تجربة «من أجل مصر»
من المؤكد أن ظروف الدولة الاقتصادية ليست خافية على أحد وأن التحديات التي يواجهها الاقتصاد المصرى يعرفها الجميع وفى ظل هذه الظروف الصعبة من المؤكد أن الدولة لن تستطيع أن تلبي جميع احتياجات المواطنين.. ووسط هذه الظروف يبقى دور منظمات المجتمع المدنى ضروريا للمساهمة في استمرار حياة المواطنين وتقديم الدعم المادى للكثير من الأسر التي يمنعها حياؤها من طلب المساعدة، من هنا جاء ميلاد جمعية "من أجل مصر "التي استطاعت أن تبنى اسما كبيرا خلال فترة قصيرة، جاءت مختلفة في كل شيء منذ بدايتها..
لم تتحدث عن أحلام ومشروعات في المستقبل ولم تبن أوهامًا للبسطاء، ولم يقتصر نشاطها على مواقع التواصل الاجتماعى مثل الكثيرين، اختارت الجمعية أرض الواقع عنوانا لها، ومنازل البسطاء والإنسان هدفا لها، حيث اهتمت بالواقع الصحى المرير في الكثير من قرى مصر، وأنشئت الكثير من المستوصفات والمراكز الطبية المجهزة في المحافظات المختلفة مثل المنيا والأقصر وبورسعيد ودمياط والشرقية..
كما تم توفير الكثير من أكياس الدم النادرة في بنوك الدم بالمستشفيات الحكومية، ولم تتوقف مساهمات الجمعية عند هذا الحد حيث أجرت الكثير من العمليات الجراحية للمرضى الذين أنهكهم الانتظار، كل هذا في صمت، لم يصرخ القائمون على الجمعية في الفضائيات بعد كل عملية جراحية أو مساهمة عاجلة لمحتاج قائلين إننا نفذنا ومنحنا وأعطينا وأنفقنا..
القائمون على الجمعية لا يؤمنون بثقافة التشهير في نشاط الجمعية، يؤمنون بشيء واحد أن المصريين يستحقون كل خير ومساندة، وأن ما يقدمونه واجب وطنى على كل محب لهذا الوطن، وأنهم لا يريدون شكرا أو عطاءً من أحد يحلمون أن ينتهى طابور انتظار المرضى ويأملون بتوفير فرصة عمل للكثير من المصريين.. وأن سعادتهم الحقيقية عندما يجدون الفرحة في عيون 100 عريس وعروسة من أبناء الصعيد، كان للجمعية الفضل في زواجهم وإقامة حفل جماعى يليق بهم.. فتحية للدكتور محمد منظور، رئيس الجمعية، والقائمون على الجمعية بمجهودهم ونشاطهم الكبير الذي لمسه الكثير من المصريين خلال الفترة القصيرة الماضية في الصحة والتعليم والخدمات الإنسانية.