دخلة المدارس والعيد.. مصيبة كل صيف.. رحمتك ياااارب
*الحكاية التالية على عهدة راويها.. وهو بالمناسبة صديق أنتيم.. وقد أذن لي بنشرها بطريقتي.. فقلت له ألن تغضب مني؟.. قال لا.. بل انشر فهي خربانة خربانة، وقد ألقيت حمولي على الله هو المنتقم والقوي على كل قوي.. والآن إلى الحكاية أرويها على لسانه.
أصرت زوجتي على قضاء أسبوع في مصيف جمصة، وكان الحال قد وصل إلى ما يستوجب التسول لهبوب عاصفة ارتفاع الأسعار، ومداهمة مباغتة لعيد الأضحى وموسم المدارس، وأنا أدعو اللهم أسبغ علينا سترك، ولا تسلط علينا من لا يخافك ولا يرحمنا من حيتان البقالة والجزارة والسماكين والفكهانية وأباطرة الدروس الخصوصية ومجلس إدارة مترو الأنفاق.
ذهبت كل محاولاتي لإلغاء فكرتها أدراج الرياح، إلا أنها أصرت بصورة وصلت إلى حد التهديد بالخُلع والثبور وعظائم الأمور. سلمت أمري لله ووافقت، لكني عقدت العزم على التفكير في خطة تجبرها على إلغاء المصيف، وسرعان ما واتتني الفكرة، وقررت تنفيذها في وقت قاتل بحيث لا يسمح للمفترية بالتراجع عن إلغاء الرحلة.
حانت ساعة الصفر وكانت لحظة ركوبنا أنا وهي والعيال ميكروباص خاص استأجرناه لتوصيلنا لمصيف جمصة.. وضعنا الحقائب وكافة الأغراض في الميكروباص وصعد العيال وأمهم، ووقفت أنا عند باب الميكروباص ألقي نظرة أخيرة للاطمئنان على الأغراض والعيال، وفجأة تظاهرت بأنني على وشك الدخول في حالة إغماء، وألقيت بجسدي على الأرض كما لو كنت جوال قلقاس قد سقط من عربة كارو مسرعة، ثم تظاهرت بأنني قطعت النَّفَس.
صرخ العيال هلعًا، ونزل سائق الميكروباص مسرعا نحوي، وهَمَّ برفعي من على الأرض قائلا: لنذهب به إلى مستشفى عين الصيرة فورا، ليَّا ابن عمي عامل نظافة هناك وهيخدمنا.
كانت زوجتي واقفة في شموخ وثبات كي تواجه الموقف برَوِيَّة وتفكير صائب.. فقالت للسائق ولا ابن عمك ولا ابن خالك، شيله وحُطُّه في الميكروباص وعلى ما نوصل جمصة يكون فاق.. انتهت الحكاية.
على النقيض من الزوجة صاحبة الحكاية السابقة، هناك زوجة تقدر الظروف ولا تتمسك بالبلاج، بل من فرط رقتها وذوقها لا تفارق زوجها طوال الوقت.. تعالوا نتعرف عليها من خلال هذه المكالمة الهاتفية التي دارت بينها وبين أمها:
*ــ آلو يا ماما إزيك؟ عاملة إيه في الجو الولعة ده؟
= مسَلَّمة أمري لله يا بنتي.. طمنيني عليكي الأول عاملة إيه في الحر الجامد ده؟
ــ والله بدعي لجوزي ليل ونهار.
= إشمعنى؟!
ــ مهَوِّن عليا الصيف ومش حاسة بالحر خالص.
= إزاي يا بنتي؟
ــ ما شاء الله عليه.. لوح ثلج يا ماما.