رئيس التحرير
عصام كامل

رئيس جامعة القاهرة بعد أيام من تعيينه : مفيش حاجة أقلق منها.. ومش خايف من حد

فيتو

  • إنشاء وحدة لمناهضة التحرش وإحالة ياسين لاشين للنيابة
  • أقول لأعضاء التدريس: «أنا منكم ولن أتهاون في دعمكم»
  •  تشكيل مجلس للثقافة والعلوم بالجامعة يضم كبار المثقفين والفنانين
  •  تشكيل لجنة حكماء من بعض الأساتذة الكبار كمرجعية فكرية
  •  إنشاء فرع جامعة القاهرة الدولية بأكتوبر قريبا
  •  شركات تأمين تضع نظام رعاية صحية للعاملين وأعضاء التدريس
  •  لم نواجه أي مشكلات في التعامل مع الاتحادات الطلابية سواء قبل ثورة 25 يناير أو بعدها 
  •  جامعة القاهرة ملك للمصريين وليس لأشخاص
  •  حجم المهام التي أكلف بها نفسي أكثر من ساعات في اليوم
  •  بدأنا تنفيذ تحويل القاهرة إلى جامعة جيل ثالث ونحتاج لبعض التشريعات
  •  لا مكان للعمل الحزبي والانشقاق السياسي داخل الجامعة
  •  مصير «فالكون» يُحسم في جلسة لمجلس الجامعة
  •  تقييم الكليات والأقسام من خلال تصنيف داخلي جار إعداده
  •  سنسعى للانضمام لاتفاقية «بولينا» الأوروبية



بدأ الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة الجديد، عمله بفتح العديد من الملفات المهمة والحيوية، بالرغم من الحملة الشرسة التي اصطنعها البعض ضده من أجل تغيير الصورة الذهنية عنه لدى الناس ومحاولة الزج به في قضايا دينية طائفية إلا أن الأغلبية الكبيرة كانت داعمة له، وخرج وأعلن عن الملأ حقيقة موقفه وكشف الأمور للجميع بأن هناك محاولات ضده لإسقاطه إلا أنه تجاهل كل ذلك وحسم أمره، وقرر أن يضع اسمه في سجلات تاريخ الجامعة.
الخشت الذي اختاره الرئيس عبد الفتاح السيسي من بين ثلاثة مرشحين على منصب رئيس جامعة القاهرة كان واحدا من الذي عملوا بجوار قيادات الجامعة ورؤسائها منذ أكثر من 15 عاما حتى استطاع أن يصل إلى كرسى رئيس أهم جامعة في مصر.
«فيتو» التقت برئيس الجامعة الجديد بعد أيام قليلة من تعيينه وفتحت معه بعض الملفات الحيوية على رأسها ملف العاملين وأعضاء هيئة التدريس والأزمات التي تواجههم والرعاية الصحية والأنشطة الطلابية والتصنيفات الداخلية للكليات، لا سيما أن ملف الأمن الإداري وحسم تجديد التعاقد مع فالكون كان على رأس الأسئلة الموجهة لرئيس جامعة القاهرة.. وإلى نص الحوار:


• كيف تسلمت جامعة القاهرة؟
- في الحقيقة أنا واحد من فريق العمل لإدارة جامعة القاهرة وفريقها الكبير الذي صنع إنجازا كبيرا، ونحن نعمل ونبني على هذا الإنجاز، وجامعة القاهرة واحدة من أكبر الجامعات في الشرق الأوسط والعالم ولها مكانتها الكبيرة وسنسعى جاهدين إلى الحفاظ عليها ورفعتها لكى تكون في صفوف الجامعات الكبرى الأولى.

• أعلنت منذ أن توليت منصبك عن تحويل جامعة القاهرة إلى جامعة من الجيل الثالث.. كيف؟
- ببساطة شديدة.. جامعة الجيل الثالث تعتمد على عدة نقاط إضافية عن أجيال سابقة وما زالت بعض الجامعات تسير عليها، وأول عنصر تعتمد عليه جامعات الجيل الثالث هو فكرة توظيف واستغلال المعرفة في حل مشكلات المجتمع والتنمية في معناها الشامل سواء كانت «تنمية اقتصادية، سياسية، عسكرية»، أما العنصر الثاني أنها قيمة مضافة للاقتصاد القومي، أي أنها لا تكتفي بالتعليم والبحث العلمي فقط بل تعتمد على بحوث ودراسات، وتعليم كل هذه الأمور تصب في صالح الاقتصاد القومي.

• وماذا عن نظام الإدارة لجامعات الجيل الثالث؟
- الإدارة في جامعات الجيل الثالث لا مركزية، بعكس الإدارة في جامعات الجيل الثانى، وهي إدارة بيروقراطية مركزية وجامعة القاهرة وكل جامعات مصر والشرق الأوسط ما زالت «جيل ثاني».

• هل فكرت أن تعرض فكرة تطبيق جامعات الجيل الثالث على المجلس الأعلى للجامعات؟
- في البداية سنطرحها في جامعة القاهرة وسنسعى لتحقيق إنجاز واضح في هذا الإطار، وبدأنا في اتخاذ خطوات التطبيق، من خلال زيادة عدد البرامج الخاصة والمتميزة وعدد الطلاب المقبولين في هذه البرامج، ونسعى لتحويل أغلب البرامج لساعات معتمدة، نسعى للدخول والتوقيع على اتفاقية بولونيا للانضمام للكود الأوروبي، وأعتقد أن جامعة القاهرة ستكون من أولى الجامعات المصرية التي تنضم لهذه الاتفاقية إذا وقعنا عليها.

• من حديثك عن مكونات الجيل الثالث يتضح أنه لا بد من تشريع قانوني لإنجاح هذه التجربة.. تعليقك؟
- بالفعل سنحتاج إلى تشريع قانوني لإنشاء شركات، وأعتقد أن الأستاذ الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، جاد ولديه إرادة قوية لتغيير قانون تنظيم الجامعات الحكومية الحالي، سواء فيما يتعلق بحق الجامعات في إنشاء الجامعات، أو في تحسين أوضاع هيئة التدريس والهيئة المعاونة.

• العاملون بجامعة القاهرة مشتاقون لبشرة خير بعودة صرف شهر المكافأة الذي كان يصرف منذ 4 أعوام وتم إيقافه.. كيف ترى ذلك؟
- العاملون بجامعة القاهرة يعلمون جيدا شعوري واتجاهي نحوهم، وهو أمر قائم على التقدير والمؤازرة، ولكن أمر عودة صرف الشهر مرة أخرى تتوقف على حجم الإيرادات، ونحن ما زلنا نراجع الأوضاع المالية للجامعة، وفي ضوء الوضع المالي للجامعة سنحدد الدعم المالي لجميع العاملين وأعضاء هيئة التدريس.


• ما الخطوات التي سيتم التعامل بها مع صرف مكافآت رئيس الجامعة والنواب والعمداء والتي طبقت في الفترة السابقة؟
- هناك مجلس جامعة صاحب القرار في هذا الأمر وهو من أقر المكافآت الخاصة برئيس الجامعة والنواب والعمداء ولست صاحب القرار بمفردي بالجامعة، ولكن مجلس الجامعة هو صاحب القرار النهائي، وللعلم أنا غير منشغل بالمكافآت التي تصرف لرئيس الجامعة أو القيادات وهذا الملف لن نناقشه إلا بعد أن تزيد موارد الجامعة، وسيكون القرار النهائي لمجلس الجامعة.

• في إجاباتك تحدثت أكثر من مرة عن زيادة موارد الجامعة.. كيف سيتحقق ذلك؟
- هناك الكثير لتحقيق هذا الأمر، منها التوسع في برامج الجامعة الخاصة المتميزة، تفعيل عمل المراكز في تقديم الاستشارات ودراسات الجودة، الانفتاح على القطاعين الزراعي والصناعي ومؤسسات الدولة والشركات، كما أننا سنبذل قصارى جهدنا للإسراع في إنشاء فرع جامعة القاهرة الدولية بأكتوبر، وهذا المشروع سيحقق موارد كبيرة جدا للجامعة.

• لماذا لم نشعر بوجود خطة صيفية للأنشطة الطلابية بالجامعة خلال إجازة آخر العام حتى الآن؟
- في الحقيقة هناك معسكر قادة المستقبل منعقد هذه الأيام تحت عنوان «الإصلاح الديني والتنمية الاقتصادية»، يشمل العديد من الأنشطة الثقافية والفنية والمشروعات الصغيرة والرياضية ونحن الآن في الأسبوع السادس، من المعسكر، كما أن معسكرا طلابيا في مرسي مطروح متواصل حتى شهر سبتمبر المقبل.

• نذهب إلى ملف الأنشطة الطلابية.. في مطلع العام الدراسي المقبل ستبدأ الانتخابات الطلابية، كيف سيتم التعامل مع التيارات الطلابية المتعددة في الجامعة؟
- بصراحة لم نواجه أي مشكلات في التعامل مع الاتحادات الطلابية سواء قبل ثورة 25 يناير أو بعدها، لأن جامعة القاهرة لديها تقاليد ثابتة تتمثل في حرصها على أبعاد أي عمل حزبي أو طائفي أو عرقي عن العمل الطلابى، والجامعة لا مجال فيها للحزبية، أو الانشقاق السياسي ولا تمييز لأي طالب والجامعة ملك المصريين.

• ما الخطة التي ستعمل عليها لتصحيح أوضاع هيئة التدريس والهيئة المعاونة وتحسين دخلهم؟
- أنا عضو هيئة تدريس وواحد منهم وكل الدعم سأقدمه لزملائي وسأسعى بكل طاقاتي لأن أكون في خدمتهم وتوفير كل السبل التي تعينهم على أداء عملهم بصورة كبيرة، والجامعة بها مبدأ ثابت هو الأجر مقابل العمل، وسنعمل على تنمية دخل زملائنا عن طريق عدة أمور منها تطوير ودعم البرامج الخاصة والمتميزة، لأنها توفر لعضو هيئة التدريس ساعات إضافية مدفوعة، وتصل الساعة الواحدة في بعض الكليات لـ300 جنيه، وفى ضوء زيادة البرامج ستكون هناك زيادة في ساعة العمل الواحدة.

• وماذا عن تحسين الأوضاع الصحية للأعضاء والعاملين بالجامعة؟
- بدأت من الساعة الأولى في التفكير بكل جدية في عمل نظام تأمين صحي لأعضاء هيئة التدريس والعاملين وندرس الأمر مع شركات التأمين وهناك تداولات موجودة وحق علينا أن نسعى لتقديم كل الدعم لزملائنا.

• هناك بعض الكليات ما زالت بلا عمداء وهل هناك قائمون بالأعمال على رأس البعض الآخر.. هل هذا الأمر يمثل فراغا إداريا أمام خطة العمل التي ستطبقها؟
- بالعكس لا يوجد أي فراغ إداري في الجامعة، والكليات بها عمداء سواء كانوا معينين أو قائمين بالأعمال حتى تعيين عميد جديد، وهناك حالة استقرار مؤسسي، فكل الإجراءات الخاصة باختيار العمداء الجدد تمت قبل 31 يوليو قبل أن أتسلم عملي ولم تكن أمامي أي فرصة لاختيار أي قيادة، وتم عقد جميع المقابلات في ظل وجود الإدارة السابقة.

• في الحقيقة هناك عيون كثيرة من قبل المشتاقين للفوز بمقعد نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب الذي كنت تشغله.. ما القواعد التي يجب أن تتوافر في الشخص المرشح للمنصب؟
- أولا، أن تتوافر لديه الخبرة الكافية في العمل الطلابي، ولديه استعداد كامل للتفرغ، لأن قطاع شئون التعليم والطلاب أهم قطاعات الجامعة، ويحتاج لتفرغ وقدرة على العمل في ملفات متعددة في نفس الوقت منها المدن الجامعية ومستشفى الطلاب والتكافل الاجتماعى، وملفات ضخمة وكل العملية التعليمة خاضعة لهذا القطاع.

• إذن هل انتهيت من اختيار المرشح لهذا المنصب وهل هناك عمداء من ضمن المرشحين له؟
- ما زال الأمر قيد التداول وخلال الأيام القليلة القادمة سيتم حسم الأمر واختيار نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وفى الحقيقة الاختيار حتى الآن مطروح من بعض العمداء وآخرين من خارج العمادة وجار حسن الاختيار لإصدار قرار من رئيس الوزراء بتعيينه، وللعلم جميع أعمال قطاع شئون التعليم والطلاب اقوم بها وبمتابعتها يوميا لسير العمل بها.

• ما خطتك لمواجهة أعمال التحرش خاصة بعد أن أثارت واقعة الدكتور ياسين لاشين أزمة مجتمعية؟
- أولا لابد أن يعرف الجميع أننا اتخذنا إجراء حاسما مع الدكتور ياسين، وتم إحالته للنيابة العامة فورا، كما أن مجلس التأديب بالجامعة الذي أحيل له الدكتور لاشين قرر إيقافه عن العمل، وللعلم قررنا التوسع في أنشطة وحدة مناهضة التحرش بالجامعة وتوسيع مجال عملها لأنها تسهل العديد من الأمور لمواجهة هذه الأعمال التي سنتصدى لها بقوة داخل الحرم الجامعى.

• مصير شركة فالكون من المفترض حسمه خلال أيام من أجل تجديد العقود معها من عدمه، متى سيحسم القرار؟
- حسم القرار خلال اجتماع مجلس الجامعة القادم والذي سيكون أول مجلس برئاستى.

• هنا قلق بين أفراد الأمن الإداري بسبب عدم صدور قرارات تثبيت وتعيين لهم.. تعليقك؟
- أفراد الأمن الإداري بذلوا الكثير للحفاظ على أمن الجامعة، والتعيينات ليست قرار الجامعة وهناك وزارات معنية بذلك وسنتواصل معها، ولكن لا بد أن أرسل رسالة تقدير لأفراد الأمن الإداري لأنهم قاموا بدورهم في أوقات صعبة مرت بها الجامعة، وسوف نقدم لهم كل الدعم وتحسين عملهم ومدهم بالأدوات المساعدة اللازمة والجديدة ونحن بصدد استلام بعض هذه الأدوات التي تسهل من عملهم.

• ما أهم القرارات التي سيتم إصدارها خلال أيام خاصة أن قرار تعيينك لم يمر عليه سوى أسبوعين؟
- سأعلن لأول مرة، عن تشكيل مجلس للثقافة والعلوم من قادة الرأى والثقافة والفن وظيفته رسم ملامح العمل الثقافي والفني والتنويري بالجامعة وقريبا سأعلن عن أسماء أعضاء المجلس من كبار المثقفين والفنانين.

• وهل هناك قرارات أخرى؟
- نعم سيتم تشكيل لجنة حكماء من بعض الأساتذة الكبار من رؤساء جامعة سابقين وعمداء سابقين أيضا وستكون بمثابة مرجعية فكرية، وستتوالى دراسة مشكلات أعضاء هيئة التدريس بالجامعة، وأنا عازم على تشكيل هذه اللجنة ودورها سيكون مهما للجامعة.

• كيف سيتم تقييم أداء الكليات والعمداء؟
-سيتم عمل تصنيف داخلى للكليات والأقسام، بحيث تكون هناك منافسة وسيتم تشكيل لجنة فنية برئاستي كرئيس للجامعة ونائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث الدكتور عمرو عدلي، وسيتم إعلان نتائج التصنيف كل فترة سيتم تحديدها للوقوف على عمل الكليات ودورها في العملية التعليمية والمساهمة المجتمعية والأنشطة وقواعد محددة جار تحديدها.

• البعض تعجب من بعض التصريحات التي هاجمت مركز تطوير قدرات أعضاء هيئة التدريس خاصة أنه حاصل على 7 إيزو في أقل من عامين.. تعليقك؟
- في الحقيقة ما زلنا نفتقد لثقافة التطوير، وللعلم ما تحدث عنه كان بغرض التطوير وليس النقد الهدام، ومركز تطوير قدرات أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة، كان له جهود كبيرة مهمة ولمسناها وحدث به تطوير كبير، ولكن هذه الجهود تحتاج إلى جهود إضافية من أجل إحداث نقلة نوعية، وهذا ليس تقليلا من إدارة المركز إلى نعتبرها إدارة واعية وشابة لها لمسات واضحة، ولكن نحتاج إلى استقطاب أساتذة أجانب للتطوير.

• هل الجامعة الأم في مصر بحاجة إلى أجانب في ظل وجود أساتذة كبار وعلماء يساهموا في تطوير القدرات.. أم أن هناك سببا آخر؟
- بالعكس لدينا علماء كبار وأساتذة أجلاء وهذا لا يقلل من أحد وساهموا في التطوير للعلوم المختلفة في العالم بأسره، ولكن عقولنا تحتاج دائما إلى الاحتكاك بعقول خارجية وتبادل الجديد في العلوم المختلفة، وسنسعى للتعاون مع كامبردج وأكسفورد ببريطانيا وهما من أكبر جامعات العالم.

• ما الشيء الذي يقلقك منذ أن جلست على مقعد رئيس جامعة القاهرة؟
-التحدى الرئيسى أمام الآن هو الزمن والوقت لا يتسع لتحقيق كل ما ارغب في تنفيذه، وحجم المهام التي أكلف بها نفسي أكثر من ساعات في اليوم، ولست قلقا من أي شيء ولست خائفا من أحد وسأسعى للنهوض أكثر وأكثر بالجامعة.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
الجريدة الرسمية