رئيس التحرير
عصام كامل

طريقة استقبال"مرسى" فى روسيا تثير جدل الأوساط السياسية.."على": عدم استقبال "بوتين" له يؤكد أن من رتب للزيارة الإخوان.. "إسحق": ارتضى لنفسه من قبل حينما زار قطر.."مبروك": لأنه رئيس "مهزأ"

استقبال مرسى فى روسيا
استقبال "مرسى" فى روسيا - أرشيفية

زِيارَة الرئيس محمد مرسى إلى روسيا أول أمس الجمعة، تثير جدلاً واسعًا فى الأوساط السياسية بسبب استقبال موظف بدرجة وكيل وزارة فى المطار له؛ ليصبح ذلك الموقف حديث الشارع المصرى، ويؤكد عدد من الخبراء والدبلوماسيين أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين استصغر مكانة نظيره المصرى، لذلك تجاهله، ولم يقم باستقباله فى المطار.


ففى هذا الصدد، قال عبد الرحيم على، الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية ومدير المركز العربي للدراسات، إن عدم استقبال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين للرئيس المصرى محمد مرسى، يؤكد أن الزيارة رتبت لها جماعة الإخوان، ولم تشرف عليها الدبلوماسية المصرية، وكشفت عن أن الرئيس المصرى يتعامل فى ملف العلاقات الخارجية بفكر "أمير الجماعة" لا رئيس دولة.
وأضاف الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، أن موسكو طول الوقت تنظر إلى جماعة الإخوان على أنها منظمة إرهابية، وأقرت ذلك بقانون رسمى، ووجدت نفسها تستقبل رئيس دولة عضوٌ فى هذه المنظمة، موضحًا أنه بسبب ذلك جاءت طريقة الاستقبال من الجانب الروسى. كما أكد على أنه لا يمكن أن نلوم دولة بحجم روسيا على طريقة استقبالها لرئيس دولة استبق زيارته لها بطلب القروض، مشيرًا إلى أن حالة التسول التى باتت مصر عليها دفعت فى وقت سابق دولة حجمها أقل من حى شبرا فى القاهرة – قطر- لأن تستقبل رئيس مصر بطريقة مماثلة، ولم يذهب أميرها لاستقباله.

ومن جانبه، قال جورج إسحق، القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، إن عدم استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لـ"مرسى" يقلل من قيمة مصر الدولية، مشيرًا إلى أن الرئيس المصرى هو من ارتضى لذاته وللدولة تلك المعاملة وطريقة الاستقبال من قبل رؤساء الدول الأخرى، مؤكدًا على أن الدول الأخرى تنظر فى المقام الأول للوضع الداخلى لدولة مصر، وعليه تكون المعاملة على قدر نجاحه داخليّا، وبما أن مرسى فاشل داخليّا إلى أبعد الحدود فهذه طريقة استقباله من طرف الإدارة الروسية، والدليل على ذلك انفلات الشارع المصرى المتزامن.
وأشار "إسحق" إلى أن طريقة استقبال الدكتور محمد مرسى فى روسيا تعكس جهله بالقواعد البروتوكولية فى الزيارات المتبادلة ما بين المسئولين الرسميين للدول الأجنبية، وهذا غير مقبول على الإطلاق، مؤكدًا على أن الرئيس ارتضى لنفسه ذلك من قبل، حينما زار قطر ولم يستقبله أحد من المسئولين؛ لأنه من المفترض ألا يرتضى غير أمير الدولة أو على الأقل وزير خارجيتها.

وفى السياق ذاته، قال الدكتور عماد جاد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية وعضو حزب المصرى الديمقراطى الإجتماعى، إن الطريقة التى تم بها استقبال الرئيس المصرى محمد مرسى فى روسيا، جاءت على حسب وزنه داخليّا وخارجيّا.
وأضاف: رئيس الدولة ذهب إليهم ليتسول القمح والقروض والغاز، فكيف ستستقبله الإدارة الروسية سوى كـ"متسول"، منتقدًا ما روجت له بعض وسائل الإعلام المصرية حول حجم الزيارة والمباحثات حول ملف الأزمة السورية، متسائلًا: هل الرئيس المصرى ذهب إلى روسيا معالجًا مشاكل بلاده الداخلية كى يعول عليه "بوتين" فى حل مشاكل إقليمية.

وفى نفس السياق، أكد السفير فاروق مبروك، عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن استقبال موظف روسى بدرجة نائب وزير للرئيس محمد مرسى فى المطار خلال زيارته لروسيا، أمر مخجل، ولا يعنى سوى أن روسيا تستصغره، وأن الرئيس فلاديمير بوتين لا يعترف به كرئيس.
وأضاف "مبروك" أن روسيا لن تستجيب لطلب "مرسى" بشأن الدعم؛ لأنه رئيس "مهزأ"، وأن روسيا تدرك تمامًا أنه لم يأتِ برغبة الشعب، وإنما أتى بتصويت الإخوان، مضيفًا أنه من المفترض ألا يقبل مرسى الدعم الروسى، بعد التقليل منه وعدم استقبال "بوتين" له فى المطار حسب البروتوكولات الدبلوماسية لرؤساء الدول هناك.

وعلى الجانب الآخر، أكد السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية السابق، ورئيس جمعية خريجى إقتصاد وعلوم سياسية، أن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، لم يقصد التقليل من الرئيس محمد مرسى، بعدم استقباله فى المطار خلال زيارته إلى روسيا، خاصة وأن كل دولة لها مراسم وبروتوكلات محددة فى الإعداد لاستقبال الرؤساء أو المسئولين.
وأشار "رخا" إلى أن الدول الأوربية وبخاصة المتقدمة منها تستقبل الرئيس الضيف فى أى دولة بموظف من وزارة الخارجية أو بمندوب من الرئاسة، كما أنه لا يوجد عزف سلام جمهورى بها؛ لأن الإتحاد الأوروبى منع ذلك، احترامًا لإتفاقية الدول الأعضاء به، مشيرًا إلى أن الدول الأوروبية تقوم باستقبال رسمى لرؤساء الدول بالقصر الرئاسى أو حديقة القصر، وغير مقصود بها التقليل من شخص "مرسى" أو من هيبة مصر كدولة.
وأشار مساعد وزير الخارجية السابق إلى أن الرئيس "مرسى" لجأ إلى روسيا؛ لأن الولايات المتحدة والدول الأوربية رفضت دعم مصر دون التوافق بين الحكومة والمعارضة، لذلك قرر الاتجاه إلى روسيا والصين، ولكن الأخيرة رفضت دعم مصر؛ لأنها لم تنفذ وعودًا إستثمارية ومشروعات وبرامج صينية منذ أكثر من سبع سنوات.
الجريدة الرسمية