رئيس التحرير
عصام كامل

«اعترافات سائق قطار»: نعمل على أسطول متهالك.. ولا نملك الاعتراض على القيام برحلات على جرارات انتهت صلاحيتها.. ورئيس الهيئة يخصص لنفسه 7 سيارات من أفخم الماركات

فيتو

في كل حادث قطار المتهم الأول دائما هو سائق القطار، يترك الجميع كافة المشكلات التي يعاني منها قطاع السكك الحديدية في مصر، والتدهور غير المسبوق في القطارات المتهالكة والقضبان ويكتفون بتحميل السائقين مسئولية أي كارثة.


يخرج سائق القطار يوميا حاملا على يديه كفنه وكفن مئات من الركاب الذين يستقلون القطارات، ويحمل السائقون عشرات القصص عن مواقف تعرضوا لها أثناء قيادتهم قطاراتهم، بعضهم انقلب بهم جرار القطار، وآخرون خرج القطار بهم عشرات المرات من على القضبان.

يختلفون في حجم المعاناة التي يواجهونها لكنهم يتفقون جميعا في أن أصواتهم محبوسة في غرفة لا تتعدى مترا في متر ونصف وسط كبائن جرارات القطارات الملتهبة.

"فيتو" التقت أحد قائدى القطارات والذي رفض ذكر اسمه خوفا من التنكيل به من قبل المسئولين، وتحدث عن عشرات المشكلات التي تواجه السائقين يوميا، وبدأ حديثة بقوله: "سائقوا القطارات ليسوا شياطين كما يحاول المسئولون بالسكك الحديدية تصويرهم، فلسنا من متعاطي المخدرات ولسنا بلطجية كما تحاول الهيئة تصويرنا للشعب حتى تنجو هي بالأخطاء التي تقوم بها، ولكن جميع السائقين أصحاب بيوت وآباء لطلبة جامعيين بعضهم حصل على درجة الدكتوراه، ومع ذلك هناك عدد قليل من السائقين مثل أي مكان في العالم قد يكون سلوكهم بحاجة إلى إعداد وتدريب". 
وأكد أن السائقين يعملون على أسطول متهالك من القطارات، ويحصلون على أقل مرتب بالسكك الحديد.

وأوضح أن إشارات السكة الحديدية جميعها بها عيوب فنية ولابد من العمل على تطوير الإشارات لتصبح مكهربة بدلا من الإشارات الحالية، مشيرا إلى أن الإشارات تفتح بالسرينة فعندما يطلق السائق السرينة الخاصة بالقطار تفتح الإشارة له بشكل غريب.

وألمح إلى أن حادث إسكندرية الذي راح ضحيته 49 راكبا، كاد أن يتكرر معه عدة مرات، وفي إحداها فوجئ بقطار متعطل وقام بعملية ربط سريع عندما شاهد القطار وتمكن من إيقاف قطاره قبل أمتار قليلة من القطار المتعطل، موضحا أن القطارات بها العديد من العيوب أبرزها أن الفرامل لا تتوقف بسهولة وتحدث احتكاكا بالعجل يؤثر على حالة العجلة وحتى يتمكن سائق القطار من إيقافه يتم ذلك على ثلاث أو أربع مراحل من الإشارة خضراء تهبط سرعة القطار بنسبة ثم متذبذب 120 والأصفر ثم تهبط إلى الزيرو ويكون ذلك في مسافة لا تقل عن 800 متر.

وشدد على أن الجرارات تجاوز عمرها 40 عاما وبالتالي فهى متهالكة بشكل كامل كما تم إلغاء الفوانيس الخلفية مما يهدد بعشرات الكوارث.

وكشف قائد القطار كارثة جديدة مؤكدا، أن هيئة السكك الحديد أكبر المستفيدين من حوادث القطارات، ومن تدنى مستوى الهيئة والقطارات، موضحا أن الانهيار الذي تعانى منه الهيئة يصب في النهاية في اتجاه ضرورة التطوير والتأهيل للسكك الحديد، وهو ما يعنى مليارات الجنيهات لعمليات التطوير.

وأوضح أن هذه المليارات تذهب لتطوير مكاتب كبار الهيئة وتغيير التكييفات وشراء السيارات الملاكى فرئيس الهيئة يضع تحت تصرفه 7 سيارات ملاكى من أفخر الأنواع وبالتالي فإن انهيار الهيئة وإعادة التطوير مكسب لقيادات السكك الحديدية قبل العمال ومكسب كبير لهم من خلال عمليات التدريب التي يشرف عليها القيادات وكبار مسئولى الهيئة وبالتالي يحصلون على تكلفة الإشراف على أعمال التطوير والتأهيل الوهمى.
الجريدة الرسمية