سبحان مغير الأحوال.. محافظ أسوان يتجاهل أبوسمبل ويفتكرها فجأة بسبب زيارة السيسي.. الأهالي يعانون من سوء الخدمة الطبية.. الأتوبيسات المتهالكة تزيد معاناة المواطنين.. والشاحنات تشوه منظر المدينة الحضاري
ظلت مدينة أبوسمبل السياحية بمحافظة أسوان تعاني من التهميش لسنوات طويلة، ولأنها تبعد عن المدينة بنحو 280 كم فهى بعيدة عن أعين المسئولين وجولاتهم التفقدية التي كانت تقتصر على احتفالات تعامد الشمس على تمثال رمسيس، والمقرر لها مرتين كل عام في شهري فبراير وأكتوبر.
زيارة الرئيس
ونظرًا لاقتراب الاحتفالية العالمية التي أعلن عنها رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي بمناسبة مرور 200 عام على اكتشاف معبدى رمسيس الثانى، أجرى محافظ أسوان مجدى حجازى العديد من الجولات التفقدية في مدينة أبوسمبل السياحة، قبل زيارة رئيس الجمهورية، حتى يتلاشى جميع السلبيات والمشكلات التي عانى منها الأهالي منذ سنوات، بالرغم من تعدد شكواهم المسبقة، وحتى لا يرى الرئيس الإهمال والتقصير في بعض الخدمات المقدمة للمواطنين لكي تظهر أبوسمبل في أبهى صورة أمام الزوار، الأمر الذي يذكرنا بما قاله شاب، خلال مداخلة له بمؤتمر الشباب بأسوان: «حتى لو هاتفصل من شغلي، مياه الصرف الصحي يتم صرفها في النيل، والمحافظة تم تجميلها بسبب زيارة الرئيس إلى أسوان، ولا تُجمَّل بهذا الشكل طوال العام».
تكرار الحوادث
ومن أبرز شكاوى أهالي مدينة أبوسمبل السياحية تواجد سيارات النقل الثقيل "الشاحنات" بكثرة داخل المدينة، ما يؤدى إلى حدوث ازدحام في الشوارع مع تكرار الحوادث، وخاصة أن تلك السيارات من المفترض أن يكون له مكان مخصص بعيد عن مدخل المدينة.
تشويه المدينة
وأعرب أهالي مدينة أبوسمبل السياحية عن استيائهم بسبب انتظار العديد من الشاحنات داخل الشارع الرئيسي للمدينة، لمدة تتجاوز أحيانًا اليومين لأن تلك الشاحنات أغلبها ينقل البضائع إلى دولة السودان، وانتظارها يؤدى إلى حدوث ازدحام في الشوارع مع إضفاء وجهة غير جمالية على المدينة السياحية.
وأضاف الأهالي أن تلك الشاحنات تتسبب في تدمير الطريق والأسفلت الموجود تدريجيًا، مع تغيير لونه بسبب الزيوت الناتجة منها والتي تترك منظرا غير حضاري، وبالرغم من مطالبهم المتعددة بمنع دخول الشاحنات إلى المدينة مع تخصيص مكان آخر لهم بعيد عن المدخل الرئيسي لها لكن دون جدوى.
وقفات احتجاجية
ونظم أهالي مدينة أبو سمبل السياحية مسبقًا وقفات احتجاجية اعتراضًا منهم على سوء الخدمات الطبية المقدمة لهم، وافتقادهم العديد من التخصصات التي تدفع المرضى التوجه إلى أسوان التي تبعد عنهم بنحو 280 كم لتلقى العلاج.
سوء الخدمات الطبية
ومن ناحيته، قال يسرى جمال أحد أبناء مدينة أبوسمبل، إن أهالي المدينة يعانون من سوء الخدمة الطبية المقدمة لهم، ونقص التخصصات الطبية بالمستشفيات الموجودة بالمدينة، موضحًا أن المستشفى الدولى الموجود بالمدينة مجهز على أحدث طراز، ولكن لا تجرى به أي عمليات، والعيادات الخارجية ليس بها أي تخصصات، والخدمة الطبية المقدمة بها سيئة.
وأضاف لـ"فيتو" أن هناك مطلبًا شعبيًا لأهالي أبو سمبل بتحويل المستشفى العام الموجود بالمدينة إلى مركزى، أسوة بمستشفيات مدن المحافظة، مشيرًا إلى أن بالرغم من المطالبات المتعددة والمناشدات إلى محافظ أسوان بتحسين الخدمات الطبية طيلة السنوات الماضية لم يعتنى بالمدينة إلا بعد اقتراب موعد زيارة الرئيس.
وتابع:" سبحان مغير الأحوال، اقترب موعد زيارة الرئيس فحدثت انتفاضة في أبوسمبل حتى تظهر على أكمل وجه ولا يتضح قبحها".
أتوبيسات متهالكة
وأوضح أنه تعددت شكاوى أهالي مدينة أبوسمبل السياحية من الأتوبيس المتهالك الذي يعمل على خط أبوسمبل أسوان والعكس، وهو كثير الأعطال ودائما يتعرض الأهالي لمعاناة شديدة أثناء قدومهم إلى أبوسمبل أو توجههم إلى أسوان، لافتًا إلى أن المسئولين يعملون على قدم وساق في مدينة أبوسمبل خلال تلك الأيام التي تسبق زيارة رئيس الجمهورية لإخفاء الحقائق والمعاناة الحقيقية التي يعيش فيها أهالي المدينة.