رئيس التحرير
عصام كامل

«نيويورك تايمز».. النشر لمن يدفع أكثر.. تهاجم قطر وتعود بتقرير يمدح تميم.. تمرير مقالات الإخوان بأموال التنظيم.. تبتز السعودية بليلة عزل «بن نايف».. وتكذيب إيطاليا يفضح فبركة معلوم

فيتو

هوس العرب بالصحف ووسائل الإعلام الأمريكية، دفع كبريات الصحف في واشنطن إلى استغلال «عقدة الخواجة» التي تتملك منطقة الشرق الأوسط، بهدف ابتزاز الأنظمة السياسية والكيانات المعارضة على حد سواء.


ومثلما نجحت واشنطن في الهيمنة على صناعة القرارات والتدخل في صراعات الشرق الأوسط عن بعد، وجدت وسائلها الإعلامية هي الأخرى والتي تعد من أركان الدولة العميقة هناك، في الحصول على موطئ قدم لها بالعواصم العربية لفتح خزائنها والحصول على أموال النفط مقابل مداد الأقلام الحبر.

"نيويورك تايمز" تعد من أشهر الصحف الأمريكية التي تجيد لعبة الابتزاز المادي والسياسي داخليا وخارجيا، وخلال انتخابات الرئاسة الأمريكية تحولت إلى منصة إطلاق صواريخ ضد دونالد ترامب، لصالح لوبيهات الضغط الرافضة لوجوده في البيت الأبيض.

ملف الإخوان
خارجيا كانت مصر دائما على رأس قائمة دول تستهدفها الصحيفة لصالح الإدارة الديمقراطية في عهد "باراك أوباما"، ومثلت افتتاحيتها بالعديد من الأعداد منبر للتحريض ضد القاهرة وخلال هذه الفترة كان القارئ يستطيع بسهولة استنباط القرارات المرتقب صدورها ضد مصر.

أيضا حملت الصحيفة لواء الدفاع عن جماعة الإخوان؛ بسبب نجاح التنظيم الدولى في اختراقها، ويعد نشرها لمقال القيادي الإخواني "جهاد الحداد" والذي فردت له مساحة كبيرة خلال شهر فبراير الماضي؛ لجذب تعاطف مع الجماعة في مصر داخل أروقة الإدارة الأمريكية عقب وصول ترامب إلى الحكم.

مقال الحداد لم يكن الوحيد في تبني وجهة نظر الجماعة الإرهابية، ووصل سقف الابتزاز لحده بنشر معلومات مكذوبة متعلقة بمقتل الطالب الإيطالي "جوليو ريجيني" في القاهرة، مدعية إمداد إدارة أوباما وقتها للجانب الإيطالي بمعلومات عن المتورطين في قتله، الأمر الذي سارعت روما لنفيه رسميا لتكشف الوجه القبيح للصحيفة المأجورة، ولم يفوت المستشار أحمد أبو زيد المتحدث باسم الخارجية الفرصة لمهاجمة الصحيفة على صفحته الرسمية بموقع "تويتر" وقام بعمل إشارة لحسابه الرسمي.

قطر والسعودية
وجدت "نيويورك تايمز" كذلك في الأزمة القائمة بين الدول الداعية لمكافحة الإرهاب "مصر والسعودية والإمارات والبحرين" من جهة وقطر من جهة أخرى على خلفية دعم الأخيرة للإرهاب، وتأرجحت تقارير الصحيفة بين مهاجمة لقطر تارة ومحذرة من خطورة ما اسمته "محاصرتها" تارة أخرى، وهددت واشنطن نفسها بتأثر مصالحها في المنطقة حال تخلت عن نظام تميم بن حمد.

السعودية هي الأخرى تجرعت مرارة الصحيفة ذاتها، واستغلت إبعاد ولي العهد السابق محمد بن نايف، من منصبه وسردت قصة أقرب لأفلام هوليود حول ليلة عزله ووضعه تحت الإقامة الجبرية، ثم عادت لتهادن المملكة خلال الأزمة مع قطر في تقرير مغاير تماما معتبرة أن قطر بيت القصيد في أزمة الرياض.
الجريدة الرسمية