مطالب شعبية لـ«أسقف الفيوم» بالتراجع عن قرار الاعتكاف
تقدم الأنبا إبرام، أسقف الفيوم بطلب إلى البابا تواضروس الثاني يوم 15 يوليو الماضي، يطلب فيه السماح له بالابتعاد عن إيبارشية الفيوم، والاكتفاء بالتعبد والاعتكاف في قلايته، وأصدر بيانا مقتضبا من 3 سطور يطلب فيه الدعاء من أقباط الفيوم له.
وتسرب الخبر في الأسبوع الماضي إلى العامة، فنشطت بعض الأحزاب السياسية والقيادات الشعبية من المسلمين والأقباط لمطالبة الأنبا إبرام بالرجوع في طلبه والعودة مرة أخرى إلى قيادة الإيبارشية كما اعتادوا أن يجدوه على رأسها طوال العقود الخمس الماضية، ورفع المطالبون من قيادات شعبية وحزبية ونواب بالبرلمان ورجال أعمال لافتات في شوارع المدينة وأمام الكنائس تطالبه بالعودة.
وفجأة ودون مقدمات انتشرت الجمعة الماضي، شائعة سرت في كل المحافظة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها تتهم النائب القبطي أشرف عزيز بأنه وراء ابتعاد الأنبا إبرام عن الإيبارشية.
وتداول المواطنون فيما بينهم باقي أحداث الشائعة التي تقول إن النائب أشرف عزيز الذي كان يدير نادي الكرمة التابع لدير العزب أضاع على النادي مبلغ 10 ملايين جنيه وبعضهم اتهمه بالاستيلاء على المبلغ، وصمت النائب ولم يرد، وتحول الأهالي بين مؤيد للشائعة ومعارض لها وللحقيقة فإن من أيدوا الشائعة كانوا قلة قليلة لا تذكر بجوار العدد الهائل الذي انبرى في الدفاع عن النائب أشرف عزيز حتى أن الشارع نسي تماما حكاية الأنبا إبرام.
وظهر أمس الأحد، بيان بخط يد الأنبا إبرام قال فيه إنه لا يوجد من يستطيع أن يبعده عن الفيوم سوى شيء واحد فقط هو محبته لله في اعتكاف دائم.
وتابع الأنبا إبرام في بيانه أنه طلب الاعتكاف من البابا تواضروس منذ سنة إلا أنه وجهه بأن تكون الخلوة بدير العزب، وهو ما فعله لمدة 6 أشهر فإن المدة لم تكن كافية لإشباع رغبته في الاعتكاف فكرر الطلب مرة أخرى.
فيما أصدرت إدارة نادي الكرمة التابع لدير العزب بيانا جاء فيه، أن إجمالي ما تم صرفه من شيكات من عام 2012 بداية عمل النادي وحتى الآن يقل كثيرًا عن 5 ملايين جنيه، وهو ما يؤكد أن شائعة الاستيلاء على 10 ملايين من النادي كاذبة شكلا وموضوعا.
كما أن أسلوب الصرف يعتمد على تحرير شيكات مباشرة للموردين ولا يوجد شيك واحد محرر باسم اللواء أشرف عزيز ومن يدعى أن لديه مستندات تثبت خلاف ذلك عليه أن يبلغ نيابة الأموال العامة أو الرقابة الإدارية.
واليوم الأحد ظهرت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك بعنوان «لمن يهمه الأمر» تقدم اعتذارا للنائب وأن ما أشيع حوله كان مجرد كلام مغرض، وتبين في النهاية أن نفس الصفحة كانت هي صاحبة بث الشائعة في ربوع المحافظة.
كما أصدر حزب الوفد بيانًا للدفاع عن نائبه جاء فيه أن الحزب يؤكد دعمه الكامل ومساندته غير المحدودة لنائبه ليؤكد أن الذمة المالية للنائب الوفدى لم ولن تكون أبدا محلا للشك وذلك باعتراف القائمين على نادي "الكرمة" أنفسهم وكذلك قيادات المطرانية الذين أجمعوا على نزاهة وأمانة النائب.
وأنه من غير المتصور أن يكون لأي شخص مهما كانت مكانته القدرة على التدخل في شئون الكنيسة وقراراتها وبالتالي فإن الحديث عن دور للنائب في ابتعاد الأنبا إبرام عن المطرانية بالفيوم أمر بعيد تماما عن أي عقل ومنطق.
ومن المؤكد أن هذه الحملة لها أهداف سياسية غير شريفة ويقف خلفها أحد المرشحين الراسبين في الانتخابات الماضية، والذي كان يزعم قربه من الكنيسة ويبدو أنه أراد أن يغير المعادلة التي فرضها اللواء أشرف بنجاحه.
وأن حزب الوفد بالفيوم يؤكد تقديره للأنبا إبرام، أسقف الفيوم، ويتمنى عودته إلى ممارسة مهامه وهي الرغبة نفسها التي عبر عنها اللواء أشرف عزيز في أكثر من مناسبة.
ومازال الأنبا إبرام في قلايته بدير العزب، والنائب مختفٍ ولا يرد على هاتفه رغم اعتذار الصفحة التي روجت للشائعة عما فعلت، وسردت إنجازات النائب التي جعلت أبناء الفيوم المسلمين والأقباط يلتفون حوله.