لماذا تغلق الأهرامات !؟
كتبت مقالا حول أرباح نادي برشلونة هذا العام والتي تجاوزت 20 مليار جنيه مصري، وهو مبلغ لم ولن تحققه أي وزارة أو مؤسسة مصرية سوى هيئة قناة السويس، وإن جزءا كبيرا من هذه الأرباح مصدره حذاء ميسى نجم الفريق حيث يحرص الزائرون لبرشلونة على التصوير مع حذاء اللاعب الشهير، وعقدت مقارنة مؤلمة بين عائدات الأهرامات لمصر وهي إحدى أهم عجائب الدنيا السبع وبين عائد حذاء ميسى لإسبانيا وأشرت إلى سوء استغلال الأهرامات وإلى المهازل التي تحدث حولها من أصحاب الحناطير والجمال تحت سمع وبصر المسئولين وتواطئهم أحيانا.
وبعد نشر المقال فوجئت باتصال من الأستاذ حامد سعد مدير المركز الإعلامي لجامعة الأزهر وحكي لي واقعة مؤلمة، ملخصها أن وفدا أجنبيا رفيع المستوى بعد انتهاء زيارته الرسمية للأزهر وقبل سفرهم بساعات أبدوا رغبتهم الشديدة في التقاط صورة تذكارية مع الهرم واعتبروها أمنية حياتهم، فأخذهم في سيارته الخاصة ووصل إلى الأهرامات الساعة الرابعة عصرا ولكنه لم يتمكن من الدخول، لأنها أغلقت والزيارة انتهت فحاول مع المسئولين هناك من فلان بيه إلى علان باشا حتى يسمحوا لأعضاء الوفد بالتقاط صورة تذكارية مع الأهرامات، ولكن محاولاته فشلت كل هذا عادي ولكن الكارثة أثناء نزوله من هضبة الهرم استوقفه بعض المرتزقة وعرضوا عليه المساعدة في الدخول نظير ملبغ مالي كبير، ولكنه رفض لأن معه وفدا رسميا ولا يجوز دفع رشوة لدخول الأهرامات وبطريقة غير شرعية.
القصة كلها مؤلمة وتناولها أيضا الإعلامي محمد الغيطي في برنامجه صح النوم على فضائية LTC وأشار إلى مقالي ثم أضاف إليها قصصا أخرى أكثر آلاما حول ما يحدث عند الأهرامات، والمضايقات التي يتعرض لها السائحون الأجانب والزائرون المصريون، لماذا تغلق الأهرامات الساعة الرابعة عصرا ونحن في فصل الصيف وطلاب المدارس والجامعات في إجازة؟ حتى لو كانت أغلقت لماذا لم يتعامل المسئولون هناك باحترام مع هذا الوفد الأجنبي ربما يكون سببا في مزيد من الرحلات لمصر في وقت تعاني فيه أشد معاناة؟
لماذا لا تكون هناك جهة واحدة في البلد مسئولة عن الثقافة والآثار والسياحة؟ ولماذا لا يتم دمج هذه الوزارات في وزارة واحدة لتحديد المسئولية؟
سوف نظل نقولها دائما، إن مصر ليست فقيرة الموارد ولكنها فقيرة الفكر والرؤية والإدارة وتلك هي القضية المهمة التي ما زلت أتمنى من الرئيس السيسي أن يحقق فيها إنجازا خلال هذا العام الأخير من فترته الرئاسية الأولى.
حينما نتناول مثل هذه السلبيات فإن هدفنا هو القضاء عليها لأنها تسيء إلى صورة بلدنا وتتسبب في إهدار أموال هي في أشد الحاجة إليها لذلك استغربت من الإنذار الذي وجهته اللجنة التأسيسية لنقابة الإعلاميين إلى محمد الغيطي بعد تناوله لقضية فساد في وزارة الزراعة، وكما يقول الغيطي لم يتم استدعاؤه للتحقيق معه، بالتأكيد نحن مع ضبط المشهد الإعلامي والحفاظ على القيم والأخلاق ولكن لا يستوي من يتناول قضايا الفساد للقضاء عليه مع من يقوم بأفعال فاضحة على الهواء مباشرة.
egypt1967@yahoo.com
