بالصور.. تفاصيل جريمة «3 الصبح» بالزاوية الحمراء.. «روسيا» يذبح «أخاه الأكبر» بعد دس المخدر في العصير.. سرق 25 ألف جنيه لشراء هواتف وكلاب.. المتهم: انتقمت منه بسبب الميرا
مع دقة الساعة لتعلن عن منتصف الليل داخل أحد الشوارع الجانبية بمنطقة الزاوية الحمراء، ارتدى الأخ الأصغر ثوب الشيطان ودلف داخل المنزل، متوجهًا إلى شقة شقيقه دون أن يرتاب فيه أحد، ومكث عنده بوقت ليس بالقصير حتى تمكن من تنفيذ مخططه بذبح أخيه، ثم خرج من حيث أتى، وعاد صباح اليوم التالى مع أشقائه مرتديا ثوب الملاك البريء الذي لا يعلم شيئًا، لينكشف جرمه بعد ذلك، ويضبط بمعرفة الأمن، ليعترف بأنه الجانى الذي رد معروف شقيقه بقتله.
وبعد مرور ساعات، فوجئت زوجة الأخ الأكبر «سمكري»، بجثته مسجاة على الظهر بأرضية غرفة النوم وكان يرتدي ملابسه الداخلية وكانت بها إصابات «جرح ذبحي بالرقبة وآخر طعني بالبطن»، وتبين أن أخاه الأصغر ذبحه بعد أن دس له المخدر في عبوة عصير، وسرق 25 ألف جنيه منه لشراء عدة هواتف محمولة حديثة وكلاب لتربيتها.
الليلة المشئومة
توجهت «فيتو» إلى مسرح الجريمة، وتقابلت مع «يوسف» جار المجني عليه الذي يسكن بالطابق الأرضي للمنزل، ليروي لنا كواليس حياة المجنى عليه حتى الليلة المشئومه، قائلا: «كان يعمل سائقا في بعض الأحيان للأطفال بالمدارس، وعندما كانت تتعثر واحدة من أولياء الأمور في سداد الأجرة كان المجني عليه يتحملها».
وأضاف أنه كان على علاقة طيبة بالمجني عليه وأن المجني عليه كان على خلق ويعامل جيرانه معاملة حسنة.
يوم الواقعة
وعن يوم الواقعة، أضاف: «فوجئت بعد صلاة العصر بأرملة شقيق المجني عليه تصرخ وتقول جمعة مات»، وفى هذه اللحظة تدخلت زوجة «عم يوسف» قائلة إن المجني عليه قام ببناء مسجد كصدقة على روح والدته ببلدتهم، وقام بالتبرع لمسجد المنطقة بمبلغ 500 جنيه قبل مقتله بأيام.
ذبح الضحية
فيما أكدت «أم محمد»، إحدى جيران المجني عليه، أنها اعتادت ترك باب شقتها مفتوحا لتؤنس وحدتها بعد زواج أبنائها بسماع أصوات الجيران، لافتة إلى أنه ليلة الواقعة شاهدت الشقيق الأصغر للمجني عليه يزوره في تمام الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل، مضيفة أنها أغلقت باب شقتها بعد أذان الفجر، موضحة أنه طيلة هذه المدة لم ينته المتهم من زيارة أخيه.
وذكرت أنه في صباح اليوم التالي، فوجئت بأشقاء المجني عليه وأرملة شقيقه والمتهم أتوا لزيارته، وكانوا يصعدون السلم في عجالة وعندما حاولت الاستفسار عن سبب تجمعهم لم يجب أحد منهم.
واستكملت حديثها قائلة: «اكتشفنا عندما جاء ضباط المباحث والنيابة ليحققوا مع كل الأطراف وشهود العيان، أن المتهم وهو الشقيق الأصغر للمجني عليه، دس المخدر عن طريق الحقن في عبوة عصير مغلفة واستغل لحظة تخدير شقيقه، وقام بذبحه، وسرقة مبلغ 25 ألف جنيه منه لشراء عدة هواتف محمولة حديثة وكلاب لتربيتها».
اعترافات المتهم
وأضافت أن المتهم أدلى باعترافات تفصيلية أمام ضباط المباحث عن ارتكابه الجريمة، وأرشدهم عن مكان إخفائه أدوات الجريمة، حيث أعطى جزءا منها داخل حقيبة لصاحب محل فطائر على سبيل الأمانة.
ولفتت إلى أنه قام بإخفاء سلاح الجريمة أسفل قضبان السكك الحديدية بالمنطقة، قائلة: «منه لله قتل أخوه إلى رباه وعلمه صنعة السمكرة»، وكشفت أن المجني عليه أخ المتهم من ناحية الأب فقط، وفقًا لها.
أقوال الشهود
وبسؤال شاهدي الواقعة هشام عبد الفتاح، سمكري سيارات «شقيق المتوفى»، وعمرو أسعد، سائق «نجل شقيق المتوفى»، قرر الأول أنه حال قيامه بالطرق على باب شقة شقيقه المتوفى لم يفتح له، فقام بفتح الباب بمساعدة الثاني، فاكتشف مقتله وأيد الثاني ما سبق ولم يتهما أو يشتبها في أحد.
المعاينة
وبإجراء المعاينة على الشقة محل البلاغ، تبين سلامة جميع منافذها، وأثناء السير في تنفيذ تلك الخطة وردت معلومات لضباط فريق البحث مفادها أن وراء ارتكاب الواقعة «محمود عبد الفتاح» وشهرته «روسيا» سمكري سيارات ومقيم بدائرة القسم «أخ المجني عليه من الأب».
ضبط المتهم
وعقب تقنين الإجراءات وبإعداد الأكمنة اللازمة بالأماكن التي يتردد عليها المتهم، أسفر أحدها عن ضبطه، وبمواجهته بما ورد من معلومات وما أسفرت عنه التحريات أيدها، اعترف بارتكاب الواقعة، وأقر أنه نظرًا لوجود خلافات سابقة بينه وبين المجني عليه على أولوية الزواج من أرملة شقيقهما، وقيام المجني عليه بتحريض والدهما على الانفصال من والدته وحرمانه وأشقائه من المعاش والميراث، خطط للانتقام منه.
أداة الجريمة
وفي سبيل ذلك توجه إلى مسكنه لمعاتبته على ما بدر منه وأثناء وجودهما بمحل الواقعة تحصل على سلاح أبيض «سكين» من داخل الشقة، وتعدى على المجني عليه، مُحدثًا ما به من إصابات وكتم أنفاسه لمنعه من إحداث أصوات أثناء احتضاره باستخدام بنطال المجني عليه إلى أن تأكد من وفاته واستولى على مبلغ 3600 جنيه و3 هواتف محمولة، وانتظر بمكان الواقعة حتى الساعة 3 صباحًا إلى أن اطمأن من خلو المنطقة من المارة خشية مشاهدته وافتضاح أمره ولاذ بالفرار.
وأضاف بتخلصه من البنطال والسلاح الأبيض والهواتف المحمولة المستولى عليها بإلقائها بالطريق العام بمنطقة خلف السكة الحديد بشارع الفرز بدائرة قسم شرطة الشرابية واشترى هاتف محمول بمبلغ 2150 جنيهًا من متحصلات الواقعة، وتم بإرشاده ضبط البنطال المستخدم في الواقعة وبه آثار دماء ولعاب المجني عليه والهاتف المحمول الذي اشتراه ومبلغ 1000 جنيه من متحصلات الحادث.
كما أقرَّ بإنفاقه باقي المبلغ المستولى عليه على متطلباته الشخصية، وتحرر عن ذلك ملحق للمحضر الأصلي، وتولت النيابة العامة التحقيق.