رئيس التحرير
عصام كامل

المركز القومي للترجمة يطرح «ما العلمانية؟» لكاترين كنسلر

 المركز القومى للترجمة
المركز القومى للترجمة

صدرت مؤخرًا عن المركز القومى للترجمة، الطبعة العربية من كتاب (ما العلمانية) من تأليف كاترين كنسلر، ومن ترجمة محمد الزناتى وجيوم ديفو، ومن مراجعة فاطمة خليل.


ويحاول المؤلف خاصة في الجزء الأول من الكتاب، أن يؤسس المفهوم المعاصر للعلمانية بمنهج استنباطى ويميزه بوصفه آلية عقلية.

وبحسب المؤلف، تنتمي العلمانية إلى مجال الحقوق وهي قانون يشرع العلاقة بين الدين والسياسة – لا تدخل للدولة في أمور الدين – ويحل الإشكالية التالية : كيف نضمن حرية الفكر للأشخاص دون أن ندمر الرابط السياسي ؟ أما النظام اللاهوتي – السياسي فيجيب بالنفي " هذا من المستحيل لأنه يجب على المواطنين أن يشتركوا في نفس الاعتقادات ليتفقوا على التعايش، ويكفي أنهم يعتقدون بعقيدة ما مهما كانت. لكن العلمانية تجيب ببلاغة وتضمن حرية الفكر لكل فرد حتى لمن ليس له وجود،وعلي عكس التسامح الذي يضمن حرية الاعتقاد للطوائف المختلفة الموجودة بالفعل في المجتمع ويجبر الأشخاص على الانتماء، فالعلمانية، لأنها تفصل بين السياسة والدين، هي تحرر الأشخاص من طائفتهم واعتقاداتها.

تتأمل العلمانية في أصول السياسة مرة أخرى. فهي لا تميز السياسة عن الدين في مضمونها فقط لكنها تبعد الرابط السياسي عن الرابط الاجتماعي.

والشكل الكلاسيكى الذي يسمى بالعلمانية على الطريقة الفرنسية مر بثلاث مراحل مهمة : أولاها الثورة الفرنسية، ثانيتها الجمهورية الثالثة - في فرنسا ما بين (1848-1945)، وثالثهما المرحلة الحالية والتي بدأت مع منتصف الثمانينات. وقد أسهمت المراحل الثلاث في ضوء أزماتها في اعطاء المفهوم شكله الخاص به وتحديد اطاره دون التخلى عن اعادة استخدام نظريات فلسفية سابقة له وإعادة تشكيلها.

وفى إجابة عن السؤال المعقد (ما العلمانية)؛ فهى طريقة تصوير وتنظيم تعايش الحريات، خاصة حرية الرأى والعبادة والاعتقاد، لهذا فهى تحتل مكانا في الحقل السياسي الكلاسيكى، مما يستدعى مقارنتها بأشكال أخرى لتصوير وتنظيم تعايش الحريات، خاصة حرية الرأى والعبادة والاعتقاد، مما يستدعى مقارنتها بأشكال أخرى لتصور وتنظيم التعايش بين الحريات، ومن ثم تقود نتائج هذا المبدأ إلى ربط العلاقات بين المجال العام والمجال الخاص أو المدنى، وذلك باستخدام مفهوم "فضاء منتج للقانون" وفحص المفهوم المعاصر للعلمانية المدرسية، حيث يفتح ذلك حقلا فلسفيا جديدا، ألا وهو طبيعة الفضاء المؤسس للمدينة كفضاء نقدى.

مؤلفة الكتاب كاترين كنسلر، أستاذ الفلسفة بجامعة ليل 3 بفرنسا، متخصصة في الفلسفة الكلاسيكية وفلسفة الجمال، من مؤلفاتها: "روعة وغرق جماليات اللذة في العصر الكلاسيكى"، و"المسرح والأوبرا في العصر الكلاسيكى" و"الجمهورية وإرهاب الدولة".
الجريدة الرسمية