رئيس التحرير
عصام كامل

معهد كارنيجي: الربيع العربي ثورة إسلامية من المرجّح أن يهيمن عليها المتطرفون .. روسيا لديها القدرة على عرقلة سياسات الولايات المتحدة في مجلس الأمن

الثورة السورية
الثورة السورية

أعد معهد كارنيجي الأمريكي للدراسات الاستراتيجية للشرق الأوسط، دراسة حول الحسابات الروسية تجاه الصراع السوري الدائر الأكثر من عامين والذي أسفر عن قتل أكثر من 70 ألف شخص، وجاءت الدراسة لتؤكد أن روسيا اتخذت موقفاً واضحاً بشأن دمشق في وقت مبكر ولم تتوان عن خوض خلاف حاد مع الولايات المتحدة وأوروبا، من خلال رفض استخدام نفوذها للضغط على الرئيس الأسد وحث طرفي الصراع على العمل من أجل المصالحة.

وترى موسكو أيضا أن الربيع العربي ثورة إسلامية من المرجّح أن يهيمن عليها المتطرفون، كما يخشى الدب الروسي أن يصبح الصراع السوري أكثر تطرّفاً وينتشر بشكل أوسع، لكن سياسات الكرملين في الفترة الأخيرة لم تحقق نجاحاً يذكر بل العكس أضرت بشكل خطير علاقاتها مع الغرب والعالم العربي.
وذكرت الدراسة انه يتعين على الغرب تبني التعاون مع روسيا على أساس المصالح المشتركة، كما يجب على الدول الغربية الاستفادة من منظور روسيا الفريد والبراجماتي في الشرق الأوسط بشكل عام وفي سوريا بشكل خاص، فقد كانت رؤية موسكو في بعض الأحيان أقرب إلى الواقع من الحماس واليأس الغربيين.
وأشارت الدراسة إلى أنه يجب على الولايات المتحدة وأوروبا الاعتراف بأن النظام العالمي بدأ في التحول، مشيرة إلى أن روسيا ليست ولن تكون جزءاً من الغرب، لكنها ترى نفسها على أنها قوة استقرار وتُقدِّم التقاليد والقواعد الإجرائية على العاطفة والإيديولوجيا، كما تعدّ حليفاً طبيعياً لمن يسعون إلى مزيد من القدرة على التنبّؤ في العلاقات الدولية.
وأوضحت أن هناك أمورا كثيرة تتوقّف على مواقف وسياسات الحكومة الروسية تجاه التطورات الأخيرة في سوريا، فبعد عقدين من زوال الاتحاد السوفييتي، لاتزال روسيا لاعباً دولياً رئيساً بصفتها عضواً دائماً في مجلس الأمن، كما تتبنى موسكو منظوراً كونياً متميزاً يختلف على نحو متزايد عن نظيره الغربي، وهي لاتتوانى عن طرح حلول بديلة لمجموعة من القضايا الدولية، وتملك القدرة على عرقلة سياسات الولايات المتحدة في مجلس الأمن.
يذكر أنه منذ البداية كان المراقبون الروس لمنطقة الشرق الأوسط أقل تفاؤلاً بشكل ملحوظ من نظرائهم الغربيين حول طبيعة واتجاه التغيير في المنطقة، إذ يمكن تسمية ما يراه معظمهم بأنها "ثورة إسلامية كبرى"، في حين رأى الأوروبيون والأمريكيون في العالم العربي تكراراً للانتفاضات الديموقراطية التي شهدتها أوروبا في العام 1848 أو العام 1989.
واختتمت الدراسة بالإشارة إلى صناع السياسة الروس بأنهم كانوا في وقت مبكر من الربيع العربي يخشون من أن استيلاء الإسلاميين على السلطة سيعقب الإطاحة بالحكام المستبدين العلمانيين، فقد كانوا يعتبرون أن الدول الغربية والليبراليين المؤيدين للغرب في الدول العربية يمهدون الطريق للمتطرفين الدينيين أو حلفاء تنظيم القاعدة.
الجريدة الرسمية