رئيس التحرير
عصام كامل

العالم تحت رحمة «المقاول» و«المجنون».. دونالد ترامب يستفز «كيم جونج أون» بفرض عقوبات جديدة.. توقعات بضربة صاروخية ضد «يانج».. والكوريون الشماليون يستعدون لتصفية

فيتو

لا يهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عواقب استفزازه لزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون من وقت لآخر بفرض عقوبات اقتصادية، وتحريض دول الجوار عليه، وتهديده بضربة نووية ردًا على أي اختبار صاروخي جديد.


ومنذ تصاعد الأزمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بدأت الصحف والمراكز البحثية حول العالم تتحدث عن سيناريوهات لحرب عالمية ثالثة، ويبدو أن «ترامب» لا ينوي احتواء الأزمة والتعامل مع المجنون والعنيد «أون» بطريقة مختلفة ربما تجدي نفعًا معه، فآخر استفزازته أعلن عنها البيت الأبيض أول أمس بتوقيع الرئيس على مشروع قانون يفرض عقوبات على بيونج يانج.

ضربة مباشرة
وربما يقرر ترامب وسط تعنت الصين بفرض عقوبات على جارتها كوريا الشمالية خاصة بعد توجيه بيونج يانج صاروخًا سقط في المنطقة الصناعية اليابانية، أن يكون رد فعله المقبل هو ضربة صاروخية كالتي فعلها ضد قاعدة جوية في سوريا.

وإذا اضطر ترامب للجوء إلى هذا الرد، ربما ينقلب العالم بأسره رأسًا على عقب، فمن المعروف أن شخصية وطباع سكان كوريا الشمالية تبلورت في بوتقة الحرب الكورية الرهيبة، عندما دمر الأمريكيون البلاد بالكامل وقتلوا الملايين، وقبل ذلك كان هناك الاستعمار الياباني الذي لم يرحم السكان المحليين. وبسبب ذلك قرر الكوريون الشماليون أن بلادهم لن تخضع لأي غريب بعد الآن وفي حوزتهم يوجد سلاح نووي سيستخدمونه عند الضرورة بدون أي تردد. بالإضافة لذلك تشتعل نفوس الكوريين الشماليين برغبة تصفية الحساب بالكامل مع اليابانيين والأمريكان وحلفائهم في جنوب شبه الجزيرة، وفقًا لما ذكره الكاتب والمترجم الإسرائيلي الروسي إسرائيل شامير.

وكان ترامب أرسل قوة جدية إلى شواطئ كوريا بما في ذلك السفن والأسلحة النووية- وهي الأكبر منذ الحرب على العراق في 2003- تتكون من حاملة طائرات «كارل فينسون»، وعلى متنها نحو 70 مقاتلة ومروحية، بينها 24 قاذفة من نوع "F/A-18"، و10 طائرات للتزويد بالوقود، و10 طائرات مضادة للغواصات من نوع "S-3A "، و6 مروحيات تكتيكية مضادة للغواصات من نوع "SH-3H"، و4 طائرات للاستطلاع اللاسلكي من نوع "EA-6B "، و4 طائرات للإنذار المبكر والتحكم من نوع "E-2".

وفي أبريل الماضي اختبر الأمريكان بشكل استعراضي أقوى قنبلة غير نووية لديهم - في أفغانستان. وتمكنوا قبل ذلك بقليل من كسب ورقة رابحة - رشوة الزعيم الصيني بالوعد بأنهم لن يطالبوه لاحقا برفع سعر اليوان بالنسبة للدولار.

توعد الكوريين الشماليين
ونوه الكاتب الإسرائيلي الروسي إسرائيل شامير، بإدراك سكان الشمال خطورة الخطط الأمريكية تجاه بلادهم –تدميرها وإخضاعها، ولكن الجميع يعلمون أن نجاح الولايات المتحدة ارتبط دائما بضعف وتردد الخصم، لقد خشي صدام حسين قصف القواعد الأمريكية القريبة، ولكن من دون جدوى – لقد أعدم في المحصلة ودمر العراق، ووافق معمر القذافي على نزع سلاح تحت التهديد – ولكن رغم ذلك دخلوا بلاده وقتلوه. وقبل الرئيس السوري نزع الأسلحة الكيميائية، ورغم ذلك استمرت الحرب ضده.

وأكد الكاتب، المعادي للصهيونية، أخذ الكوريون الشماليون كل ذلك بالاعتبار ولذلك لن يقبلوا بنزع سلاحهم بل سيذهبون إلى الموت وسيقتلون خلال ذلك كل من سيهاجمهم. وفي حال استخدام السلاح النووي في تلك المنطقة فسيقتل الملايين من البشر بدون أي سبب أو فائدة سياسية أو عسكرية.
الجريدة الرسمية