مارك زوكربيرج مرشحا لرئاسة الولايات المتحدة!
تطرق حديث بعض المحللين عن ترقبهم لخطوات الشاب الفذ "مارك زوكربيرج"، مؤسس فيس بوك، خلال جولاته إلى الولايات المختلفة وقد تخوف بعضهم من ترشحه لمنصب الرئاسة بسبب آرائه السياسية الجريئة، وفي مجال حقوق الإنسان والمثليين وتأثيره في قضايا عالمية حساسة وقدرته على نشر فكره، ولكن لن أتحدث عن رأيي الشخصي في "مارك" أو "فيس بوك" على قدر ما سأتوقف عند بعض المحطات التي مروا بها خلال الأسابيع الماضية.
المحطة الأولى: إلى جانب مقابلته للشخصيات السياسية والقيادات العالمية وكان آخرها مع البابا فرنسيس، ورغم أنه صرح بأنه سيجعل من فيس بوك كنيسة ضخمة فهناك العديد من الكتاب الكاثوليك يتهمونه أنه ملحد يروج للمثلية، ويستخدم قوته الناعمة ليؤسس بشكل ما إلى نظام عالمي جديد يصنع كنيسة جديدة مضادة بالاعتماد على الإعلام.
المحطة الثانية: منذ أيام نشرت مجلة فوربس تقريرا تقنيا كتبه كورتيز سيلفر يشرح انتهاك "فيس بوك" لخصوصية مستخدميه وتحليل بياناتهم خاصة عندما نجد قائمة ( أصدقاء قد تعرفهم ) people you may know وقد تطرق التقرير إلى أن "فيس بوك" يراقب المكان كأحد عناصر المعادلات بالإضافة إلى قائمة الهاتف، فرغم أن هناك نظرية تدعي رقم دنبر أن لكل إنسان متوسط ١٥٠ صديقا فنجد أن أصدقاء "فيس بوك" بالآلاف بما يعني أن تعريف الصداقة قد تمت إعادة صياغته، وهناك سؤال يطرح نفسه هل يسجل فيس بوك المكالمات؟! وفي كل الحالات أصبحنا نحن السلعة التي يبيعها فيس بوك للمعلنين الذين يدفعون بسخاء في ظل تنامي أثر فيس بوك مجتمعيًا.
المحطة الثالثة: في شرقنا الأوسط لم نعرف فيس بوك على نطاق واسع إلا بعد ثورة ٢٥ يناير وكيف فعل مالم يتخيله أحد.. ولكن في أمريكا اللاتينية كان له تأثير مختلف، فمنذ أسابيع استطاعت أغنية ديسباسيتو إنقاذ اقتصاد بورتريكو بعد الإفلاس لإعادة جدولة الديون التي بلغت ٧٠ مليارا عن كاهل الجزيرة الصغيرة، ولكن عندما تخطت مشاهدات الأغنية عبر وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من ٢.٥ مليار مشاهدة لتحقق رواجا سياحيا وصل إلى ٤٥٪ زيادة عن المعدل السابق ليشير بقوة إلى تأثير فيس بوك عالميا مع انحسار دور الإعلام التقليدي.
المحطة الرابعة: في مقالات سابقة ناقشنا مستقبل الذكاء الصناعي وانه قد يسبق العقل البشري قبل ٢٠٣٠، وقد نشر موقع "فاستمر ديزاين" عن تجارب "فيس بوك" لتطوير الشبكات العصبية لتطوير برمجيات التفاوض.. لكن يجب أن ندرك أن "فيس بوك" كما أنه يعتمد على الذكاء الصناعي ويطوره فهو أيضًا يدرك متى يجمح جماحه، فلقد أغلق مهندسي "فيس بوك" مشروعا للذكاء الصناعي استطاع اختراع لغته الخاصة، وقد تم رصد اثنين من الروبوتات تتحدث مع بعضها، وهنا يشير توم ماكاي لخطورة هذه الطفرات إذا حدثت بدون ملاحظتها على الذكاء الصناعي المستخدم في المعدات الحربية بما قد يؤدي لخروجها عن السيطرة البشرية وتحالفها إذا اخترعت لغات خاصة بها وهنا نعود إلى تفرد فيس بوك في ذات المجال.
المحطة الخامسة: أمام كل القوة المتنامية للفيس بوك واتهامه بأنه حصان طروادة لهدم نظم الحكم التقليدية وتأسيس نظام عالمي جديد.. صرح أحد أعضاء البرلمان المصري بوجوب فرض ضريبة على استخدامه! معتقدا أنه مجرد برنامج للتواصل الاجتماعي!
فيما سبق طرحت محطات متنوعة وقد يكون البعض متطرفًا لأن الإنسان عدو ما يجهل أو أنه محقا فقد يكون مارك له من الطموح أكبر مما نتوقع وسواء كان القارئ مع أو ضد.. فإن الواقع يقول إن الفتي الوسيم مارك حقق بالتفوق والإبداع القدرة على تحريك دول وأنظمة بما يجعل كل شباب العالم يرونه مثلا أعلى وقدوة وهذه هي القوة الضاربة..