رئيس التحرير
عصام كامل

سيناء على خريطة السياحة الدينية.. الترويج للوادي المقدس طوى.. تحديد عيون موسى.. إحياء مسار العائلة المقدسة.. الكشف عن جبل التجلي.. ودير سانت كاترين «بالقائمة»

الوادي المقدس طوى
الوادي المقدس طوى

يعتبر اختيار محافظة جنوب سيناء عاصمة للسياحة الدينية هذا العام، ومقرا للمؤتمر الذي سيعقد بمشاركة الدول العربية والإسلامية بشرم الشيخ في سبتمبر المقبلk فتحا جديدا للسياحة المصرية يساهم في حل الأزمة السياحية التي تواجهها مصر على مدى الـ6 سنوات الماضية، وذلك إذا تم الاستفادة من ذلك في تنفيذ مشروعات السياحة الدينية للمناطق التي توجد في مصر والترويج لها سياحيا.


وأكد خبراء السياحة أن اختيار جنوب سيناء عاصمة للسياحة الدينية يفتح المجال أمام استغلال الأماكن الدينية التي تزخر بها المحافظة، والكفيلة بتحويلها إلى قبلة لأصحاب الديانات السماوية الثلاث، وتحقيق دخل سياحي يفوق ما تحققه أنواع السياحة الأخرى مجتمعة.

الأماكن المقدسة
 اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، قال إن هناك العديد من الأماكن الدينية المقدَّسة بمدن جنوب سيناء، على رأسها الوادى المقدس طوى الذي يعتبر أطهر بقاع الأرض، وأقدس الأماكن على ظهر الكرة الأرضيّة، مشيرا إلى أن هذا المشروع لو تم تنفيذه سيحول مصر بصفة عامة وجنوب سيناء بصفة خاصة إلى قبلة للمسلمين والمسيحيين واليهود طوال العام، لأن هذا المكان يحظى بتقديس في جميع الأديان والكتب السماوية.

وأضاف فودة أنه سيتم الإعداد من الآن لتجهيز مشروع الوادىً المقدس لطرحه خلال المؤتمر، الذي يشارك فيه عدد كبير من الدول العربية والإسلامية، ويضمن المشروع رموزا للديانات السماوية الثلاث، وسيتم تحديد المكان الأساسى من خلال لجنة مكونة من علماء المسلمين والمسيحيين واليهود وخبراء الآثار.

وأشار إلى أنه سيتم أيضا الكشف عن عيون موسى الحقيقية الموجودة بمنطقة راس سدر، والعمل على إحيائها، وتطوير المنطقة بالكامل لتكون أحد المزارات المهمة للسياحة الدينية للعالم أجمع، كما يوجد في منطقة راس سدر أيضا وادي الغرندل الذي يحتوى على بعض النقوش والآثار المهمة، بالإضافة إلى وجود أهم الأديرة المسيحية القديمة بها والتي تحظى بإقبال كبير من رجال الكنائس والأديرة الأخرى.

الآثار الدينية
وقال الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام الآثار بجنوب سيناء: إن المحافظة تحتوى على أكثر الآثار الدينية وأقدسها على مستوى العالم، حيث يوجد بها جبل التجلى الذي تجلى عليه الله سبحانه وتعالى، كما يوجد بها المكان الذي اختاره رب العالمين ليكلم بشرا، وهو نفس المكان الذي قدسه الله دونا عّن أي بقعة على وجه الأرض، الأمر الذي يجعل لهذا المكان قدسية لجميع البشر، لأن التقديس هنا ذاتي، وقد قال الله تعالى مخاطبا النبي موسى: "إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ ۖ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى"، الأمر الذي يؤكد أن قدسية هذا المكان جاءت من الخالق عز وجل وهو الأعلم بما خلق، فلا يوود أي مكان على وجه الأرض يتمتع بهذه القدسية مثل وادى طوى.

الوادي المقدس
وأوضح أن هذا الوادي المقدس يبعد عن عيون موسى نحو 25 كيلو متر في اتجاه الطور، مستدلا على ذلك بأن سيدنا موسى وبنى إسرائيل تحركوا للقاء رب العالمين من مقر إقامتهم من عيون موسى قبل الميعاد بيوم، مشيرا إلى أن الإنسان الطبيعي في هذا العصر كان يقطع حوالى 25 كيلو متر سيرًا في الْيَوْمَ، وبالتالي فان الأمر يحتاج إلى تحديد الوادى المقدس بدقة من خلال أجهزة الاستكشاف عن بعد، حتى يمكن تنفيذ المشروع في المكان المستهدف.

وأضاف ريحان أن المحافظة تحتوى أيضا على طريق الحج القديم، والذي مازال يحتوى على بعض الآثار والخدمات التي أقامها الملوك والأمراء لخدمة حجاج بيت الله الحرم من مصر وشمال أفريقيا بالكامل، كما يوجد به أيضا عدد كبير من نقاط العائلة المقدسة في جنوب سيناء، بالإضافة إلى دير سانت كاترين الذي يحتوى على آثار ونقوش تؤكد أن مسيحيى العالم من الكاثوليك يعتبرون زيارة هذا الجبل ودير سانت كاترين من مناسك الحج المسيحية.

وقال أحمد شكرى رئيس قطاع السياحة الدولية: إن مثل هذا المؤتمر يعد بداية حقيقية لوضع مصر على خريطة السياحة الدينية الدولية، لأن المحافظات المصرية بصفة عامة وجنوب سيناء بصفة خاصة تحتوى على آثار ومزارات وأماكن مقدسة لجميع الديانات السماوية، ويهتم بها أكثر من 6 مليارات شخص على مستوى العالم، وبالتالي فان إعداد تلك المناطق للزيارة سيجلب لمصر أعدادا كبيرة من السائحين.

وأشار إلى أن الدراسات تؤكد زيادة الإقبال على السياحة الدينية في جميع دول العالم، ولذلك يجب أن يتم إعداد مشروعات لتطوير تلك الأماكن المقدسة، وعلى رأسها الوادى المقدس مزودا بدراسات الجدوى والمشروعات والخدمات حتى يتم الخروج بقرارات تنفيذية لتلك المشروعات، وليس مجرد توصيات يتم تعطيلها من خلال الجهات المختصة.

وأوضح أن وزارة السياحة سوف تشارك في هذا المؤتمر الهام، حيث سيتم عرض إحصائية لتوجهات حركة السياحة العالمية، ونسبة السياحة الدينية التي تشهد إقبالا عليها مع تقديم قائمة لأهم الأسواق المستهدفة للسياحة الدينية، والتي تم تحديدها في ضوء الترويج لمسار العائلة المقدسة في مصر، مشيرا إلى أن هيئة تنشيط السياحة ستبدأ بعد المؤتمر مباشرة في الترويج لتلك المناطق، والتعريف بها من خلال الحملات الترويجية والمؤتمرات.

وزير الأوقاف
وقال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف: إن سيناء مؤهلة لكي تكون عاصمة عالمية للسياحة الدينية، مضيفا أن مصر مؤهلة للانطلاق في مجال السياحة النوعية والدينية المتميزة، لأنه من النادر أن تجد بلدا تجتمع فيه كل هذه المعالم الدينية.

وأشار "جمعة" إلى أن اختيار سيناء لهذا العمل جاء لما تتمتع به من مكانة كبيرة، حيث احتضنت الأديان السماوية الثلاث، ويمكن من خلال المؤتمر نشر التسامح الديني والتعايش السلمي، من خلال قوة مصر الناعمة، التي تتمثل في دور الأزهر والأوقاف والكنيسة، وما تتميز به مصر من إبداع راق وهادف.

وأكد جمعة أن اختيار سيناء عاصمة السياحة الدينية، يرجع إلى أنها تتميز بتاريخ فريد، كما أنها احتضنت الأديان السماوية الثلاثة، ومن المعالم الفريدة الجديدة في المحافظة مسجد الصحابة الذي يعتبر تحفة معمارية فريدة، مؤكدا أن المؤتمر سيكون رسالة قوية للخارج لنشر التسامح الديني والتعايش السلمي، وكذلك نشر السلام العالمي.
الجريدة الرسمية