مصر بين دولة السيسي ودولة الجماعة 36
اندهش العالم وليس فقط المصريون، لأن الرقم الصعب أمام الإخوان، تمثل في المرأة المصرية أكثر من غيرها!!
كان ذلك بسبب ما أفرزته النكسة من أمراض طفت على السطح، وأصبحت تهدد كيان مصر المدنية، ونساءها في القلب منه!!
وعلى الجميع ألا ينسى الأحداث وما تعرضت له نساء مصر وغيرهن من تحرشات مع تلك النكسة، وفي القلب من الميدان، زادت علي مثلها في الماضي، حتى أصبح أغلب رجال مصر يخافون على بناتهم أو زوجاتهم أو أمهاتهم أو أخواتهم من نزول الشارع وحدهُن في أوقات مُعينة أو في أماكن مُعينة في أي وقت.
ولم يكن التحرش مؤلما فقط للإناث والمواطنين ككل، وإنما أيضاً موجع لقلب الوطن حينما ظهرت من بين ضلوعه من يدعين كونهم مُمثلات لنساء الوطن، بينما هن يمثلن الزيف والإفك والضلال!!
لقد ظهرت إناث مصر من دون الرموز المُنتشرين على الفضائيات، في الشوارع، الهاتفين ضد الإخوان، ليُصبحن هن الرموز، لأنهن كُنّ يتكلمن بطريقة طبيعية دون اختيار مُنمّق للكلمات، وبشكل مُباشر دونما مُقدمات.
وكُنّ يظهرن سواءً مُحجبات أو بشعورهن، دونما خجل من هويتهُن المصرية، يتكلمون عن مصر، وبكون الإخوان يخدعون البُسطاء حول كونهم يمثلون الدين، وهم أبعد ما يكونون عنه!!
فنساء مصر يرفضن العودة إلى عصر الجواري والحريم، ويرفضن التمثيلية الركيكة التي تُساق لهن بأن المرأة ستُكرم في عصر الإخوان بأكثر مما مضى، بعد كم الكذب والخداع اللذين ظهرا في أغلب ما قاله الإخوان!!
وبالفعل، اعتدى الإخوان على النساء في تظاهراتهن، بالضرب والسب، لأنهم ليست لديهم حُرمات يصونونها إلا الجماعة، ولا يهمهم الوطن أو مواطنوه، وبالتالي لا يهمهم الدين في حد ذاته، لأن البشر بالنسبة لهم أدوات، للوصول إلى السلطة فقط، يرشونهم وقت الانتخابات وينسونهم في غير تلك من أوقات!!
وحتى من ينتمون لهم، لا يهمونهم في أي شيء، إلا ليستخدمونهم إلى حين، ثم يلقون بهم في أقرب فرصة وأول منعطف إذا ما امتلكوا السلطة، ولكنهم لن يمتلكوها مهما حدث، ليس فقط لأن أغلبية رجال مصر يرفضون سطوتهم، ولكن بالأساس لأن نساء مصر يرفضن ذاك القمع الذي يريدون لمواطني البلاد، وبالذات فيما يتعلق بانتهاك المرأة!!
لقد وقفت نساء مصر، في إطار ثورة في حد ذاته ضد الإخوان، أطلق عليها البعض "ثورة الحريم"، وأراها "الرقم الصعب" بالفعل في مواجهة الإخوان، بما للنساء من أهمية في تلك المسألة، خاصةً أن الإخوان ينظرون إليهن على أنهن فقط للزواج والجنس والإنجاب، وبلا عقول وليسوا بشراً يستوجب النظر إليهن على كونهن شُركاء في المجتمع بالفعل، إلا لو أنهن من نساء الجماعة، ممن يحاولن أن يفرضن رغبة ومشيئة تلك الجماعة الإرهابية على الأمة المصرية!!
وبشعاراتهن البسيطة، مثل "ما تقولش عورة، صوت المرأة ثورة" أو "برة الشعب وبرة الشورى، ليه الست بقت مقهورة" أو "مش محتاجة سين ولا جيم، ستات جدعة مش حريم" أو "مش عايزين المصرية، تبقى مواطنة درجة تانية"، عبر المصريات عن مطالبهن، ولكن يظل مطلبهن الأول أن يرحل الإخوان، ويُصبح بالنسبة لهن كل من يحاول الحوار معهم، وبالذات من تلك الجبهة المشئومة التي تحاول إنقاذ الإخوان، خائن لرغبتهن وتحرير مصر من الاحتلال، حيث الإخوان وكلاء لمشاريع غريبة عن مصر وعن أديان مصر!!
وبصوتهن المستمر، وصوت الأغلبية من الشعب المصري وبالقانون، لن تسقط مصر!!
وللحديث بقية ..
والله أكبر والعزة لبلادي،
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية