جريمة الدخول على الستين!
أقسم بالله لست (ديابيًا) ولا من بتوع الهضبة والعامود وشعر الصدر وخلافه، لا تعنينى أبدًا المنافسة بين (عمرو دياب) و(تامر حسنى)، ولا بين (صوفينار) و(دينا)، أسمع (عمرو) أحيانًا، وأعرض عنه أحيانًا، أستمتع بمشاهدة (صوفينار) لكن بلا تفضيل ولا تعصُّب ضد (دينا)، مش خوفًا من اتهامى بعقدة الخواجة، ولا الولع في التغريب، لكن لسبب في منتهى البساطة، وهو أن مزاجى كده!
ورغم أن مواسم الهرى والهرس صارت ممتدة طوال العام، سواء سياسيًا أو اقتصاديًا أو رياضيًا أو فنيًا، هوب فجأة كلمة تترمى على فيس أو تويتر، وتلاقى مصر كلها بتهرى فيها، من أول الحدود الشمالية والغربية وباقى الاتجاهات، لحد برامج الفضائيات والطبيخ والكنس والمسح، رغم كل ذلك لكنى لسَّة مستغرب ـ يمكن بصفتى دقَّة قديمة شوية ـ من موسم الهجوم على (عمرو دياب) خصوصًا إنه معملش حاجة، بالعكس كان ضحية لانفلات لسان مُعتاد من (شيرين) التي لم تدرك بعد قيمة النجومية، ولا أصول الفن، ولا الإتيكيت اللازم للمرأة حتى، لدرجة إنها غرزت في (عمرو)، وبعدها غرزت في كلام بايخ وسخيف عن "تونس وبقدونس" يؤكد أنها بحاجة لفلتر فكرى، وسدادة بُق!
المُهم أن الجميع بدأ يهاجم(عمرو دياب) متفهمش ليه، وكُلهم فجأة افتكروا إنه داخل على الستين، وكأن الدخول على الستين جريمة، طيب حضرتك هو أكيد سايق برخصة أو معاه سواق وهو داخل على الستين، وأكيد طافى النور الأمامى وقافل الكاسيت وسايب الموبايل وهو داخل، عايز منه إيه تانى طيب؟!
(محمد الغيطى) يستضيف اللبنانية (نضال الأحمدى) في برنامجه وهاتك يا هجوم على الراجل علشان داخل على الستين، طيب قولوا لنا سببا وجيها للهجوم، يعنى مثلًا مسكوه مع واحدة في الحرام، ضبطوه متلبسًا بالرشوة، اكتشفوا إنه جاسوس، ماشى، إنما إزاى تكون كل جريمته إنه دخل على الستين يعنى وبيلبس أو بيعمل شعره أو بيغنى؟ طيب ما (الغيطى) دخل على الستين خلاص ولابس باروكة، و(نضال) نفسها داخلة على التسعمية ومحدش اتكلِّم يعنى!
قال لى صديق إنه كان واقف محشور في الأتوبيس، وفجأة دخلت ميكروباص فيهم، ناس وقعت في الأرض، وناس اتصابت، وناس أغمى عليها، راح بعض اللى قاعدين على الكراسى بدل ما يشتموا سواق الأتوبيس أو سواق الميكروباص، راحوا شاتمين (عمرو دياب)، علشان ميبقوش مُتخلفين عن الموضة!
حتى (يوسف القعيد) يا أخى بيهاجم (عمرو دياب)، وبيسأل ماذا قدَّم (عمرو) لمصر، طيب هو المفروض المطرب يقدِّم إيه لمصر بشكل مباشر؟ يعنى هيترشَّح في مجلس الشعب، واللا هيمسك حقيبة وزارية؟ للعلم فيه كتير بيترشحوا وبينجحوا وبيمسكوا ومع ذلك مش بيقدموا حاجة لمصر، وأنا معرفش (عمرو) قدِّم إيه لمصر، ومعرفش (يوسف القعيد) نفسه قدِّم إيه لمصر، ومش هشرح في فكرة القوة الناعمة اللى فعلًا بتخدم مصر عن طريق الفن والأدب وخلافه، لكن هسأل عن جدوى المعارك التافهة هذه، وكيف ينساق واحد بقيمة(القعيد) التي لا أعرفها علشان يمشى في هذه الموضة؟!
وماذا لو صارت الموضة شعر أصفر، أو حلق في المناخير؟ هل ينساق (القعيد) وراها مع (الغيطى) وبصحبتهما (نضال الأحمدية) و(شيرين)؟ وماذا قدَّم (هانى شاكر) لمصر؟ و(محمد منير)؟ و(محمد فؤاد)، هو حضرتك عايز المطرب يقدِّم إيه لمصر أصلًا؟ طيب (شيرين) نفسها قدِّمت إيه لمصر؟ مشربتش من نيلها؟ لا كتر خيرها، أهو من ساعتها النيل راكبه ستين عفريت وبيهددونا إنهم يقطعوه عننا!
والحمد لله إن رئيس النادي إياه إيه مش فاضى، وعنده ضغط كتير في الخناقات الأيام دى، وإلا كان هاجم (عمرو) وشتمه بأمه، ومنعه من دخول النادي الملاكى، واحد هيرُد ويقول لى (عمرو دياب) أصلًا بيشجع النادي ده، هقول له: وهُما اللى اتمنعوا من الدخول مكانوش لاعيبة ونجوم في نفس النادي؟ ده إنت طيب أوى يا خال!