شيء من الخيال

أحلم بعيدًا عن الخيال بموضوعات وقضايا مهمة تبنى الإنسان المصرى، أحلم بالتقدم العلمى وكيف يأخذ بيد الإنسان وبيد مصر في جميع الاتجاهات، وأحلم في أرض الواقع بطفرة في مجال الاستثمار بصورة ملموسة، بل أحلم بكيفية أن يصل التعليم بمصر إلى مرحلة الدول المتقدمة، أن التطور والتقدم العلمى والتكنولوجى يسير بسرعة مذهلة ومخيفة من حولنا في بلاد العالم، في حين نجلس في مصر نبحث أسباب حادث قطار الإسكندرية بقول "إن إشارات التحويلات لم تجدد من أربعين سنة" أو من ضمن الأسباب "الإهمال" أو "الفساد" أيًّا كان السبب في هذا الحادث، ويخرج علينا وزير النقل في ظل مشروعات كبرى تطرحها الدولة ويبرر أسباب واهية ومتخلفة لو قالها وزير للنقل في دولة متقدمة لقُدم إلى المحاكمة في ذات اللحظة.

وما بين الخيال والحلم والواقع أتمنى لمصر ثورة رابعة حقيقية في البناء، ثورة عمل، وثورة ضمير، وثورة القضاء على الفساد والمحسوبية، بل ثورة الوعي من خلال الثقافة الحقة التي تدرك أن مصر ليست بلدا هيّنا أو سهلا، ثورة ثقافية تُصدّر للجميع ثقافة مضمونها أن ثروات مصر جبارة من ثروة في العلم من خلال الباحثين والأساتذة في الجامعات ومراكز الأبحاث، ونشر ثقافة أن مصر تمتلك من المقومات الطبيعية والبشرية أقوى مقومات في العالم، بل أحلم بثورة اقتصادية، ولكن لن تتحقق إلا بالتعليم والعلم فالدول الكبرى والمتقدمة اقتصاديا وضعت التعليم والعلم نصب أعينها والمشروع القومى الأكبر لها، ولعلنا ننصت إلى خطاب الرئيس السيسي في عيد العلم عن أهمية العلم في التقدم.

نعم أحلم بعيدا عن الخيال أن يحدث نقد للقيم السلبية الاجتماعية الآن من خلال مشروع إصلاحى للإنسان لإعادة إحياء القيم الإنسانية في بلادنا الحبيبة مصر والإيمان بالقيم هو ذاته إحدى القيم الأساسية في كل مذهب تقدمي، بل نتخلى عن قيم التخلف والتي تعوق أي تجديد، أحلم بإصلاح اقتصادى حقيقى بعيدا عن حكومة لا تدرك اللحظة التاريخية التي تعيشها مصر بما تحملها من تحديات وتهديدات.

وما بين الحلم والواقع يمكن أن يتحقق كل ما طرحته لمصر الحبيبة وأقول ذلك ولى مبررات في إمكانية التحقيق من خلال حكومة تدرك أن منصبها بالأساس سياسي وتكنوقراط في آن واحد ومن خلال اختيار عناصر تكون حكومة حرب تدرك الواقع المصرى وليس حكومة لا تعرف إلا الشو الإعلامي منفصلة تماما عن أرض الواقع.

وما بين الحلم والواقع أيضًا أتمنى أن يُفعّل دور البرلمان كسلطة تشريعية بصورة أكبر وبصورة مُدركة بل بسلطته الرقابية على الفاسدين وغير الوطنيين الموجودين في كل مؤسسات الدولة والذين ليس لهم انتماء لهذا الوطن، هؤلاء هم عقبة كبيرة في المشاريع الإصلاحية التي تُطرح من أجل مساندة مصر، فهل يتحقق الحلم إلى الواقع أم تظل هذه الأفكار شيئا من الخيال؟