رئيس التحرير
عصام كامل

السفير الفرنسي: الفترة المقبلة تشهد تعزيز التعاون بين القاهرة وباريس.. ماكرون حريص على التواصل مع السيسي.. زيارات متبادلة تبدأ الخريف المقبل.. وتنسيق بين البلدين بأزمة ليبيا

ستيفان روماتيه
ستيفان روماتيه

أكد ستيفان روماتيه سفير فرنسا الجديد لدى القاهرة، أن العلاقات الثنائية بين باريس والقاهرة استثنائية وليس لها مثيل مع شركاء بلاده الآخرين في جميع المجالات، لا سيما الأمنية، وهو ما ترجمه الرئيس ماكرون بعد وصوله لسدة الحكم، حيث أجرى أول اتصال هاتفي له مع الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي كان من القادة القلائل الذين أراد الرئيس الفرنسي الاتصال بهم.


زيارة باريس

وأضاف روماتييه، أن الرئيس عبد السيسي قد يزور فرنسا الخريف المقبل، كما سيقوم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بزيارة مماثلة لمصر قبل نهاية العام الجاري.

وأوضح أن الفترة المقبلة ستشهد المزيد من الزيارات الرسمية بين البلدَين، وأن الرئيس دعا نظيره المصري لزيارة باريس، ومن المتوقع أن تتم الزيارة في الخريف المقبل، فيما دعا الرئيس السيسي نظيره الفرنسي لزيارة القاهرة.

تنسيق كامل

وأكد أن هناك تنسيقًا متكاملًا بين البلدين فيما يتعلق بالقضايا الطارئة في المنطقة، لا سيما الأزمة الليبية، وأن ماكرون أجرى اتصالًا هاتفيًّا مع الرئيس السيسي قبل عدة أيام من انطلاق الاجتماع الذي دعت إليه باريس لمحاولة إيجاد حلول عملية للتوصل إلى تسوية للأزمة السياسية والأمنية في ليبيا وشارك فيه عدد من الأطراف الليبية؛ على رأسهم القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج.

الأزمة الليبية

وأشار السفير إلى أن الأزمة الليبية جادة وخطيرة، مؤكدًا أن القادة المصريين والفرنسيين يتقاسمون نفس وجهات النظر والملاحظات فيما يتعلق بهذه الأزمة تتضمن هذه الملاحظات ثلاثة جوانب؛ الأول يتعلق بالنواحي الأمنية العاجلة والخطر الجسيم جراء وجود فراغ أمني كبير، وهو ما يهدد أوروبا ومصر على حد السواء، ويمكن أيضًا أن يهدد دول الجوار، لا سيما تونس.

أما الجانب الثاني فيتعلق بالنواحي الإنسانية العاجلة وهناك عشرات الآلاف من المهاجرين الذين يسعون الوصول إلى أوروبا عبر السواحل الليبية، فضلًا عن عمليات الاتجار بالبشر والتهريب، حيث تواجه الدُّول الأوروبية مخاطر جسيمة، لا سيما إيطاليا التي لم تعد بمقدورها استقبال عدد إضافي من المهاجرين، فضلًا عن الموجات الإرهابية التي تحدث نتيجة لهذه المسائل.

تقاسم وجهات النظر

وتابع السفير الفرنسي أن الجانب الثالث في هذه الملاحظات ووجهات النظر التي تتقاسمها مصر وفرنسا هو المتعلق بالنواحي السياسية، وهناك صفة عاجلة لتشكيل حكومة ليبية في طرابلس تمثل مجموعة الأطراف السياسية الممثلة لكافة مكونات الشعب الليبي في الغرب كما الشرق، فضلًا عن الدور المؤثر الذي يلعبه المشير حفتر في الساحة السياسية والعسكرية في البلاد.

وأوضح أن هذا ما دفع فرنسا بعد التنسيق مع مصر إلى دعوة كافة الأطراف الفاعلة في الساحة الليبية لاجتماع باريس الذي توصل إلى ضرورة وقف إطلاق النار وحتى ولو يتحتم على الجميع مواصلة عمليات تعقب الإرهابيين، واستئناف العملية السياسية والانتخابات للتوصل إلى حل سياسي.

واختتم السفير الفرنسي تصريحاته حول الأزمة الليبية بتأكيد أن ليبيا ضمن أولويات السياسة الخارجية الفرنسية وأن فرنسا تسير جنبًا إلى جنب مع مصر لمحاولة التوصل إلى تسوية كاملة للملف الليبي.


الجريدة الرسمية