سياسيو العالم يصلون أمام حائط البراق لمطامع شخصية.. مرشحو الرئاسة الأمريكية يزورونه لحشد أصوات اليهود.. ترامب يؤكد دعمه للصهاينة.. ورئيس وزراء إثيوبيا يتوسل تل أبيب للعودة إلى بلاده
"حائط البراق" هو أحد أهم المواقع المقدسة لدى المسلمين، فمنه عرج الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم" إلى السماء؛ ولكن تحاول دولة الاحتلال الصهيوني بشتى الطرق تهويده، فتارة تزعم أنه يعود إلى عهد الملك سليمان، وتارة تقرر أنه موقع لصلاتهم التي تأخذ شكل البكاء والنحيب، وبالتالي حولت اسمه إلى "حائط المبكى".
بكاء الرؤساء
وتحرص دولة الاحتلال على أن يمر زوارها من الرؤساء والسياسيين بحائط البراق لتؤكد للعرب والمسلمين والعالم أجمع تهويده رغم تأكيد لجنة دولية مختصة بأنه والمنطقة المحيطة به ملك للمسلمين، وآخر الرؤساء الذين زاروه هو "دونالد ترامب" رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الحليفة الأولى لتل أبيب.
أصبح "دونالد ترامب"، خلال جولته الشرق أوسطية مايو الماضي عندما زار المملكة العربية السعودية وإسرائيل، أول رئيس أمريكي يزور حائط البراق في منصبه، وحرص على ارتداء القلنصوة اليهودية السوداء، ووضع يده اليمنى على الحائط ثم وضع ورقة بين حجارة الحائط، وعادة ما تتضمن الأوراق صلوات أو أمنيات- بحسب التقليد المتبع-.
تأكيد الدعم
ولأنه من أكبر داعمي دولة الاحتلال حتى قبل توليه رئاسة الولايات المتحدة والدليل كشفت عنه صحيفة "هآارتس" الإسرائيلية يوم 4 مايو الماضي عندما ذكرت أنه لم يعارض في الماضي نقل اليهود من الأراضي المحتلة أثناء الحرب وإعادة توطينهم في أراضي أخرى، مشيرةً إلى تدوين اسمه على جدار المتبرعين لإعادة توطين الإسرائيليين الذين كانوا يعيشون في سيناء وطُردوا منها في أوائل الثمانينات من القرن الماضي بموجب اتفاقية السلام الموقعة مع مصر عام 1979، حرص ترامب على التعبير عن ذلك من خلال التوجه إلى موقع الحائط بمفرده دون أن يرافقه أي مسئول إسرائيلي وتوجه معه فقط الحاخام " شموئيل رابينوفيتز" المسئول عن الحائط البراق الذي يقع في القدس الشرقية وتقر الولايات المتحدة ودول العالم بأنها أرض فلسطينية محتلة.
مرشحو الرئاسة
وبما أن إسرائيل هي قطعة أرض أمريكية في منطقة الشرق الأوسط، يحرص المرشحون لرئاسة الولايات المتحدة على إثبات ولائهم للإسرائيليين مثلهم مثل الأمريكيين من خلال زيارة تل أبيب، وبالتأكيد زيارة حائط البراق- أو حائط المبكى كما يزعمون- أثناء حملاتهم الانتخابية مثل الرئيس السابق باراك أوباما عام 2008 عندما وضع هو الآخر ورقة صلاة بين أحجار الحائط، وسبقه في ذلك الرئيس الأسبق جورج بوش عام 2005، وقبله "بيل كلينتون".
وعلى الرغم من عدم زيارة "أوباما" للحائط خلال حملته الانتخابية الثانية عام 2012 وزيارته من قبل المرشح الجمهوري المنافس آنذاك " ميت رومني" تزامنًا مع الجولة التي يقوم بها في إسرائيل لحشد دعم الأصوات اليهودية قبل بدء الانتخابات، إلا أن استطلاعات الرأي أشارت إلى تفضيل يهود أمريكا لأوباما، وبالفعل فاز الأخير بولاية ثانية.
نفوذ روسيا
أما زيارة الرئيس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحائط البراق، عام 2012، فقد أثارت استياء الدول العربية والإسلامية لتصريحه أن التاريخ اليهودي محفور في حجارة القدس.
وعلقت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" على تصريحه قائلة: "نقول لبوتين إن حائط البراق هو وقف ومعلم إسلامي خالص، وهو جزء لا يتجزأ من المسجد الأقصى المبارك، ولا حق لغير المسلمين في هذا الحائط أو في المسجد الأقصى المبارك، وكل الحقائق التاريخية والوثائق الدولية تؤكد إسلامية حائط البراق ومنها لجنة شو البريطانية".
وذكر العديد من المحللين أن بوتين فضل زيارة إسرائيل بعد توليه رئاسة روسيا محاولةً منه لإعادة النفوذ الروسي بالمنطقة والذي تراجع خلال ولاية سلفه الذي اعتزم التركيز على شئون بلاده الداخلية وتحسين مستواها الاقتصادي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
العودة لإثيوبيا
وآخر المسئولين الذين زاروا حائط البراق وصلوا أمامه بالقلنصوة اليهودية حتى يومنا هذا، هو رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين الذي سافر إلى دولة الاحتلال للقاء نظيره الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم 5 يونيو الماضي، عندما أشاد بالعلاقات التاريخية بين بلاده وإسرائيل، مشددًا على دعم بلاده لدعوة إسرائيل إلى قارة أفريقيا وتعزيز العلاقات بينهما، فضلا عن مواجهة البلدين التحديات المشتركة في محاربة الإرهاب، والتطرف، وتغير المناخ.
وتزامنت زيارة هيلي ماريام "ديسالين" لإسرائيل مع الذكرى الخمسين لاحتلال الصهاينة للقدس الشرقية وسيطرتهم بعد ذلك على حائط البراق عام 1967.