهو ما يشكل تناقضا جديدًا مع تصريحات أطلقها أثناء حملته الانتخابية وقبلها.