رئيس التحرير
عصام كامل

«سيناريوهات مافيا رفع أسعار اللحوم في عيد الأضحى».. الترويج لذبح الحمير لضرب المعروض والمستورد.. إضافة دهن الخنزير للمفروم.. و«التموين»: شائعات مغرضة لزيادة الأسعار

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

مع بدء العد التنازلى لحلول عيد الأضحى المبارك لا تهدأ آلة الشائعات وأصحابها ممن يروجون لمسلسل أكاذيب ممنهج، بدأت أولى حلقاته بأكذوبة ذبح لحوم الحمير، وصولا إلى إضافة لحوم الخنزير إلى اللحوم المباعة بالمنافذ، مرورا باختلاق أخبار لا أساس لها من الصحة عن استيراد الحكومة لحوما مصابة بأمراض، وكل هذه الأكاذيب طبعا لصالح زيادة فاتورة الحصول على كيلو لحم بلدى من الجزارين الذين يحصدون مكاسب كبيرة في العيد مع مؤشرات تؤكد أن كيلو اللحوم البلدية سوف يتخطى حاجز الــ 150 جنيها في كثير من المناطق والأحياء الراقية.


لحم الحمير
وتبدأ التفاصيل في ملف ضرب اللحوم المستوردة بالترويج لذبح لحوم الحمير حتى يفقد المستهلكون الثقة في جميع اللحوم المستوردة من مناشئ شتى أو اللحوم المفرومة بما يزيد من درجة ارتفاع مؤشر ترمومتر الأسعار لكون مصر تعانى فجوة غذائية كبيرة في إنتاج اللحوم تضاربت أرقامها بين وزارتى الزراعة التي تحددها بــ 35% والتموين والتجارة الداخلية التي تفيد بأنها 55 % كما أن هناك من ينفخون في الشائعات لتأجيج نيرانها بزعم إضافة لحوم دهن الخنزير إلى اللحوم المفرومة أو استيراد اللحوم من الهند المصابة بديدان الساركوسيست أو ضرب اللحوم وتعذبيها قبل ذبحها بالمجازر أو عدم ذبحها على الطريقة الإسلامية وكلها منغصات على المصريين للهروب إلى محال الجزارة وبما ترتب عليه إغلاق الكثير من مصانع اللحوم في ظل انتشار سحب الشائعات ذات التأثير السلبى على الأسعار.


مدمنو الشو الإعلامي
وما يزيد الطين بلة دخول غير المتخصصين في وسائل الإعلام يتناولون شائعات عن حقيقة الضوابط التي تتم على استيراد اللحوم أو مراقبتها بالسوق المحلى، من خلال تصريحات تصيب الرأي العام بالصدمة بجانب التأثير على سياسة التموين قى الاستيراد من الدول المختلفة التي تتعدد منافذ الجلب منها وهى السودان والبرازيل والهند وأستراليا وأوروجواي.


توسيع المصادر
ولم تعد وزارة التموين من خلال الشركة القابضة للصناعات الغذائية أو الهيئة العامة للسلع التموينية حبيسة الاستيراد من دولة السودان بل زادت من توسيع دول المناشئ من أوروبا، حتى أن ما يثار عن جنون البقر في اللحوم الهولندية يعد مرضا وهميا لكون هولندا مازالت تأكل هذه اللحوم ومعها دول الاتحاد الأوروبي بما يتطلب زيادة إنتاج اللحوم المحلية، من خلال وزارة الزراعة التي بدأت في إحياء مشروع البتلو بعد توقف دام سنوات لمشروع تسمين اللحوم في الصالحية الجديدة وغيرها من المناطق بما زاد من حدة نقص اللحوم بجانب عدم تفعيل القرارات الوزارية التي تمنع ذبح البتلو صغير السن الذي تقل معه نسبة التصافى قبل زيادة الوزن إلى ما بين 350 إلى 450 كيلو جرام.


ضوابط هامة
الخبير البيطرى بالجمعية المصرية للأمم المتحدة الدكتور عصام رمضان، يؤكد أن استيراد اللحوم من البلاد المصدرة لها يخضع لضوابط الإشراف البيطرى والذبح في المجازر من قبل اللجان البيطرية والتأكد من كونها تتم على الطريقة الإسلامية، لافتا إلى أن مكتب الأوبئة الدولى في باريس بفرنسا يحدد خريطة المناطق الموبوءة التي يحظر استيراد اللحوم منها حالة تفشى أمراض وبائية تصيب الحيوانات بجانب أن الإفراج عن رسائل اللحوم التي تحل للبلاد يتم بعد أخذ عينات منها لتحليلها بالمعامل للتأكد من مدى مطابقتها للاشتراطات الصحية والمواصفات القياسية.


وأضاف الخبير البيطري أن طرح لحوم الحمير ضمن اللحوم المفرومة مجرد شائعات تهدف إلى زيادة أسعار اللحوم البلدية، وكذلك تعذيب الحيوانات القوية قبل الذبح بالمجازر كما أن حملات رقابية تتم للرقابة على اللحوم بمشاركة الصحة والطب البيطرى ومباحث التموين لسحب عينات من مختلف أنواع اللحوم المطروحة بالأسواق ولم يثبت أنها تحتوى على لحوم الحمير.


الثروة الحيوانية
وفى ذات السياق، أكد المهندس عبد المنعم خليل مدير الإدارة العامة لمنتجات الثروة الحيوانية بقطاع التجارة الداخلية بوزارة التموين أن شائعة استيراد لحوم هندية مصابة بدودة الساركوسيست لا أساس لها من الصحة لكون هذه الدودة تعيش في القصبة الهوائية للحيوان ولا تستوردها مصر أو حتى الكبدة والأحشاء لأن هذه الدول تحافظ على سمعتها وسوقها التجاري في العالم.. كما أن إضافة دهن الخنزير إلى اللحوم المفرومة كذبة...


أباطرة الشائعات
وتابع: كل ما يتداول شائعات يروج لها المنتفعون من ضرب سوق اللحوم لزيادة الأسعار مع قرب عيد الأضحى لافتا إلى أن الحملات الرقابية على أماكن ومصانع ومحال اللحوم والثلاجات لا تتوقف مع أخذ عينات من اللحوم حال الشك الظاهري في صلاحية اللحوم لتحليلها بالمعامل المركزية لوزارة الصحة حرصا على تأمين سلامة طرح اللحوم بالأسواق للمستهلكين محذرا من توجيه اتهامات إلى الدول التي يتم الاستيراد منها لكونها تنعكس على سمعة مصر بأنها بلد تصدر المشكلات لكون من يتحدثون عن ملف اللحوم ليسوا أهل اختصاص أو خبرة للتوافر لديهم المعلومات الصحيحة التي يطلون بها على المواطنين من خلال شاشات الفضائيات.


المستغلون يركبون الموجة
ولا يخفى يوسف الباسومى، نقيب الجزارين أن ما يشاع عن طرح لحوم الحمير لدى محال الجزارة غير صحيح على الإطلاق لكونها نوعا من الترويج لشائعات تنعكس سلبا على المواطنين لصالح بعض المستغلين لخلق أزمات فالحمير المذبوحة لم يثبت طرح لحومها بمحال الجزارة على الإطلاق وهذه الاتهامات تزيد من ارتفاع فاتورة أسعار كيلو اللحم الذي من المتوقع أن تتجاوز 150 جنيها في عيد الأضحى ما لم تطرح التموين من خلال منافذها بالمجمعات الاستهلاكية والشوادر كميات كبيرة من اللحوم للحد من أسعار القطاع الخاص التي بدأت تتحرك نسبيا مع قرب حلول العيد.
الجريدة الرسمية