رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. أطفال المحاجر في سوهاج «الموت في الجبل».. الفقر يدفع «خالد» للعمل بـ45 جنيها.. يؤكد: أسرتي فقيرة وبشتغل عشان نعيش.. «أحمد» باكيا: بخاف الكسارة تبلعني.. وصاحب الع

فيتو

يبدو أن «قرى دار السلام» في سوهاج لم تنعم بشيء من ما يحمله اسمها من معنى، فالفقر يدق أبواب عشرات الأسر في تلك القرى والنجوع، وظروف المعيشة «ضنك» والخدمات «في إجازة».. كل ما سبق دفع بعض الأسر لإرسال أبنائها للعمل بـ«المحاجر»، بحثًا عن لقمة عيش قد تسد جوع صغير يبكي، أو تسعف مريضا يتألم.


من قرى العيساوية والكولة بأخميم، ونجع مازن وأولاد يحيى الحاجر بدار السلام والجلاوية بساقلتة.. خرج عشرات الأطفال يحملون هم الفقر والجوع، إلى المحاجر لمساعدة أسرهم في تكاليف المعيشة.

يومية 45 جنيها
بملابس بالية وعيون منهكة وجسد هزيل، أقبل «خالد محمد» صاحب الـ12 ربيعًا من قرية أولاد يحيى بمركز دار السلام بمحافظة سوهاج، لسرد حكايته مع العمل في المحاجر، قائلًا لـ«فيتو»: «أسرتي فقيرة وبشتغل في المحاجر منذ سنتين بـ20 جنيها من أجل مساعدة أسرتي في عملية الدخل، ومنذ 4 شهور تم زيادة اليومية إلى 45 جنيها».

تعليم البهوات
سألنا «خالد» عن المدرسة، وكيف يعيش المتبقى من يومه بعد الخروج من العمل، فقال: «خرجت من المدرسة عشان إحنا فقراء، وقالي والدي روح يا بني اتعلم لك صنعة، إحنا مش بتوع تعليم، ده التعليم بتاع البهوات».

حسن المدثر، صاحب محجر، ورب العمل، حرص على الحديث معنا عن معاناة هؤلاء الأطفال، قائلًا إن ظاهرة عمل الأطفال في المحاجر تزعجه كثيرا لكن «ما باليد حيلة»، مضيفًا: «70% من الأطفال الذين يعملون بالمحاجر مش حاطة في مخها التعليم لكن هو بيهوى الصنعة، وأنا لما يقصدني ولي أمر الطفل علشان أشغل ابنه وأعلمه صنعة، قال يشتغل ويتعلم صنعة أحسن من يسلك طريق خطأ».

وأضاف «المدثر»: المحجر بعد زيادة أسعار المحروقات بيخسر، لكن المكسب المهم أنني متمسك بمهنة آبائي وأجدادي التي كانوا يعملون بها.

مشكلات العمل
وعن مشكلات العمل، يقول الطفل «أحمد علي» (14 عاما) إنهم معرضون للموت في أي لحظة، لأن ماكينة «الكسارة» قد تلتهم أحد تلك الأجساد الهزيلة، مضيفًا: «المكنة بتشتغل بموتور قوي وتدق وتطحن الحجارة وتحولها إلى بودرة، وبعض يتحول إلى حجر صغير يسمى السن.. أنا بخاف منها»، وتابع: «أسرتي تركتني في هذه مهنة المحاجر الشاقة بسبب الفقر».

أما عن الأجور، فذكر «أحمد» أنها لا تتناسب مع حجم المشقة والجهد المبذول، لأن هذه المهنة تصيبهم بأمراض حساسية الجلد والتهابات العين وضعف السمع والالتهاب الرئوي، بالإضافة إلى ضربات الشمس في الجبل.
الجريدة الرسمية