بالفيديو.. مرضى الفشل الكلوي بكفر الشيخ: بنموت بالبطيء.. «تقرير»

تختلف أسماؤهم وأعمارهم وأصولهم لكن تجمعهم قواسم مشتركة.. إنهم مرضى الفشل الكلوي، شركاء في معاناة يعيشونها ثلاث مرات أسبوعيا داخل وحدات الغسيل، التي بدت كما لو كانت غرف تعذيب.

شكواهم من الإهمال والتقصير الطبي مستمرة، وعزيمتهم في مقاومة الفشل الكلوي والفيروس تضعف وتقوى بين حين وآخر.. منهم من يسلم بالأمر الواقع ومنهم ينتظر دوره في كشوف الراحلين محتفظا بابتسامة ومرددا عبارة: "الحمد الذي لا يحمد على مكروه سواه".. هم يعلمون أن الفيروس ولو كان رحيما بهم وأمهلهم عمرا فسيعجل الإهمال وقلة الرعاية بموتهم.

"فيتو" اصطحبت عددا من مرضى الفشل الكلوي بكفر الشيخ أثناء عملية الغسيل بوحدات مختلفة لترصد رحلتهم مع الغسيل الكلوي ثلاث مرات أسبوعيا، وللتعرف على مطالبهم وأمانيهم ولفت أنظار المسؤولين إليها، فيقول "إبراهيم عب دالواحد السيد": أنا مريض فشل كلوي منذ 22 سنة، وهذا العام هو الأسوأ في وحدة الغسيل الكلوي وبيحصلنا نزيفا مستمرا كل جلسة بسبب "الهيبارين"، وعنينا قربت تتعمى ومعظمنا لبس نظارات بعد تغيير الكليكسان، وذهبنا لوكيلة الوزارة تقولنا "روحوا وأنا هاجي وراكم ومبتجيش"، بالإضافة إلى نقص التمريض في وحدة الغسيل الكلوي وإن وجد كون عناصره غير مؤهلة باستثناء قلة بسيطة جدا.

وتابعت "آمال سليمان"، أن مرضى الغسيل الكلوي يحصلون أثناء الغسيل على مسيل للدم حتى لا يحدث تجلط للدم أثناء الجلسة وغالبا اسمه هيبارين وهذا نوع من ضمن أنواع كثيرة لإحداث سيولة للدم، ولكن بعض الحالات وأنا من ضمنهم تنزف منه، وقضيت 6 شهور أنزف عند حصولي على جلسات الغسيل الكلوي، واشتكيت دون جدوى، وأخيرا قالوا لي تدخلي لجنة وكانت مكونة من مدير وحدة الغسيل بالمستشفى العام بكفر الشيخ، وأطباء باطنة وقلب وقطعت شوطًا طويلًا حتى اقتنعوا بأن سبب النزيف هو الهيبارين واستبدلوه بالكليكسان، هذا بخلاف نقص عدد التمريض وسوء الوجبة الغذائية للمرضى.

وأضافت" آمال" منذ شهر ونصف رجعوا الهيبارين ورجعنا للنزيف، وعندما سألنا كان ردهم أن هذا قرار واللي مش عاجبه يروح يجيب قرارا من مركز الكلى بالمنصورة أو يدفع فرق السعر، والأدهى من ذلك أنهم لغوا "الباى كارب" كبسولات واستبدالها بباى كارب بودرة يعني الكبسولة متعقمة ومقفولة وبتدخل المكنة وتسحب لوحدها، أما البودرة بتبقى أكياس يتم تفريغها في غسالة ملابس ويزودوها مية ويضعوها بجراكن والمكنة تسحب وهو ما يعرضها للهواء وميكروبات وعدوى، وذلك لأن تعليمات الوزارة قالت اغسلوا بالبودرة مفيش فلوس!

وأضاف "عبد الباقي نصار": عملت عملية زرع الوريد "الشنط" المطلوبة للغسيل "مرتين" بسبب جهل التمريض وعدم كفائتهم في التعامل مع مرضى الغسيل الكلوي، وعندي نزيف مستمر بسبب الهيبارين بشوف دمي بيتصفى أمام عيني وفيه حالات كتير بتحتاج دما وتنتظر شهورا وفي الآخر يقولوا لهم مفيش دم، بخلاف تأخر قرارات صرف العلاج من الوزارة، وبيرغمونا على دفع رسوم عند تغيير قرار العلاج مبلغ 65 جنيها علما بأن مريض الكلى معافٍ من دفع أي رسوم، واشتكينا مرارًا لوكيلة الوزارة ومدير المستشفى، ومحدش بيعبرنا وأقسم بالله مدير المستشفى ما بيدخل وحدة الغسيل ولا بيقولنا أنتم فين.

وتابع كل من "محمود محمد" 60 عاما، وإبراهيم جمال، قائلين: والله بنموت بالبطيء وشوفلنا أي صرفة، إحنا معدناش لاقيين تمن الحقنة والعلاج بنشتري جزءا منه على حسابنا، ارحمونا ربنا يرحمكم، وفيه ناس وكاميرات جيت صورت عندنا قبل كدا وحذفوا كلامنا بالمونتاج وبينزلوا رد المستشفى فقط وصوتنا أمانة في رقبتكم توصلوه.

وعلقت "سعدية إبراهيم": بيحصلي نزيف باستمرار وداخلين بشتكى لمدير المستشفى العام، عن النزيف المستمر اللي بيحصلي عند جلسة الغسيل، رد علَيّ وقالي ناقص (أسيئلكم الأرض) قلت له دا مش رد، ونطالب بتغيير الهيبارين إلى كليكسان وتوفير العلاج لمريض الفشل الكلوي وتوفير طاقم تمريض كافٍ ومؤهل.

من جانبه، قال "دكتور محمد عبد الله"، مدير وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى عام كفر الشيخ: إن تكلفة علاج المريض 100 جنيه فقط كل شهر وكل مريض له 12 إلى 13 جلسة شهريا، وفيه بعض المرضى بيشتروا أدوية من الخارج على حسابه. 

وعن مخاطبة الوزارة في زيادة قرار العلاج إلى أكثر من 100 جنيه ليكفى احتياجات المرضى، قال عبد الله: إن هذا لم يحدث ولم يتم مخاطبة وزارة الصحة، مشيرا إلى أن الهيبارين لا يسبب نزيفا وإن حصل يتم تقليل نسبة الهيبارين فقط، وكل ما نطالب به هو عدم تأخير قرارات العلاج لمرضى الكلى.