بالصور.. كنيسة المغارة بالدير المعلق بأسيوط منبع الصفاء الروحي
تضم محافظة أسيوط العديد من الآثار القبطية المهمة، وتجذب آلاف الزوار، ومنهم من يأتي من خارج مصر؛ للتبرك بالأماكن التي زارتها العائلة المقدسة، والتي احتمى بها الرهبان قديمًا؛ ومن أبرزها الأديرة، ومنها السيدة العذراء بالجنادلة بالغنايم، ودير المحرق بالقوصية.
كما تشمل قائمة آثار أسيوط القبطية دير الأنبا هرمينا السائح بالبداري، ودير أبي إسحاق بعرب العوامر بأبنوب الحمام، ودير تاوضروس المشرقي بصنبو بديروط، وكنيسة رئيس الملائكة ميخائيل ببوق بالقوصية، وكنيسة رئيس الملائكة ميخائيل ببني مجد بمنفلوط، وكنيسة مار جرجس بالعونة بساحل سليم ودير مارمينا المعلق بجبل أبنوب.
ولدير مارمينا المعلق بجبل أبنوب أهمية كبرى لدى أقباط مصر وخاصة أنه يحتوي على كنيسة المغارة التي حيك حولها الكثير من الروايات والمعجزات حتى باتت محط اهتمام كل ذي حاجة من أبناء أسيوط وغيرها.
وترصد "فيتو" عددا من الروايات والحقائق حول كنيسة المغارة بدير مارمينا العجايبي المعلق أعلى جبل أبنوب.
يقع دير مارمينا المعلق، بالضفة الشرقية لنهر النيل شمال مدينة أبنوب على ارتفاع عالى من سطح الأرض يصل لـ170 مترا؛ لذلك اشتهر بالدير المعلق نظرًا لأنه معلق في حضن الجبل، وأهمية الدير في كونه يضم أول كنيسة تحمل اسم الشهيد مارمينا العجايبي والتي أسسها القديس البابا أثناسيوس الرسولي البابا العشرون في القرن الرابع الميلادي، حينما عاش في المغارة الأثرية أثناء نفيه عن كرسيه في صعيد مصر ودشن مذبح الكنيسة الأثرية للشهيد مارمينا بعدما كانت ملجأً للبطاركة الأرثوذكسيين الذين أتوا من الشرق ليكونوا في حماية القديس إثناسيوس وشعب مصر في أسيوط، وكان منهم بطريرك أنطاكية، وتم ترميم الدير مرة واحدة عام 1998 بإشراف هيئة الآثار.
ويتكون الدير من 3 طوابق الأول هو مدخل الحصن، وبه السلم الصاعد للدور الثاني، ويوجد به بعض الأبواب الأثرية والطافوس القديم (مدفن الرهبان)، والطابق الثاني، وبه كنيسة على اسم البابا أثناسيوس الرسولي، والأنبا أرسانيوس معلم أولاد الملوك، والتي تم إعادتها وتجديدها واستخدامها مع ترميم الحصن الأثري، وقلاية منحوتة في الصخر، والطابق الثالث، وبه معرض مقتنيات أثرية تخص الدير، ويضم الدير خمس كنائس وهم كنيسة الشهيد مارمينا الأثرية، وتعرف باسم (كنيسة المغارة)، وكنيسة السيدة العذراء والملاك ميخائيل أعلى الحصن، وكنيسة البابا أثناسيوس والأنبا أرسانيوس، وكنيسة الشهيد مارمينا "كنيسة المزار"، وكنيسة القديس الأنبا بيشوي.
أما كنيسة المغارة، وهي الكنيسة الكبرى باسم الشهيد مارمينا، فهي منحوتة في الصخر يتقدمها مساحة مستطيلة يغلق عليها مقصورة خشبية من الخرط المعشق، وفي الجانب الشرقي من هذه المساحة التي تتقدم الكنيسة توجد المعمودية الأثرية والحديثة، وهذه الكنيسة منحوتة من الجنوب إلى الشمال تضيق كلما اتجهنا شمالًا وتنتهي بفتحة سرداب طويل لا يعلم نهايته؛ ولكنه مغلق من الخلف على الكنيسة باب يتوسط الجدار الجنوبي، وهو الجدار الوحيد المبني بالطوب.
كما يوجد بالجدار الغربي الحجري 3 دخلات إحداهن كبيرة تستخدم كدولاب، واثنتين صغيرتين ربما كانت تستخدم في وضع الشموع للإضاءة تعلوهما زخارف هندسية نفذت على طبقة بلاط باللون الأحمر، وبالناحية الشرقية حنية نصف دائرية يتقدمها المذبح، وحامل الأيقونات من خشب الخرط المعشق عبارة عن وحدات هندسية قبطية مربعة ومستطيلة ومنها وحدات دائرية متداخلة ويوجد على باب حامل الأيقونات أشرطة كتابية تبين أسماء صانعي حامل الأيقونات (يوسف بن بقطر، ميخائيل بن بقطر، أندراوس بن ميخائيل، غبريـال بن هواش) هذه النقوش القبطية لها رموز تاريخية تماثل نقوش باب النبوءات الموجود بدير السريان بوادي النطرون؛ مما يدل على قدم هذا الباب وأهميته التاريخية.
يقول بيشوي منير، أحد شمامسة الكنيسة، إن كنيسة المغارة تحتوي سرداب عميقًا بالخلف عرف عنه قديمًا أنه مفتوح، ويمتد للبحر الأبيض المتوسط وأن بعض الرهبان كانت تهرب من خلاله؛ ولكن تم بناء جدار عازل في الكنيسة على عمق 7 أمتار فقط بعدما اشتهر عنه أن من يدخله لا يخرج منه أبدًا؛ ولكن هذا يجعلنا في اشتياق دائم لزيارة الكنيسة ومعرفة أسرارها الخفية.
وتؤكد أتينا يوحنا طالبة بآداب أسيوط، أن كنيسة المغارة هي الأقرب إلى الرب بعد كنيسة العذراء بجبل درنكة، وخاصة أن تلك الكنيسة عرف عنها قديمًا أنها كانت ملجأ كبار البطاركة الأوائل، وشهدت معجزات ليس فقط لعلوها في الجبل أو سردابها الخفي، وإنما للراحة التي يشعر بها كل من يدخلها ويرى زخارفها وألوانها الحمراء غير الموجودة في أي دير آخر.
وأشارت ماريان يوحنا ربة منزل خريجة كلية الخدمة الاجتماعية إلى أن النساء يلجأن إلى كنيسة المغارة خاصة في أيام صيام تأسيس الكنيسة في موسم "الـ26 يوما" والتي تنتهي في شهر أغسطس، وتشتمل على قداسات يومية وصلوات ونهضات روحية، ويعتبرن أن الكنيسة ملاذ صاحبات الحاجة الذين يتعلقن بسيدة المستحيلات مريم العذراء، ومنهن من تأتي للصلاة في صحن المغارة علها تجد حاجتها من زواج أو أطفال أو رزق متأخر، متشبثة بارتفاع المغارة قربا للرب وبجدارها الذي يخفي سرداب الحياة خلفه.