اقتلوا مصطفى مجدي أو اطرحوه أرضًا
حالة من الجدل الواسع أثارها إعلان الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم والتعليم الفني عن اختيار مصطفى مجدي الطالب في الأكاديمية البحرية للعلوم والإدارة ضمن فريق معاونيه كمتدرب في الفريق.
عبارات كثيرة سمعتها عن الشاب الصغير الذي أعرفه جيدًا منذ سنوات طوال، منذ أن التقيته في وزارة التربية والتعليم لأول مرة عام 2012، وقت أن اختاره وزير التعليم الأسبق الدكتور إبراهيم غنيم كأصغر عضو في اللجنة التنفيذية العليا للوزارة، وكان وقتها طالبًا في المرحلة الإعدادية، واكتشفته الدكتورة بثينة كشك وقت أن كانت مدير عام إدارة مصر القديمة التعليمية، وكان أحد الطلاب الموهوبين في الإدارة، وقدمته لمسئولي التربية والتعليم وقتها، ومنذ ذلك التاريخ لم يخفت نجم مصطفى مجدي، الشاب النحيف الذي يقفز بقوة نحو تحقيق طموح كبير.
قليلون جدًا يرون أن مصطفى مجدي ربما يكون نموذجًا من نماذج تمكين الشباب، وأنه تجربة لو قدر لها النجاح ربما وجدنا أنفسنا أمام قيادة شبابية في غضون سنوات قليلة، وكثيرون رأوا فيه طفلا أقل كثيرًا من أن يتبوأ هذا المكان، وأنه كيف لشاب لم يبلغ العشرين من عمره أن يصل إلى هذه المكانة، وأن يكون واحدًا من أكثر المقربين من وزير التربية والتعليم الحالي، ولا ينسى هؤلاء أن أول دخول لمصطفى مجدي للتربية والتعليم كان في عهد وزير الإخوان إبراهيم غنيم، ولم يشغل بالهم أن يعرفوا شيئًا عن الخبرات والتجارب التي يمكن أن يكون قد اكتسبها خلال السنوات الماضية، وأننا في عصر ربما يكون بعض الشباب فيه على قدرة علمية أعلى كثيرًا من أصحاب العمر المديد.
الكارهون لوجود مصطفى مجدي فريقان، فريق منهم يرى في الشباب الصغير غطرسة وكبرا في التعامل دون أن يتعاملوا معه أو يعطوا أنفسهم فرصة لاختبار قدرته على الفهم والاستيعاب والمناقشة وتحليل الأمور، وفريق يرى فيه رجسا من عمل الشيطان وهؤلاء يطالبون بطرح مصطفى مجدي أرضًا ويعتقدون أن في ذلك إمكانية للتقرب من شخص الوزير الحالي، وبعضهم يرى أنه مجرد طفل مدلل عليه أولًا أن يهتم بدروسه قبل أي شيء.
اقتربت من الشاب الصغير في عدد من المواقف، ناقشته وتجاذبت معه أطراف الحديث، لم يعد هو ابن الاعدادية الفرح باهتمام المسئولين من حوله، صار كلامه أكثر رزانة ودقة لا يخلو من مسحة صبيانية تنم عن روح سنه الصغيرة، هو تجربة علينا جميعا أن نعطيها فرصتها الكاملة للنجاح، فإن نجحت فنحن الرابحون لأنها ستكون بابًا لانطلاق مزيد من الشباب إلى آفاق رحبة، وإن فشلت فنحن مأمورون بالتجريب من أجل الوصول للحقيقة، وبدلًا من الانبهار بالقيادات الشبابية الغربية، وتولي شباب في الثلاثينيات لمناصب حساسة، علينا أن ندرك أن مثل هؤلاء الشباب لم يصلوا إلى ما وصلوا إليه صدفة، وإنما هم حتمًا قد بدأوا حياتهم العملية في سن مبكرة واكتسبوا خبرات تؤهلهم لتلك المناصب، لا تقتلوا مصطفى واسمعوه فربما كان فيه أمل.