مؤسسة فاشلة
باتت طوال حياتها تحلم بهذا الفارس الذي يأتي ليحملها بين ذراعيه، ويكون الدعم والسند، كانت تتحدث مع صديقاتها عن ذلك الفارس الذي سيجيء ليخلصها من العيون المتلصصة التي ترمقها أينما ذهبت، وعن هؤلاء المتطفلين على أنوثتها، وعن صديقاتها ممن سيحضرن حفل العرس، وصديقاتها اللاتي لن يحضرن.
هكذا كانت تنتظر اليوم الموعود، و"الليلة الموعودة".. في أحد الأيام، وبينما كانت في أحد الأفراح، ومض بريق عينيها، دق قلبها.. ولأول مرة بدأت تشعر برغبة عارمة في المكوث أمام المرآة.. فقد طرقت آذانها كلمات معسولة لم تعتد سماعها، كما ظهر بريق عينين أخريين لم ترهما من قبل... نعم قابلته.
قابلت ذاك الكائن الذي يعيش في أذهان كل البنات منذ لحظة الميلاد، ذلك الكائن الأسطوري الذي يشبه ملائكة السماء التي تمشي على الأرض، قابلته بعد أن تعثرت قدماها في ثيابها التي جعلتها في أبهي صورة، ولولا يداه التي امتدت إليها لتمنع سقوطها لكانت أصيبت بما لا يحمد عقباه.
لم تستطع أن تشكره من شدة الخجل، لكنها كانت منجذبة إليه بطريقة لا إرادية، حتى هو لم يدر ماذا حدث له فقد أصر على محادثتها مهما كلفه الأمر، وبالفعل استطاع ذلك من خلال إحدى صديقاتها، وما هي إلا أيام حتى كان في بيت أسرتها يطلب يدها، وبالفعل وافقوا وكان الجميع في غاية السعادة.. فها هي تصير مثل كل البنات وستصبح زوجة ثم أما.
أنست الفرحة العائلة السؤال عن العريس الموعود بعد أن عرفوا أنه من أصل طيب، في الليلة الموعودة باتت في أبهى زينة، حتى إنها أصبحت حديث الجميع، إلا أنها اكتشفت أن زوجها مدمن مخدرات، فما إن غادر الجميع إلى منازلهم حتى بدأ في التعاطي وما هي إلا أيام معدودة حتى دبت الخلافات بينهما وصارت الحياة لا تطاق بعد أن تعمد إذلالها وإهانتها وصار يعتدي عليها، وحينما طلبت منه الطلاق طلب منها التنازل عن كل ما تملك حتى ميراثها من والدها الذي ما زال على قيد الحياة.