رئيس التحرير
عصام كامل

تأثير الثورة على سلوكيات الأطفال


لاشك أن من سلبيات الثورة أثرها الواضح على السلوك فى المجتمع وإعادة تفسير معنى الحرية بالخطأ على أن الحرية هى عدم الاعتراف بالتسلسل المنطقى للخضوع الذى رتب الله تعالى عليه البشرية وجعلها درجات "وهو الذى جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات" إلا أن إدراك الناس مختلف لمفهوم المساواة أولا ومفهوم الحرية ثانيا لتصبح الفوضى هى المفهوم الأوسع نطاقا لحريات لا تتوقف عند حريات الآخرين وإنما تتخطى ذلك لتؤثر على الجميع من ضغوط نفسية لا تتوقف عندهم وإنما تتنفس فى آخرين من أهاليهم وذويهم والمتصلين بهم وقد تصل إلى حد لا يطاق.


ولم يسلم الطفل من عدوى الثورة وقد يكون من تأثير الضغوط التى يتعرض لها الوالدان مما يشكل عليهم أثرا عصبيا أو قد يكون من تأثير بعض الإعلام المثير عليهم فانتقلت الثورة إليه أيضا داخل كل منزل حتى أصبح هناك نقاشات ملتهبة وجدل عقيم لا يسمن ولا يغنى من جوع فى موضوعات أكثرها يتصل بالحقوق دون الحديث عن الواجبات.

إعداد الجيل القادم يفرض على الأسرة أن تهتم بفرض نوع من التعتيم الإعلامى الصحى على الأطفال حتى نحميهم نوعا ما من الاختلاط بالبرامج التى ترفع درجة حرارة المنزل وتعلم أطفالنا أسلوبا غير لائق فى التعامل مع الآباء وتثير الوالدين لا إراديا وللأسف تشكل ضغطا عليهم وهم أصلا فى حالة مستمرة لا تنقطع من التوتر ولديهم من الضغوط ما يكفيهم.

إن على الأبناء أن يعرفوا أن عليهم واجبات مهما كانت طرق التربية فى المنزل التى شوهت جزءا من شخصياتهم ومن هذه الواجبات طاعة الوالدين والاستجابة لتقويم سلوكهم بما يعود فى النهاية عليهم لإنتاج جيل محترم يحترم نفسه قبل أن يحترمه الآخرون ويشكل مستقبلا يليق بشعبنا وتاريخه العريق الذى أساء له الكثير من أفعال غير مسئولة أساءت لنا وانحدرت بنا من على طريق الحضارة والأمل المنشود للتقدم إلى منحدر التدهور والإخفاق.

تنهار السلوكيات يوما بعد يوم وتغيب عنا صفات جميلة كان يتسم بها الشعب المصرى لتحل محلها صفات مرفوضة لا يمكن قبول الحد الأدنى منها لتذهب ثقافات وتحل محلها ثقافات مرفوضة لا تضر المواطن العادى بقدر ما تضر شعبا بأكمله وتاريخه وسمعته.


الجريدة الرسمية