رئيس التحرير
عصام كامل

«الوزارة والبرلمان بيرموا التهمة على بعض بعد كارثة قطاري الإسكندرية».. النقل: «طلبنا 10 مليارات جنيه إدونا 3».. نائب: خططكم وهمية.. بكري: أين صرفت أموال التطوير.. وخبير: الأزمة في

حادث تصادم قطاري
حادث تصادم قطاري الإسكندرية

«أنت اللي غلطان.. لا أنت السبب»، اتهامات متكررة تشهدها مصر عقب معظم الكوارث التي تحدث بسبب الإهمال والفساد وغياب برامج التطوير والتنمية، والتي كان آخرها حادث قطاري الإسكندرية الذي راح ضحيته 42 شخصا، بالإضافة إلى إصابة 179 آخرين، وبدلا من وضع حل حاسم للأزمة، تحولت تصريحات المسئولين إلى تنفيذ برامج علاقات عامة لتحسين صورة كل منهم وإلقاء اللوم على الآخر.


عمرو شعث
البداية كانت عندما ألقي عمرو شعث، مساعد وزير النقل، اللوم على ميزانية السكك الحديدية، قائلا «مرفق السكة الحديد تعبان فعلًا، ولم يتطور منذ فترة طويلة، ولدينا قطارات تسير بلا صيانة، والأمر ليس تقصيرًا من مهندسي الهيئة، ولكن لدينا نقص في الإمكانيات، والموازنة لا تكفي، وكنا طالبين 10 مليارات جنيه لتطوير السكة الحديد، ولكن اتوافق لينا على 3 مليارات جنيه فقط».


وأضاف في تصريحات لبرنامج «كلام تاني»، الذي تقدمه الإعلامية رشا نبيل، على قناة «دريم»، يوم حادث قطاري الإسكندرية، إنه يجب أن تتغير طريقة تعاملنا مع أزمات حوادث السكك الحديدية، متابعا «عُمر الإصلاح ما يكون بتغيير الأشخاص، ولكن يجب تغيير الفكر والمنظومة».


اقرأ.. تقرير «السكك الحديدية» المبدئي لحادث قطاري الإسكندرية

الوزير
وعلى خطى مساعده سار هشام عرفات وزير النقل، عندما قال إن الوزارة بحاجة إلى 5 مليارات جنيه من أجل تطوير كافة المزلقانات وحل الأزمة باستخدام التكنولوجيا المتطورة، مشيرًا إلى أنه يتم التعاون مع وزارة التعليم العالي من أجل الاهتمام بخريجي المعاهد التابعة لهيئة السكك الحديدية، متابعا:" أن هناك أكثر من 1200 كيلو قضبان بحاجة للتغير من أجل تطوير السكك الحديدية.


وتابع الوزير خلال مداخلة هاتفية لبرنامج "مساء dmc"، لازم نهتم بالبنية التحتية لقطاع السكك الحديدية علشان مشفشش يوم زي ده لأن ده أسود يوم عليا".


تابع.. الصحة: خروج أغلب مصابي حادث قطاري الإسكندرية و53 فقط بالمستشفيات


هجوم النواب
على جانب آخر، اتهم بعض النواب الوزارة بالإهمال متسائلين عن أموال تطوير السكك الحديدية، حيث قال النائب معتز محمود، إن الحادث عنوان للإهمال ويدل على أن كل مشاريع تطوير منظومة الإشارات والمزلقانات كانت في مهب الريح وخطط وهمية ولم تظهر على الأرض بدليل أن كل حوادث القطارات طيلة الــ 30 عاما الماضية سببها الإهمال وفساد الإشارات والمزلقانات، مطالبا بمحاسبة المخطئ وقيادات السكك الحديدية الذين يتراخون في أداء أدوارهم.


اقرأ أيضا.. توابع حادث قطاري الإسكندرية


حدود الأمان
وهو نفس النهج الذي سار عليه رئيس لجنة التضامن بمجلس النواب، الدكتور عبد الهادى القصبى مطالبا بمحاسبة المسئولين عن الحادث، والمقصرين في حق المواطن، متسائلا: رغم الملايين التي ضخت إلى هيئة السكك الحديدية لتطويرها ولكن حتى الآن لم تصل إلى حدود الأمان، ولماذا تتكرر الحوادث من فترة لأخرى؟


مسئولو المكاتب المكيفة
كما اتهم النائب البرلماني "مصطفى بكري" وزارة النقل بالإهمال، قائلا "هم ليسوا الموظفين الصغار وإنما المسئولون الكبار الذين يجلسون في مكاتب مكيفة ويتقاضون مبالغ ضخمة".

ودعا "بكري"، خلال تقديمه برنامج "حقائق وأسرار"، المذاع عبر فضائية "صدى البلد"، إلى بحث أسباب الإهمال الجسيم الموجود في وزارة النقل، مطالبًا بتشكيل لجنة تقصي حقائق في البرلمان حول هذا الأمر.


أشار بكري إلى أنه تم تخصيص 5 مليارات جنيه لتطوير السكك الحديدية، و270 مليون دولار منحة من صندوق التنمية السعودي- الكويتي، و50 مليون يورو من النمسا في 2009، و150 مليون دينار كويتي في نفس العام، و330 مليون دولار في 2011، و44 مليون دولار من الصندوق العربي الاقتصادي عام 2013، و3 مليارات جنيه في موازنة السكك الحديدية عام 2017، من أجل تنفيذ خطة التطوير ولكن النتيجة كوارث وإزهاق أرواح، متابعا: "ماذا حدث وكيف حدث التصادم؟ وأين صرفت الأموال التي تم تخصيصها لتطوير هيئة السكة الحديد؟".

تابع.. «سيلفى عاملي الإسعاف» بحادث قطاري الإسكندرية يشعل غضب مواقع التواصل


الأزمة الحقيقية
فيما علق "أسامة عقيل" أستاذ هندسة الطرق والنقل، على هذا الصراع قائلا "الأزمة ليس في ميزانية السكك الحديدي، وخاصة أن الدولة تدعم السكك الحديد، بـ 4 مليارات جنيه سنويا، وأن تكلفة التطوير تصل إلى 500 مليار جنيه، ولكن الأزمة الحقيقية أن رؤساء القطاعات في هيئة السكك الحديدية غير مؤهلين لتطوير السكة الحديد، بإعادة هيكلة الخطوط.
الجريدة الرسمية