«إسقاط مشروع الجيوشي».. الوزير الأسبق خطط لإنشاء جهاز وقاعدة بيانات لتحليل الحوادث لتفادي تكرارها.. وكبار المسئولين أجهضوا الفكرة.. السكك الحديدية حصلت على مليارات الجنيهات بغرض التطوير منذ
تطوير السكك الحديدية، اعتماد ميزانية لإعادة تأهيل القطارات، شراء 80 جرارا جديدا، شراء 600 عربة قطار، الاتحاد الأوروبي يمول أعمال تطوير السكك الحديدية، عشرات العناوين والأخبار على مدار السنوات السابقة والخاصة بتطوير السكك الحديدية وعشرات المليارات أنفقت على المرفق الأقدم عالميا دون نتيجة.
الأزمة الأكبر هي إصرار السكك الحديدية على إجهاض مشروع وزير النقل الأسبق الدكتور سعد الجيوشى، الخاص بتطوير السكك الحديدية وإنشاء قواعد بيانات للحوادث للحد منها.
يعد حديث السكك الحديدية عن فشلها في التطوير لعدم توافر أموال وأنها تحتاج إلى 70 مليار جنيه مجرد ذرائع للتهرب من واقع الهيئة، خاصة أن السكك الحديدية حصلت على مدار السنوات الأخيرة على العديد من منح التطوير كان أبرزها عام 2007، منحة إيطالية تقدر بـ600 مليون دولار، ومنحة إسبانية بلغت 260 مليون دولار، ومنحة من وكالة التنمية الفرنسية بلغت 50 مليون يورو، ومنحة البنك الدولى وتخطت 100 مليون دولار، ومنحة الاتحاد الأوروبي 200 مليون دولار، فضلا عن منحة ليبيا وقطر الخاصة بشراء الجرارات، وقيمتها 600 مليون.. فيما تبلغ قيمة المنح العربية مليار جنيه، والمتابع لهذه المنح يجد السكك الحديدية حصلت على مبالغ كبيرة يمكن استخدامها في تجديد المرفق بالكامل، ومع ذلك لم يتم توجيه المنح بشكل يصب في مصلحة التطوير الفعلى.
وزير النقل
وزير النقل الحالى الدكتور هشام عرفات، كان أول من اعترض على منهج السكك الحديد في التطوير، وقال إن أسلوب ومنهج التطوير الحالى يعد إهدارا لأموال الدولة، موضحا أن التطوير الذي تعمل عليه السكك الحديدية هو عمليات تجديد للمكاتب والحوائط والمحطات، دون الاتجاه لتطوير البنية الأساسية وتطوير التشغيل، ولهذا لا بد من العمل على تغيير أسلوب التفكير في أعمال التطوير، وأكد عرفات أن التطوير لا بد أن يتركز على أعمال رفع كفاءة الخطوط وتطوير أساليب الجر.
قاعدة بيانات
من ناحية أخرى، وبالرغم من تكرار الحوادث، لاتملك الهيئة القومية للسكك الحديدية، أي قواعد بيانات لتحليل الحوادث، وهو ما انعكس على رؤية التطوير، وكان صاحب فكرة إنشاء بنك معلومات للحوادث أو قاعدة بيانات لتحليل الحوادث هو وزير النقل السابق سعد الجيوشى، الذي قال إن قاعدة البيانات الخاصة بالحوادث الهدف منها تصنيف حوادث السكك الحديدية ليتم من خلالها التعرف على نسبة حوادث تعطل القطارات وأنواع التعطل، ويتم التعرف على نسبة حوادث السرعة للقطارات، ونسبة حوادث الصيانة، ونسبة حوادث الأخطاء البشرية ونسبة حوادث الإشارات أو التشغيل وبالتالى حسب النسبة يتم توجيه أعمال التطوير.
وكان مشروع الجيوشى للحد من الحوادث، هو الأفضل في تاريخ السكك الحديدية، لأنه كان يعطى أي مسئول القدرة على وضع يده على مواطن الضعف بسهولة، ويحدد له كل شهر، من خلال تقرير الحوادث، مدى تراجع مستوى كل قطاع ومدى تهديد هذا القطار لحياة الركاب، وهو ما أثار الرعب لدى كبار مسئولي الهيئة الذين أعلنوا الحرب على الجيوشى لإخراجه من الوزارة قبل أن يتم تعطيل مشروعات التطوير الوهمية الخاصة بالتدريب الوهمى للسائقين والفنيين والتي كشفها هي الأخرى الدكتور سعد الجيوشى عندما فوجئ بوجود أسماء بدورات التدريب حصلت على البدلات دون أن تعرف شكل أجهزة التدريب ودون أن تعرف مكان التدريب.
وكان وزير النقل الأسبق قد طبق عمليات تحليل البيانات وبناء عليها قام بتغيير 80% من قيادات السكك الحديدية، ونقلهم من مواقعهم بناء على تحليل البيانات، وهو ما أثار غضب كبار مسئولي الهيئة ضده.