رئيس التحرير
عصام كامل

أحدث وسائل المؤسسات الدينية لمواجهة الإرهاب.. الأزهر يدشن مكاتب الفتوى بمحطات المترو.. الإفتاء تستخدم الأفلام القصيرة والرسوم المتحركة.. والأوقاف تعيد فتح معسكر أبو بكر الصديق للرد على الشبهات

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تسارعت في الفترة الأخيرة وتيرة العمليات الإرهابية من خلال سعي الجماعات الإرهابية لنشر الأفكار المتطرفة والمغلوطة بين الشباب، وكان على المؤسسات الدينية تطوير وسائلها لمواجهة تلك الأفكار المغلوطة والتصدي لمحاولة هذه الجماعات، ويأتي ذلك تزامنا مع تطوير الجماعات الإرهابية للوسائل التي تستخدمها سواء من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو استخدام بعض الوسائل الإعلامية المعنية.


مكاتب الفتوى
وكانت آخر تلك الوسائل هو ما أعلن عنه مجمع البحوث الإسلامية عن تدشين مبادرة مكاتب الفتوى والمعروفة إعلاميا بـ«أكشاك الفتوى».

وأكد الدكتور محيي الدين عفيفي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، أن الهدف من مقرات الفتوى المتنقلة الموجودة بمحطات المترو هي حماية المواطن، من الفتاوى المضللة التي تستخدم في العنف والتطرف والقتل والتكفير واستهداف الكنائس، وتابع قائلا: «نحن نريد أن نواجه الفكر المتطرف».

وأضاف في تصريحات خاصة لـ"فيتو" أن وجود المشايخ التابعين للمجمع في مثل هذه الأماكن ييسر على المواطن في الإجابة على أي مسألة أو أي أمر ديني يشغل ذهنه في حالة تعذر وصوله إلى لجنة الفتوى الرئيسية بالجامع الأزهر أو دار الإفتاء، لافتا إلى أن تلك تكليفات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، هي النزول إلى المواطنين في أي مكان.

وأشار أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، إلى أن المجمع وضع خطة محكمة وإستراتيجية للتلاحم مع المواطنين في أي مكان، وحمايتهم من أي أفكار متطرفة، وذلك من أجل استرداد المساحات التي شغلتها الجماعات المتطرفة وجماعات الغلو التي تستخدم الدين لتنفيذ أجندات معينة، مشددًا على أن مجمع البحوث الإسلامية يدعم جهود الدولة في محاربة الإرهاب.

دار الإفتاء
وفي سياق متصل أعلنت دار الإفتاء عن الانتهاء من خطة إستراتيجية تتداخل مع المؤثرات التي يتأثر بها المتطرف، وذلك للقضاء على هذا الفكر في مهده قبل أن يتحول إلى عمل مسلح على أرض الواقع يستهدف أمن الوطن وحياة الأبرياء، وذلك من خلال عدد من الأطر والبرامج والخطوات التي يتم العمل بها وتطبيقها بشكل دقيق ومتوازن، عبر عدة محاور، تتمثل في تشريح دورة بناء الإرهابي، الذي يهدف إلى تشريح عقلية المتطرف ونفسيته.

وأشارت إلى أنه يتم كشف التداخل مع المؤثرات التي يتعرض لها ويتأثر بها، وإنشاء مكتبة إلكترونية عن التطرف والإرهاب، تعمل على إدخال عدد من العناصر الحديثة، منها موسوعة التكفير، ووحدة الرسوم للرد على الإصدارات التي تنشرها «داعش».

الرسوم المتحركة
ومن أهم بنود تلك الإستراتيجية هي وحدة الرسوم المتحركة والأفلام القصيرة، وهي الوحدة التي أنشئت بقرار من الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، وهي وحدة تكنولوجية متخصصة لإنتاج أفلام رسوم متحركة وقصيرة لبلورة ردود قصيرة على دعاة التطرف والإرهاب في قوالب تكنولوجية حديثة تمكنها من الوصول إلى الشرائح المتعددة، خاصة فئات الشباب، وترد على الدعاية المضادة والمضللة من جانب الجماعات المتطرفة التي تنشط في مجالات التكنولوجيا والتصوير.

وتهدف هذه الخطط إلى تشريح عقلية المتطرف ونفسيته، والتداخل مع المؤثرات التي يتعرض لها ويتأثر بها؛ سعيًا لوقف تسلسل تلك المراحل التي تؤدي بالمتطرف للتحول إلى عنصر إرهابي يسعى بكل قوة وعزيمة للإضرار بالغير نفسيًا ومعنويًا.

وأشارت الإفتاء إلى عقد جلسات العصف الذهني لخبراء في مجالات علم النفس، والعلوم الشرعية وخبراء الأمن والمتخصصين في شئون الجماعات الإرهابية والراديكالية، إضافة إلى عدد من المتخصصين في تحليل السياقات السياسية والاقتصادية لدورة تشكيل الإرهابي، للخروج بدليل إرشادي يحتوي على إجابات محددة وواضحة فيما يتعلق بكيفية تشكيل العناصر الإرهابية وتكوينها، والمراحل التي يمر بها المتطرف، بداية من التشدد، ووصولًا إلى العنف والتفجير، وكيف يمكن وقف تلك المراحل، والأدوات الضرورية للتصدي لكل مرحلة، والخيارات المطروحة للتعامل مع المتطرفين والتكفيريين.

هدف المشروع
ويهدف ذلك المشروع إلى إعداد دليل استرشادي يوضح كيف ينشأ الإرهابي والمراحل العامة التي يمر بها والمسارات التي يقطعها، وصولا إلى تنفيذ العمل الإرهابي وممارسة العنف والعمليات الانتحارية، ودراسة المؤثرات الداخلية والخارجية الدافعة في هذا الاتجاه، والسياقات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والسياسية المصاحبة لذلك، إضافة إلى المدركات والمفاهيم المعتَقَدة والمتداولة في عقلية المتطرف والتي تؤدي دروها في دفعه نحو التحول إلى إرهابي ينتظر الفرصة ليوقع القتلى والجرحى.

معسكر أبو بكر الصديق
كما أعلنت وزارة الأوقاف عن عودة معسكر أبو بكر الصديق بعد توقفة عدة أعوام، وأشارت إلى أن من أحد الأهداف الرئيسية لعودة المعسكر هو تثقيف الدعاة وتدريبهم حتى يتمكنوا من التصدي للأفكار المتطرفة التي تسعى بعض الجماعات بثها بين الشباب.

وقال الدكتور عبد الله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الأئمة والدعاة هم خط الدفاع الأول وتعتبر مهمتهم كمهمة القوات المسلحة والشرطة في الدفاع عن عقول الناس وأضاف: "إذا كانت الشرطة والجيش يدافعون عن حدود الوطن وعن أبدان الناس وممتلكاتهم فالدعاة يدافعون عن عقول الناس من الأفكار الدعوية الهدامة والمتطرفة".

وأكد النجار في تصريحات خاصة لـ"فيتو" أن عودة معسكر أبي بكر الصديق إنجازا كبيرا لتخريج داعية منفتح وقادر على أن يواجه متطلبات العصر وذلك من دورات تدريبية وتثقيفية للأئمة والدعاة حتى يتمكنوا من صد الأفكار المتطرفة.
الجريدة الرسمية