رئيس التحرير
عصام كامل

سجل «فاو» الأسود في مصر.. المنظمة توافق على دخول القمح المسرطن إلى مصر.. وتلوث سمعة صادرات الأسماك.. تدعي كذبًا إصابتها بفيروس «بلطي البحيرات».. وتعتذر عن الخطأ بعد استفاقة الزراعة

فيتو

الأحداث المتتالية أصبحت تدعو للاستغراب والريبة في موقف منظمة الأغذية والزراعة "فاو"، بعد أن تسببت في توريط مصر أكثر من مرة داخليًا أو خارجيًا، وهو ما دفعت مصر ثمنه من تهديد صحة شعبها، بفطر الإرجوت مرة، وتلويث سمعة الصادرات المصرية من الأسماك مرة أخرى.


المنظمة التي أنشئت عام 1945 في مدينة كويبيك بكندا، لعبت أدوارا إيجابية، خلال العقود الماضية؛ من أجل عالم متحرر من الجوع، كما يقول شعارها، لكن مؤخرًا تجاوزت المنظمة كثيرًا في حق مصر، مرة بدور استشاري ومرة بالتحريض ضد صادرات الأسماك المصرية، ثم الاعتذار عن خطئها بعد أن وقعت الفأس في الرأس، وحظرت المملكة العربية السعودية وارداتها من الأسماك المصرية.

فيروس البلطي
الواقعة الأخيرة، بدأت منذ مايو الماضي، عندما نشرت "فاو" عبر موقعها تقرير عن انتشار فيروس بلطي البحيرات، في عدة دول منها مصر، وهو ما نفاه عدد من علماء أمراض النبات في مصر، إلى جانب الدكتور محمد فتحي عثمان الرئيس السابق لهيئة الثروة السمكية، وعضو لجنة إنقاذ البحيرات المشكلة من وزير الزراعة، والذي أكد لـ«فيتو» أن الفيروس لم يثبت علميا ظهوره في مصر، وأن ما يروج هو أبحاث فقط، لم يقطع بصحتها، مشيرًا إلى أن الفيروس لا ينتقل للإنسان.

تصنيف مصر
ورغم تداول الأقاويل منذ مايو، حول خطورة تصنيف مصر كحاضنة لهذا الفيروس، الذي ظهر في إسرائيل أيضًا، وتحذير "فاو" للدول من مراجعة وارداتها من الأسماك القادمة من دول بها الفيروس، إلا أن وزارة الزراعة وأجهزتها المسئولة عن الأمر كهيئة الثروة السمكية لم تحرك ساكنًا، ولم تتصرف حيال الأمر رغم تناوله في الصحافة المحلية والعالمية بشكل واسع.

بلطي البحيرات
قبل أيام فقط، وبعد أن أعلنت السعودية وقف وارداتها من الأسماك المصرية؛ بسبب فيروس بلطي البحيرات، تحركت وزارة الزراعة، ونفت القرار السعودي، وشجبت وأدانت الفاو، رغم أن الأمر معلن قبل شهرين، ولم يحرك المسئولون ساكنًا لإنقاذ سمعة مصر، ومواردها من العملة الصعبة.

واليوم أجرت وزارة الزراعة اتصالاتها بمندوبي الفاو في مصر، وعقدت اجتماعا بين وزير الزراعة الدكتور عبد المنعم البنا، ونائبته للثروة الحيوانية الدكتورة منى محرز، والدكتور إسماعيل جادين مندوب الفاو في مصر، وخلص الاجتماع إلى إعلان خطأ "فاو"، واعترافها بأنها اعتمدت على تقارير غير دقيقية نشرتها على موقعها مايو الماضي.

الإرجوت:

واقعة الإرجوت ليست الأولى للفاو، فقبل أكثر من عام، استعانت وزارة الزراعة بخبيرة من "فاو" لتقييم مخاطر فطر الإرجوت على البيئة المصرية لتصدر الخبيرة تقريرًا، يؤكد أن لا خطورة في دخول الأقماح المصابة بفطر الإرجوت بنسبة 0.5% إلى مصر، وهو ما يخالف التقارير التي أعلنها مهندسو الحجر الزراعي المصري، ومعهد أمراض النبات واللجنة العلمية التي شكلتها النيابة العامة، ثم تعتمد مصر على تقرير خبيرة الفاو بعد ذلك.
الجريدة الرسمية