رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. «علي السنان» أقدم شاهد على ذبح الأضاحي

فيتو

ها نحن على أعتاب عيد الأضحى المبارك، والكل يستعد، كلٌ حسب طاقاته وإمكاناته، فبين الماعز والخرفان والماشية بأنواعها تتجول طبقات اجتماعية عديدة، كل مُضحي يبذل أمواله ابتغاء مرضاة الله، أو لربما كانت عادة موروثة أخذ أحدهم العهد على نفسه ألا يقطعها عن آبائه وأجداده.
 


ويجمع بين الكل أنهم بحاجة إلى شفرةٍ حادة، وبالنسبة لهم فهذه الشفرة هي الأخرى تدخل ضمن طقوس النحر، فليست كل شفرة صالحة للنحر، فيقول الحاج "على حسونة" إنه اعتاد ألا يغير شفراته التي ورثها عن والده، فبعض السكاكين بقيت لأكثر من ربع قرن، ولا يريد أن يغيرها، فلها معه صولاتٍ وجولات، ويعتبرها شاهدةً على الثواب الذي يقدمه كل عام للفقراء.

"أنا بقالي 40 سنة باجي أسن السكاكين هنا في نفس المحل"، بهذه الكلمات وصف الحاج على استعداداته لاستقبال عيد الأضحى المبارك، فرغم الغلاء الذي يحياه يُصِر على أن يقدم الأضحية بكل طقوسها كاملةً، فكما اعتاد أن يسن سكاكينه عند "على زينهم" أو على السنان كما يُطلق عليه أهل المذبح ورواد المكان. 

فمنذ ما يزيد عن ثمانين عامًا وهذه الآلات قائمةً هنا، وشاهدةً على الآلاف من الأضاحي التي نُحِرت بعد سن سكاكينها على هذا الحجر أو ذاك، فأجيالٌ تتسلم الراية من أجيال، وسلامة، هذا الطفل الذي لا يتجاوز الخمسة عشر ربيعًا، هنا منذ نعومة أظافره، قد تسلم الراية من والده الذي حملها عن أبيه، ليظل هذا المحل قائمًا على مدى عصور وعشرات الأعياد وآلاف الأضاحي. 

"أنا بشتغل هنا أنا وأبويا وعمي، ومفيش حد غريب بيشتغل معانا"، قائل هذه الكلمات هو سلامة، ذلك الطفل الخجول الذي شب فوجد نفسه يتعامل مع الآلات الحادة، أو الآلات "التلمة" التي يجعلها هو بدوره حادة، ويعيد إليها مجدها من جديد، كل ما تطلبه الأمر هو شهر واحد من التدريب ليصبح "سلامة" قادرًا على التعامل مع السكاكين وسنها وإعطائها البريق من جديد.

وعن دخل هذه الأسرة التي توارثت المهنة عبر ثلاثة أجيال، فيقول سلامة: "السكينة الصغيرة بـ 3 جنيهات والسكينة الكبيرة بـ 4 جنيهات، والساطور بخمسة"، وذلك هو السعر الجديد الذي استقر عليه المحل بعد الغلاء الأخير، فقد كان سعر السن موحد بثلاثة جنيهات لأية آلة حادة يريد أصحابها إعادتها للعمل من جديد. 

 

الجريدة الرسمية