رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. 4 أسباب لقضاء المصريين إجازة عيد الأضحى في دهب

فيتو

ساعات قليلة تفصلنا عن عيد الأضحى المبارك.. تستعد العائلة بحقائبها المحمولة على السيارة تاركين زحام القاهرة ومداخنها الخانقة ليهربوا إلى إحدى المناطق الساحلية لقضاء إجازة عيد الأضحى المبارك، ويكونوا بذلك ضاربين كما يقولون "عصفورين بحجر"، مستغلين إجازتهم للاستمتاع بالعيد والمصيف على حد سواء التي منحتها الحكومة للعاملين من يوم وقفة العيد حتى انتهائه.


ومن ضمن المناطق التي يعشق المصريون الذهاب إليها في الصيف وخاصة مع إجازة العيد "دهب"، فالإجازة وسط طبيعتها الساحرة متعة، و"تهون" مسافة الطريق التي تتخطى 10 ساعات من القاهرة إليها، فمدينة الرمال الذهبية الواقعة على خليج العقبة هي ملجأ لكل عاشق للمغامرات وخلع ثوب الحياة الشاقة.

البلو هول
في دهب ليس هناك وقت للراحة أو نوم، فهاتفك المحمول وكل ما يربطك بالعالم الخارجي تتركه وراءك، وتبدأ يومك في نهار دهب المشرقة باستقبال "عم محمد" سائق أو أحد إخوته أو أولاد عمومته من أهل بدو سيناء، لتستقل سيارته، ولا يسعك إلا أن تحدثه عن جمال بلدهم في طريقكم إلى أول محطاتك وهي البلو هول أو الحفرة الزرقاء ليبتسم لك قائلا وهو منشغلا بقيادة سيارته: "استنوا لما تطلعوا جبل الطويلات وتقعدوا سهرة بدوية وسط الشموع، وتشوفوا نجوم سيناء، هناك هتحسوا كأنكم روح في السماء وهتنسوا همومكم".

أما "البلو هول" على الرغم من الأساطير التي أحاطت بها، فإنها كانت نتيجة نيزك قد وقع في الأرض فأنتجت تلك البحيرة الخلابة، التي أصبحت مقبرة الغواصين على مدى السنوات، إلا أنها لا تزال فتنة بحد ذاتها بمياهها الزرقاء وشعابها المرجانية، ومكانًا مثاليًا لعشاق الغوص سواء من المبتدئين أو الخبراء، وجميعهم ينتهون من هذه التجربة بعقل وقلب مسحور بألوان الحياة البحرية الخلابة في البحيرة الزرقاء.

الثري بولز
على بعد 10 دقائق من مدينة دهب ووسط جبال الطور وكاترين، توجد محمية الثري بول وهي 3 حمامات سباحة طبيعية وسط المياه، كونتها الصخور والشعب المرجانية، أعماقها تتراوح بين الـ 5 أمتار و30 مترا، وتعد من أفضل أماكن الغطس للمبتدئين، وتتميز بأنها أشهر أماكن الغطس للمبتدئين.

وداي جنى
لا يذهب أحد إلى دهب دون أن يجرب رحلة سفاري وسط جبالها الشاهقة فهي مغامرة رائعة، تزيد من حيوية المدينة وسحرها، فصموئيل أشهر سيناوي لاصطحاب الزائرين لجولة سفاري لمدة ساعة، يستقبلهم بوجه صارم في بداية الأمر ليشرح تعليماته الصارمة لركوب "البيتش باجي".

وتبدأ رحلة السفاري يتقدمها "صموئيل" وخلفه الفريق من الزائرين لا يتعدى 15 فردا يرشدهم إلى الطريق، ويلفون جميعًا الأوشحة حول وجوههم لحماية أنفاسهم من رمال الجبال، فيخوضوا مغامرة بين الجبال ليصلوا إلى وادي في قلب جبال البحر الأحمر وهو "وادي جني" يجد فيها المتعبين من الطريق الخضرة والنخل ومياه في حضن الجبل.

ويشير "صموئيل" إلى مرافقيه إلى الغرف الموجودة في حضن الجبل، قائلا: "يرجع ذلك إلى أصل الوادي فاسمه يرجع إلى قبيلة سعودية تدعى "جنى" منذ قديم الزمان جاءت إلى هنا، واستوطنوا وبنوا تلك الغرف وسميت تلك المنطقة على اسمهم".

الممشى السياحي
وقبل أن يغادر مصري أو سائح أجنبي دهب، تقوده قدماه إلى الممشي السياحي ليأخذ جولة بين محال الهدايا والمطاعم لشراء ما يرغب به من تذكارات، أو تناول وجبة طعام من صنع أهل سيناء فمعظم مطاعهم أسعارها في متناول الجميع، ولا يخلو الممشى من التجار العارفين باستمالة أي زبون للشراء.

"محمد" بائع الأعشاب والعطور والهدايا التذكارية ينادي زبائنه للشراء بكلماته المنمقة، خاصة وهو العالم بالعديد من اللغات اكتسبها من تعامله مع السائحين تدل على خبرة تجاوزت العشرات من السنوات في مجال التجارة، وجذب رجل الزبون للتفاجئ بحكايته قائلا: "أنا من المنصورة بس عشت معظم حياتي في دهب، خرجت من المدرسة وأنا في إعدادي وجيت هنا ولسه مكمل".

"اتصاحبت على بنت روسية اتعملت منها اللغة، وبعدين سبتها وبدأت اتعلم الشغل في تجارة الأعشاب والعطور واتجوزت مصرية وجبت منها عيال، واشتغلت هنا في الممشى".. هكذا قال "محمد" بعد أن تشاور مع تاجر صديقه باللغة الروسية على ثمن ما سبيعونه للزبونة التي تقف أمامهم بعد أن أصرت على تخفيض ثمن مشترياتها.

يستكمل قائلا: "ومع الشغل اتعلمت كمان كم لغة إيطالي وروسي وعبري وإنجليزي، بس الواحد قرب ينسى اللى اتعلمه من ساعة ما رجل السياح خفت عن البلد"، ليضيف ضاحكًا: "بس نقول إيه الحمد لله مفيش أحلى من الزبون المصري وفصاله في الأسعار معانا، أنا كنت بيبع بالدولار".

كل ما سبق من مغامرات وأماكن كفيلة لأن تجعل دهب وجهة مثالية لعشاق قضاء الإجازات في أماكن ساحرة وبأسعار في متناول اليد وبعيدًا عن زحام القاهرة و"خروجاتها" المتكررة.
الجريدة الرسمية