رئيس التحرير
عصام كامل

قافلة مجلس حكماء المسلمين تواصل بث التنوير بكولومبيا.. «تقرير»

فيتو

واصلت قافلة السلام الموفدة من قِبَل مجلس حكماء المسلمين إلى كولومبيا أمس الخميس، أعمالها لليوم الثالث؛ حيث عَقدت القافلة لقاءات مفتوحةً مع الشباب بجامعة إدارة الأعمال (EAN)، بالعاصمة «بوجوتا».


كما عقدت القافلة لقاءات مع شباب جامعة "سانت توماس" وهي أقدم جامعة في كولومبيا، وذلك لليوم الثاني على التوالي، وذلك بعد أن طَلبت الجامعة عقْدَ ندوةٍ أخرى؛ نظرًا لاستفادة الطلاب من ندوةِ اليوم الأول بالجامعة التي فندت الفكر المتطرف.

ونظمت القافلة ندوات ومؤتمرات عن السلام والمواطنة في هذا الشأن، بأحد فروع الجامعة داخل العاصمة، وشاركت أمس الأول الأربعاء، ضمن فعالياتها في لقاءات في جامعة "سانتو توماس"، ولقاء مع معهد "تيو ساكيو" بحضور ممثلين عن حركة "فارك" التي تخلت عن سلاحها وأعلنت اتفاق السلام الموقع مع الحكومة الكولومبية في نوفمبر الماضي.

وفي جامعة إدارة الأعمال، قدّم أعضاء القافلة نُبذةً تعريفيّةً عن الأزهر الشريف كمؤسسةٍ دينية تعليمية دعوية، وعن مجلس حكماء المسلمين كمؤسسةٍ تضم نخبة من علماء الدين الإسلامي تتميز بالحكمة والعدالة والوسطية والاستقلال، وتطرّقوا للحديث عن مشروع قوافل السلام التي تجوب قارّاتِ العالَم؛ لنشر ثقافة الحوار وإرساء السلام، حيث تضم القوافل علماء وشباب الباحثين بالأزهر الشريف، كما أجاب أعضاء القافلة عن استفسارات الطلاب حول حقيقة الإسلام وعَلاقته بالأديان الأخرى، ومدى انسجام الثقافة العربية مع الثقافات الأخرى.

وفي جامعة "سانت توماس"، عَقدت القافلة لقاءين منفصلين، ودارت أسئلة اللقاء الأول حول القضية الفلسطينية وطرق تحقيق السلام المنشود في فلسطين، وجهود الأزهر لحل القضية الفلسطينية، وأَخذت ظاهرة "الإسلاموفوبيا" وقتًا طويلًا خلال النقاشات، حيث أكد أعضاء القافلة أن هذا المصطلحَ لا يخدم إلّا جماعاتِ عنف وإرهاب تتخذ من الدعوات التي تنادي بهذا المصطلح وسيلةً لتنفيذ أهدافها الخبيثة وتبرير عملياتها الإجرامية، مشيرين إلى أن استخدام مصطلح "الإسلاموفوبيا" لا يختلف عن استخدام النصوص الدينية في تنفيذ عمليات إرهابية لا يُقرها عُرف ولا دين، موضحين أنه ليس في صالح البشرية أن يكون هناك متطرفون مِن أي ديانة، ولكن ينبغي أن يسود الود والاحترام المتبادَل بين أتباع الديانات وإعلاء قِيَم الحوار والتعايش المشترك.

وطرح الطلاب أسئلة حول مصطلح "الجهاد"، وأنهم يلاحظون عبر ما يُبثّ بوسائل الإعلام أن الجماعاتِ الإرهابيّةَ تَستخدم هذا المصطلحَ لتنفيذ أعمالهم الإجرامية، وهو ما أجاب عنه أعضاءُ القافلة بأن الجهاد لم يُشرع في الإسلام إلّا للدفاع عن النفس، كما تساءل بعض الطلاب حول استخدام "داعش" والجماعات المتطرفة لآياتٍ قرآنيّةٍ قبل تنفيذ عملياتهم الإرهابية، وهو ما رَدّت عليه القافلة: بأن هذه النصوصَ مُجتزئة من سياقها، كما أن هذه الجماعاتِ تَعتمد على التفسيرات المنحرفة عن صحيح الدين.

وكان آخِرُ الأسئلة حول الحملات الدعوية والتوعوية التي توضّح للناس حقيقةَ الدين، ومدى انتشار هذه الحملات في مناطق نائية لا يصل إليها الإنترنت، والمجتمعات التي تحتاج إلى دورٍ أكبرَ مِن جانب المؤسسات الدينية، حيث قال أعضاء القافلة: إن الأزهرَ الشريف يُطلق بشكلٍ دَوريٍّ ومُكثّفٍ قوافلَ دعويةً داخل مصر وخارجها، لا سيّما إلى الدول الأفريقية لنشر صحيح الدين ونبذ العنف والتطرف بين أبناء المجتمعات، كما وزع أعضاء القافلة كتبًا تُبرز قِيَم وتعاليم الدين الإسلامي لأتباعه وطرق التعامل مع الآخر، وهو ما أثنى عليه الطلاب مبدين رغبتهم في استمرار التواصل مع الأزهر من خلال منصاته الإعلامية عبر الإنترنت.
الجريدة الرسمية