رئيس التحرير
عصام كامل

أسواق العبيد في الشرق الأوسط.. استغلال المهاجرين الأفارقة في الدعارة والعمل بدون أجر.. عادات المجتمع الموريتاني تؤصل لانتشارها.. داعش تصدر وثيقة بأسعار النساء والأطفال.. وغطاء ديني للظاهرة في إيران

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

انتشرت ظاهرة الرق والاستعباد في العصور القديمة، وتعني أن يكون الشخص مملوكا لشخص آخر، ولكن مع ظهور مواثيق حقوق الإنسان العالمية بدأ العالم يتجه إلى إلغاء تلك الظاهرة ومواجهتها، ولكن ظلت بعض البلدان تعاني من استمرارها، نتيجة لعوامل تتعلق بطبيعة الحكم السائد أو الاضطرابات التي تشهدها تلك البلاد التي هيئت المناخ الملائم لانتشارها.


ليبيا
يأتي في مقدمة الدول التي شهدت رواجا لتجارة أسواق العبيد، ليبيا والتي شهدت أعدادا كبيرة من المهاجرين الأفارقة الذين يمرون عبر ليبيا، يتم احتجازهم واستغلالهم في أعمال بدون أجر، والاستغلال الجنسي، وبيعهم بمبالغ تتراوح بين 200 لـ500 دولار، على اعتبار أنهم سلع، في ظل تضاعف أعداد المهاجرين الأفارقة الذين يمرون عبر ليبيا إلى البحر المتوسط.

وبحسب تقارير لمنظمة الهجرة غير الشرعية، فإن جنسيات العبيد المتواجدين في ليبيا تتنوع بين نيجيريا والسنغال وجامبيا، والذين تم ضبطهم خلال محاولات ركوب سفن إلى إيطاليا، ولكن يتم احتجازهم من الجماعات المسلحة، ويعملون في البناء والزراعة بالنسبة للرجال، أما بالنسبة للنساء فيكون التعامل معم ما بين الاغتصاب والعمل بالدعارة.

موريتانيا
ولكن الوضع أكثر تأزما في موريتانيا، فتصل نسبة العبيد فيها إلى 20% من السكان، بما يعادل نحو 600 ألف شخص، بحسب إحصائية لمؤسسة «ووك فري» الأسترالية، وتأتي مصادر العبيد من النساء عن طريق عمليات الاغتصاب التي يجريها أسيادهن، ويعملون في المنازل لخدمة السيدات الأحرار، واللاتي لديهن اعتقاد سائد أن الأعمال المنزلية تعد انتقاصا منهم.

ويبلغ سعر العبد الموريتاني الواحد نحو 2200 دولار، ويتم اختيارهم من أسواق النخاسة التي تجرى سرا بعيدا عن الحكومة التي تحاول منع تلك التجارة، عن طريق القوانين التي تجرم تلك التجارة، وتضع عقوبات تصل للسجن والغرامة المالية، ولكنها استمرت في أعمالها.

سوريا والعراق
أما في المناطق التي يسيطر عليها تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، فتسود ظاهرة الرق، وخاصة لفئة النساء والأطفال الأيزيديين، بل وحدد التنظيم في وثيقة لائحة بأسعار العبيد، فمن يتراوح أعمارهم بين عام واحد و10 سنوات، بالنسبة للذكور والإناث يصل سعرهم لـ 150 دولارا، وبالنسبة للنساء بين 20 و30 عاما فيصل أسعارهم إلى 80 دولارا، والأكبر تصل لـ 40 دولارا.

إيران
أما في إيران فيتخذ الاسترقاق شكل آخر، يسمى بزواج المتعة، والذي يتم فيه الاتفاق مع أهل الفتاة أو الفتاة ذاتها على مبلغ معين، مقابل الزواج لمدة معينة، وهو أمر شرعي بالنسبة للمذهب الشيعي السائد في إيران، ويبرر مؤيدي ذلك الزواج بأنه حماية للشباب من المشكلات الجنسية التي يتعرضون لها.
الجريدة الرسمية