رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. أقباط ومسلمون في حضرة «أم النور» بأسيوط.. «تقرير»

فيتو

يعتبر دير العذراء مريم بجبل درنكة بأسيوط من أشهر وأهم المعالم السياحية الدينية في مصر التي يلجأ إليه الزوار من جميع أنحاء العالم من أقباط ومسلمين حيث يزوره أكثر من 3 ملايين زائر خلال أيام الاحتفال بالمولد والتي تستمر 14 يوما يقومون فيه بأداء الصلوات والتعرف على رحلة العائلة المقدسة إليه والتي انتهت مسيرتها عنده وبدأت منه رحلة العودة، كما يأتي إليه الزوار من المسلمين لتقديم الأضحية والدعاء.


الليلة الأخيرة

واستقبل دير العذراء مريم بدرنكة، أمس، عشرات الآلاف من المسلمين والأقباط؛ للمشاركة في احتفالية الليلة الأخيرة لمولد العذراء في ذكرى لجوء العائلة المقدسة للاختباء في مغارة الدير أثناء رحلتها في مصر، هربًا من بطش الرومان منذ أكثر من 20 قرنا مضى.

إشعال الشموع

وحرص زوار دير درنكة خلال أيام المولد وخلافها من الأقباط والمسلمين ومنهم المحجبات في الليلة الأخيرة، على إشعال الشموع أسفل صورة السيدة العذراء والسيد المسيح تبركًا بها والمسح على الأيقونات بجوارها والتبرع والتضرع بالدعاء في ذلك المكان الروحاني ببركة "أم النور".

تقديم النذور

وفي هذا السياق، قالت أسماء علي، إحدى الزائرات، إنها تأتي كل عام ملبية لرغبة والدتها التي أوصتها بزيارة الدير والدعاء هناك عند إشعال الشموع داخل المغارة المباركة التي ضمت العائلة المقدسة لعدة أيام، ووفرت الأمن والأمان لهم، راجية من شفيعة المستحيلات أن تستجيب لدعائها، مشيرة إلى أن الآلاف من المسلمين والمسلمات يأتون لتقديم النذور وأخذ البركة وإشعال الشموع وطلب الحاجة والشفاعة.

تضرع للسيدة العذراء

كما أضاف محمود رضوان طالب في كلية تجارة، أنه يجتمع مع أصدقائه المسيحيين في أيام المولد ويمارس نفس الطقوس، مشيرًا إلى أن شقيقته جاءت تسند رأسها على الحاجز الحديدي للمغارة وتتضرعت للسيدة العذراء، كما تفعل في مساجد الأولياء تبركا بهم فجميعهم صالحون وأولياء لله.

الذبائح والقرابين

كما شهدت الليلة الأخيرة لمولد السيدة العذراء إقبالًا كثيفًا شارك خلالها المسلمون الأقباط في جميع فعاليات احتفالات المولد، وخاصة التبرع للدير تلبية لنذورهم من خلال الأموال أو ذبح الأضاحي والمشاركة في صكوكه أو تقديمه كقرابين تبركًا بالمكان الذي مكثت فيه العائلة المقدسة أكثر من أسبوعين من اليوم السابع من أغسطس حتى 21 من نفس الشهر بحضن الجبل.

نسيج واحد

وفي ذات السياق، وجه الأنبا يؤنس الشكر لمحافظ أسيوط وجميع القيادات التنفيذية والأمنية والشعبية التي شاركت في الاحتفال قائلا إن الاحتفال جمع المسلمين والأقباط حيث بلغ عدد زوار الدير ما يقارب 3 ملايين زائر خلال أيام الاحتفال الخمسة عشر وهو دليل على الحب الذي يجمع بين المصريين وقوة العلاقات بين أبناء المجتمع الواحد.

يذكر أن دير درنكة يقع على بعد 10 كم من مدينة أسيوط و3 كم من قرية درنكة ويرتفع أكثر من 100 متر عن سطح البحر وكان يتم اللجوء إلى كنيسة المغارة للاحتماء من فيضان النيل منذ أيام الفراعنة، وبدأ بإقامة كنيسة في القرن الأول الميلادي تعد من أقدم الكنائس في العالم ثم تحولت لدير في القرن الرابع الميلادي واشتهر بدير الرهبان النساخ لأنهم كانوا ينسخون الكتب ويترجمونها ويقام الاحتفال بهذه المناسبة كل عام بحضور مئات الآلاف من المواطنين من مختلف المحافظات، بالإضافة إلى وفود الدول المختلفة.

وتعود أهمية الدير الدينية كونه ملجأ وملاذا منذ فجر المسيحية، استمر المسيحيون يتوارثون الإقامة به، ولما بدأت الحركة الرهبانية في القرن الرابع المسيحي قامت بهذه المنطقة أديرة كثيرة للرهبان وللراهبات، ومن أهمها كان دير العذراء الذي عاش فيه أكثر من 1000 راهب على مدار السنوات الماضية ومن أشهرهم يوحنا الأسيوطي.
الجريدة الرسمية