مجلة آسيوية توضح تفاصيل تنافس روسيا والصين على مصر
سلطت مجلة "ذا ديبلومات" الآسيوية، في تقرير لها اليوم الجمعة، الضوء على تنافس الصين وروسيا على مصر رغم شراكتهما القوية التي تصفها وسائل الإعلام بـ "الإستراتيجية".
وأبرزت المجلة تساؤلات حول ما إذا كانت مبادرة الحزام والطريق الصينية تهدد مصالح روسيا، خاصةً وأن المبادرة يهدف جزءًا منها للتعاون مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي "الأوروبي"، منوهةً بتنافس روسيا والصين عالميًا من قبل رغم تماثل وجهات نظرهما ظاهريًا.
وأشارت المجلة إلى تنافس الصين والاتحاد السوفيتي لفرض نفوذهما في العالم النامي بين أواخر الخمسينات وأوسط السبعينات من القرن الماضي، موضحةً أن مبادرة الحزام والطريق تؤثر على سياسة روسيا في الشرق الأوسط، حيث تتدخل عسكريًا في سوريا وتسعى من خلال تدخلها في المنطقة تأكيد وضعها عالميًا في ظل الأزمة الأوكرانية.
ولفتت المجلة أيضًا إلى اإكانية استخدام الصين نفوذها كمستوردة للنفط من أجل تعزيز مكانتها في منطقة الشرق الأوسط دون الوفاء بالتزامات أمنية، مضيفةً أن روسيا تعتبر اهتماماتها في مصر هامة ومفيدة لتثبت استمرارية ديناميات "منافسة الحرب البادرة" على فرض النفوذ بين الشركاء الاستراتيجيين، خاصةً مع اقتراب خسارة موسكو من التزاماتها الأمنية الإقليمية دون مكاسب اقتصادية.
وانتقلت المجلة إلى تنافس روسيا والصين على الاستثمار في مصر، مشيرةً إلى إعلان وزارة الصناعة والتجارة الروسية توقعها أن يصل استثمارها في المنطقة الصناعية الروسية المصرية بقناة السويس إلى 6.9 مليارات دولار أمريكي، وإلى حصتها في حقل غاز زهر، وتمويلها مشروع الضبعة النووي، كما تعتبر روسيا مصر بوابتها لأسواق أفريقية أخرى.
أما الصين، فتأمل مصر في استثمارات منها أيضًا خاصةً بعدما كانت أول دولة أفريقية تنضم إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية عام 2015.
وذكرت المجلة أن الصين تستهدف مصر لأن قناة السويس هي نقطة حاسمة في طريق الحرير البحري الذي تتصوره بكين تحت مظلة مبادرة الحزام والطريق.
ووفقًا للمجلة، فإن الموارد المالية الهائلة للصين تجعل روسيا بجانبها كالقزم، لافتةً إلى الاستثمارات الصينية في مصر شريكتها الحيوية، واليونان، وجيبوتي، وباكستان، وسيريلاكا، لذا يبذل المسئولون الروس قصارى جهدهم لصياغة سياسة تجاه مصر وأفريقيا لأن نفوذهم في القاهرة يضمن لهم نفوذ سياسي مع الولايات المتحدة الأمريكية والصين.