رئيس التحرير
عصام كامل

«عيدية» وزير التموين للمصريين.. رفع أسعار اللحوم السودانية.. 85 جنيها للكيلو الواحد.. ضد الغلاء: قرار كارثي.. نقيب الجزارين: تخبط التموين يخدم جشع التجار.. وخبراء: يحرض القطاع الخاص على الزي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يبدو أن البعد الاجتماعي لأي قرار اقتصادى أصبح نسيا منسيًا، خاصة بعد أن منح الدكتور على المصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية «عيدية» تعد «خميرة عكننة» وتفسد مزاج المصريين قبل حول عيد الأضحى، برفع أسعار اللحوم السودانية من 80 إلى 85 جنيها للكيلو، لتتبخر وعوده بعدم زيادة أسعار اللحوم.


رفع سعر اللحوم
والغريب أن «التموين» تختار الوقت الذي يستشعر فيه المصريين إحساس الفرحة والسعادة لتقطع فرحتهم كما جاء في سابقة قراراتها المفسدة للبهجة في رمضان الماضى برفع سعر اللحوم المجمدة من 48 إلى 69 جنيها دفعة واحدة في سابقة هي الأولى للزيادة قبل رمضان وحتى عيد الفطر لتعيد السعر إلى 60 جنيها وحتى الآن.

سقطات التموين
وتتعدد سقطات وزارة التموين في اختيار التوقيت المناسب لأن ما قررته في زيادة أسعار اللحوم قبل أيام فاصلة عن عيد الأضحى ما هو إلا نوع من الترخيص للقطاع الخاص للمضى قدما في زيادة الأسعار المشتعلة أصلا بعدما سبق «المصيلحى» الصفوف، وجهر بالزيادة في وقت يؤكد فيه الخبراء ووزراء تموين سابقون أن التموين هي التي تحقق التوازن في الأسعار مع القطاع الخاص، من خلال إتاحة السلع لكسر فاتورة الزيادة لدى الجزارين بعدما تحولت الدولة إلى اقتصاد السوق الحر، وزادت فجوة الإنتاج من اللحوم التي يتم تعويضها بالاستيراد.

اللحوم السودانية
وخريطة تغير أسعار اللحوم السودانية طبقا لمؤشر الزيادة تجاوزت 100% بعد أن كان يتم طرح الكيلو بـ 40 جنيها، وبدأ الرفع التدريجى لها منذ عهد الدكتور خالد حنفى وزير التموين الأسبق لتصل إلى 85 جنيها في عهد المصيلحي بعد الزيادة التي قررها في سعر الكيلو 5 جنيهات لتجد الشركة القابضة ضالتها المنشودة من خلال موافقة وزير التموين في تحريك سعر اللحوم وقت المناسب الدينية فرصة لتحقيق المكسب، مع أن هذه اللحوم ليست وليدة التعامل بسعر الدولار منذ تعويمه، وتم التعاقد على شرائها من السودان قبل عام 2016 ليتم حصول مصر على 800 ألف رأس حيوانية من العجول السودانية لتنتهى الصفقة في عام 2018.

توقيت غير مناسب
وينتقد يوسف الباسومى، نقيب الجزارين، قرار وزير التموين برفع أسعار اللحوم السوادنية، مؤكدا أن التوقيت غير مناسب، ويكشف عن التخبط الذي ينعكس على مسار الأسعار بالأسواق لتوفيرها لعيد ألاضحى بعدما وصل سعر الكيلو البلدى حاليا إلى 160 جنيها في وقت يستغل فيه الباحثين عن المكاسب من خلال الجشع لتحقيق عائدات أعلى بما يتطلب أن يخضع قرار التموين للدراسة أو تعطيله في هذا التوقيت، خاصة أن من يتردد على المجمعات الاستهلاكية ليس كثيرا من المواطنين طبقا لقدرتهم الشرائية بما يخل من التوازن في الأسعار الذي يتطلب أن تكون فيه التموين رمانة الميزان لضبط الانفلات بألاسعار بما تطرحه من جميع انواع اللحوم بأسعار تقل عن الفطاع الخاص.

مكاسب التموين
ولم تخف مصادر بوزارة التموين دهشتها واستغرابها من قرار «المصيلحي» الذي كان لايضيره شيء في تأجيله لبعد عيد الأضحى لكون ما تحققه التموين من مكاسب لاتنتاسب مع الضرر الذي تلحقه هذه الزيادة بالمصريين، التي تفتح شهية القطاع الخاص ليتجاوز سعر الكيلو ما بين 170 إلى 200 جنيها في بعض الأحياء والمناطق الراقية، وحسب القطع المتازة التي يتم الحصول عليها من اللحوم.
وذكرت المصادر أن المجمعات الاستهلاكية بما تطرحه من كميات متواضعة تقتصر على عدد محدود من المحافظات لاتغطى جميع انحاء الجمهورية وتقصدها الشرائح محدودة الدخل والطبقة المتوسطة التي عضفت بها الظروف الاقتصادية الصعبة.

حساسية التوقيت
وفى سياق متصل، يرى محمود العسقلانى، رئيس جمعية «مواطنون ضد الغلاء»، أن زيادة 5 جنيهات في سعر كيلو اللحوم السودانية قرار كارثي لم يراع العرف الاقتصادى من قبل وزير التموين ممثل الحكومة لحساسية هذا التوقيت، بما يزيد من الخناق على المصريين الذين يعانون من زيادة الأسعار بعد التعويم، وتحريك أسعار الطاقة في جميع السلع والخدمات.
ويقول إن وزارة تحاول تعويض خسارتها من جيوب المواطنين، ومنها التموين، مع أن الكميات التي تطرحها لا تمثل 10% من حصة الأسواق، ولكنها أعطت تأشيرة للجشعين من الجزارين بالقطاع الخاص لتحقيق الملايين بالزيادة في الأسعار التي لاتعرف درجة تتوقف عندها ليدفع المصريون أخطاء الحكومة.

الجريدة الرسمية