كلمة قائد القوات البحرية أثناء تسلم الغواصة الألمانية
في كلمته أمام قائد القوات البحرية الألماني وممثلي الشركة المصنعة بحضور السفير المصري في ألمانيا، نقل الفريق أحمد خالد، قائد القوات البحرية تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة والقائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي بهذه المناسبة التاريخية.
وقال: إنه لمن دواعي فخري واعتزازي أن أقف اليوم في معقل الصناعة الألمانية وأيقونة صناعة الغواصات في العالم الحديث لنكمل سطرًا جديدًا في تاريخ التعاون الثنائي بين جمهورية مصر العربية ودولة ألمانيا الصديقة.
وأكدت الفترة السابقة أننا أحسنا الاختيار، وكان اختيارنا مبنيًا على علاقات بلدينا التي امتدت لمئات السنين، فأول مدرسة ألمانية خارج حدود ألمانيا بالقاهرة عام 1873م ثم توالى من بعدها العديد من المدارس والمعاهد الألمانية وصولًا للجامعة الألمانية بالقاهرة عام 2003، ونتيجة لذلك نجد أن ثقافاتنا قد انفتحت على بعضنا البعض وكأنما امتزجت مياه نهر الإلبه بمياه نهر النيل، وحجارة قلعة نويشفانشتاين بحجارة قلعة صلاح الدين.
ونحن اليوم نحتفل باستلام الغواصة المصرية الثانية طراز (209/1400) بعد أن عايشنا خلال السنوات الماضية ومنذ بدء التعاقد على بناء الغواصات طراز 209 مراحل عديدة، بذل فيها كلا الجانبين جهدًا شاقًا وعملًا دؤوبًا من أجل نجاح المشروع، كللت أولى نتائجه بالنجاح بوصول الغواصة الأولى S41 بطاقمها المصري إلى أرض الوطن وانضمامها للعمل ضمن وحدات الأسطول البحري المصري العريق.
وأكدت هذه الخطوة أن لدينا من الكوادر من هم قادرون على استيعاب التكنولوجيا الحديثة في تشغيلها وصيانتها والعمل بكفاءة تامة على أنظمته فمصر كان لها السبق في دخول سلاح الغواصات كأول دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا، وعلى مدار تاريخ هذا السلاح نجد رجالًا سطروا بأحرف من نور بطولات عدة خلال حروبه المتعاقبة.
وفي ظل جيوش تنهار بمنطقتنا، ودول تدمر من حولنا، كانت وما زالت مصر قادرة أن تحافظ على وحدتها وتماسكها بل وتبني وتحدث من جيشها وهو ما ليس بغريب على دولة كمصر عانت على مدار تاريخها العريق الممتد لآلاف السنين من ويلات الحروب ومحاولات الاستعمار التي باءت جميعها بالفشل بفضل حروب عديدة خاضها الجيش المصري على طول تاريخه الممتد حفاظًا على أرضه وشعبه وهويته.
وفي ظل قيادة مخلصة لله والوطن ولشعبنا الأبي الكريم قامت القوات البحرية بجهد مضني خلال السنوات الماضية لإعادة تطوير وتأسيس أسطولنا البحري وبنيته التحتية التي تليق به من أرصفة وقواعد ومنشآت وخدمات متنوعة ضمت واحد من أكبر أرصفة استقبال الغواصات المغطاة بالإضافة لأحدث أنظمة التدريب والمحاكاة لتدريب أجيال من الأطقم العاملة مستقبلًا.
إن إضافة هذا النوع من الغواصات هو تنفيذ لإستراتيجية عسكرية مصرية عامة تهدف لتطوير القدرة على مواجهة التحديات والمخاطر المحيطة بمنطقتنا حفاظًا على مقدراتنا وإعلاءًا لكلمة الوطن ولتحقيق السيطرة الكاملة على سواحلنا الممتدة بالبحرين الأحمر والمتوسط.
ونحتفل اليوم بخطوتنا الثانية في المشروع برفع العلم المصري الشريف على الغواصة الثانية S42 إيذانًا بانضمامها إلى أسطولنا البحري إضافة لقدراتنا وقوة لأمتنا.
وها هي ثمار التعاون بين الجانبين المصري والألماني نجنيها اليوم متطلعين لمزيد من الدعم والتعاون المثمرين.
الحضور الكريم: أوجه شكرًا وتقديرًا لشركة TKMS بإدارتها ومهندسيها وعامليها على ما قدموه لنا من دعم بالغ بروح يملؤها الانضباط والالتزام والإخاء والتعاون، لا شك أنكم تفخرون دومًا بكل ما تصنعه أيديكم فالصناعة الألمانية دوما في المقدمة، فلكم منا اليوم فخرًا فوق فخركم بأدائكم وصداقتكم.
ولطاقم الغواصة (42s) أطالبكم باستمرار بذل أقصى ما تتحملون من أجل الحفاظ على غواصتكم الثمينة وتطوير أنفسكم علميًا وعمليًا من أجل تحقيق أقصى استفادة منها لتنفيذ المهام التي تكلف بها.
أظهروا رقيّكم..... أشعروا بفخركم... أعكسوا تاريخ أجدادكم... ابذلوا الجهد والعرق في تدريبكم.. لا شك أن الفوز والنجاح سيكون حليفكم لا محال... وفقكم الله وسدد خطاكم وأن تصحبكم السلامة إلى أرض الوطن.