رئيس التحرير
عصام كامل

في الاقتصاد.. التهويل لا يفيد!


لا أحد سوى مغرض يمكن أن ينكر ذلك الجهد الذي قام به البنك المركزى بمساعدة الحكومة في السيطرة على مشكلة نقص النقد الأجنبي (التي نسميها مشكلة الدولار) وحدوث انفراجة في هذه الأزمة، ونجاحه أيضًا في زيادة احتياطيات النقد الأجنبي لتعود تغطى استيرادنا من الخارج لأكثر من ستة أشهر، فضلا عن تحقيق ميزان المدفوعات فائضا مجددا بعد أن كان يحقق عجزا لنحو ستة أعوام مضت، وانخفاض العجز في الميزان التجارى وهو ما أسهم في تحقيق ارتفاع لمعدل النمو الاقتصادي في نهاية المطاف.


ولكن أرجو من السادة الزملاء الصحفيين والإعلاميين ألا يتورطوا في تهويل الأمر وتضخيم هذه النتائج الإيجابية الاقتصادية.. لأنها هي مجرد بداية والطريق للخلاص من مشاكلنا الاقتصادية ما زال طويلا وصعبا.. ولذلك لا يصح تصوير البلاد لأنها صارت نمرا اقتصاديا مثلما حاول بعض المسئولين قبل يناير 2011 أو بالأصح قبل الأزمة الاقتصادية العالمية التبشير بذلك.

إلا الاقتصاد لا ينفع فيه التضخيم أو التهويل؛ لأن المواطن -أي مواطن حتى ولو كان أميا- قادر على أن يحسب مقدار أي إنجاز أو إخفاق اقتصادى بما في جيبه من أموال وبمستوى معيشته.. ابتعدوا عن التهويل والتضخيم حتى يصدقكم الناس.. ولا تنسوا أن المهنية ترفض أي تهويل مثلما ترفض أي تهوين أيضًا.
الجريدة الرسمية