معاناة الأم من السمنة المفرطة تعرض طفلها لمخاطر الإصابة بأمراض الرئة
يعتبر تضاعف السمنة المفرطة للمرأة من مخاطر وقوع طفلها فريسة لأمراض الرئة، فضلا عن ولادة أطفال مبتسرين، مقارنة بالحوامل اللواتي يتمتعن بوزن معتدل.
فتشير أبحاث طبية إلى أن النساء اللاتي يعانين من البدانة أو البدانة المفرطة، يعانون أيضا من سكر الحمل لتتضاعف بينهم مخاطر ولادة أطفال يعانون من العديد من الأزمات الصحية البعض منها خطيرة.
يأتي ذلك في الوقت الذي توصلت فيه أبحاث حديثة أجريت بجامعة جنوب أستراليا، إلى أن الأطفال الذين يولدون لأمهات يعانين من البدانة يصبحون في خطر متزايد لعدم اكتمال نمو الرئتين عند الولادة، بالمقارنة بالأطفال الذين يولدون لأمهات يتمتعن بوزن معتدل.
وتوضح الدراسة أن الرئتين تنتجان مادة تسمى "المؤشر السطحي" وهى مركبات تعمل على تقليل التوتر بين السوائل والمكونات الصلبة، والتي تعمل على الحفاظ على مجرى الهواء ويمنعه من الالتصاق، إلى جانب مكافحتها للبكتيريا والفيروسات،مبينة أن الرئتين غير مكتملتى النمو تنتجان مستويات منخفضة من مادة "المؤشر السطحي، وهو ما يعني أن الرئتين لا يمكنهما تأدية وظائفهما الطبيعية بصورة سليمة.
وقام الباحثون بتطوير أبحاثهم على مجموعة من الأغنام الحامل ليتم تغذيتهم بأنظمة غذائية طبيعية وأخرى تعمل على توفير طاقة إضافية بنسبة تصل إلى 55%، محاكين نموذجا مفرطا في التغذية والبدانة.
وتم إطعام الأغنام بهذا النظام الغذائي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، وهى من أكثر الشهور أهمية وحرجا حيث تشهد اكتمال نمو الرئة.
فقد عكف الباحثون على فحص رئتي الحملان قبل الولادة وبعد شهر واحد من الولادة بهدف تقييم معدل نمو الرئة والتحقق عما إذا كان هناك عدد طبيعي كاف من الخلايا لإنتاج مادة "المؤشر السطحي".
ووجد الباحثون أن إنتاج مادة "المؤشر السطحي" على سطح الخلايا كان أقل بين ذرية الحملان التي عانت أمهاتهم من السمنة المفرطة.. وبعد شهر واحد من الولادة، كان حجم "المؤشر السطحي" قد بلغ مستواه الطبيعي، وبالتالي فإن تأثيره على المدى الطويل على نضج الرئتين من زيادة الوزن أو مرض السكر أثناء الحمل غير واضح.
وقال البروفيسور "روب موريسون"، المؤلف الرئيسي في الدراسة إن النتائج المتوصل إليها – التي نُشرت في مجلة "علم وظائف الأعضاء"، تشير إلى أنه قد يكون من الصواب أن تزيد النساء الحوامل المصابات بالسمنة المفرطة ومرض السكر من العلاجات التي تساعد على نضج رئتي طفلها.
وأضاف أنه من الصواب أيضا أن يقدم مقدمو الرعاية الطبية المشورة للنساء الحوامل البدينات أو مريضات السكر لإدارة حالتهم الصحية قبل أن يصبحن حاملا لتحسين صحة أطفالهن الذين لم يولدوا بعد.
