تليفزيون الدولة يحمي القيم والأخلاق!!
التقرير الذي أصدره المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام حول برامج ومسلسلات رمضان أدان القنوات الفضائية الخاصة؛ لأنها سمحت بإذاعة ألفاظ تخدش الحياء العام، وأشاد بتليفزيون الدولة لأنه حذف هذه المشاهد، والتي تتعارض مع القيم والأخلاق، وهذا طبيعي لأن إعلام الدولة لا يسعى إلى الإثارة ولا يهدف للربح، وبالتالي فهو يبتعد عن الابتذال..
الإذاعة المصرية العريقة التي انطلقت قبل 83 عاما لم يضبط أحد مذيعيها بارتكاب أخطاء تخدش حياء المستمعين أو تسبب في أزمة سياسية مع أي دولة عربية أو أجنبية، بل إن الإذاعة طوال تاريخها سفيرة لمصر في الخارج وحامية للقيم والأخلاق وأسهمت في الحفاظ على اللغة العربية، وفي نشر وسطية وسماحة الدين الإسلامي من خلال إذاعة القرآن الكريم الأعلى استماعا في المنطقة، ولن أتكلم عن دور الإذاعة الوطني في مصر والوطن العربي وأفريقيا لأن كثيرين حصلوا فيه على درجة الدكتوراه..
التليفزيون المصري أنشئ عام 1960 كأول تليفزيون في المنطقة، لذلك أطلق عليه التليفزيون العربي، وسار على نهج الإذاعة في الحفاظ على القيم والأخلاق والانحياز للدولة الوطنية المصرية، ومكتبة الإذاعة والتليفزيون تزخر بكنوز لعمالقة العلم والسياسية والفن والأدب والثقافة، وماسبيرو كان مكتشفا وراعيا للمواهب في كل المجالات وعمالقته هم رواد الإعلام العربي ومؤسسو معظم قنواته التليفزيونية والإذاعية..
كان لابد من سرد هذه المقدمة الطويلة حتى أذكر الإعلاميين الجدد وأصحاب القنوات الخاصة بأفضال ماسبيرو والإعلام الرسمي الذي تحاك به المؤامرات ويسعى البعض لهدمه فمن يفكر في ذلك لا يريد الخير لمصر، ماسبيرو حاليا مريض وهذه حقيقة لا ينكرها أحد ويعاني من مشكلات كثيرة ولكن علاجها أسهل بكثير من هدمه لأن تعويضه مستحيل، مؤخرا تم حرمانه من حقوقه الأصلية في إذاعة بعض الأحداث المهمة رغم أنه صاحب شارة البث طبقا للقانون، وهناك تفكير في منعه من إذاعة مباريات الدورى العام لكرة القدم، وإذا حدث ذلك فهو بمثابة الموت البطيء وإطلاق رصاصة الرحمة عليه..
ليس هناك سبب مقنع لهذه الحرب على تليفزيون الدولة رغم أنه يقدم خدمة عامة وغير هادف للربح ولا ينافس على كعكة الإعلانات، وأنه غارق في الديون بسبب القمر الصناعي وإنشاء مدينة الإنتاج الإعلامي التي تبث منها القنوات الخاصة التي تسعى إلى تدمير ماسبيرو وكأنه رد للجميل..
تليفزيون الدولة أيضًا طوال تاريخه صاحب حقوق إذاعة الدوري المصري، وكان يؤدي مهمته بمنتهى الحرفية ويسمح للقنوات الخاصة باذاعته، وحينما سألت عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق، لماذا تسمح بذلك؟ قال واجبنا لدعم ومساندة القنوات الخاصة..
على قيادات ماسبيرو التحرك قبل فوات الأوان ولا تكتفوا بالفرجة والبساط يسحب من تحت أقدامكم فالندم لن يفيد بعد ذلك، نحو 1000 ساعة إرسال إذاعي وتليفزيوني تبث من ماسبيرو يوميا، وهي كثيرة يجب تخفيضها إلى النصف على الأقل، والاهتمام بالمضمون على حساب الشكل، برامج كثيرة متشابهة يجب إلغاؤها موضوعات كثيرة مهمة يجب أن يفتحها الإعلام الرسمي ويعطيها اهتماما أكبر مثل مشكلات الاستثمار والصناعة والسياحة ودعم ثقافة الإنتاج وترشيد الاستهلاك والابتعاد عن برامج المناسبات ورد الفعل..
قنوات يجب إلغاؤها وأخرى يتم تخفيض إرسالها والأمر نفسه ينطبق على الإذاعة.. كل هذه أفكار تسهم بشكل كبير في عودة الريادة لماسبيرو وأمامه فرصة ذهبية في ظل فوضى القنوات الفضائية وسعيها للإثارة التي أصابت الناس باليأس والإحباط.
حافظوا على تليفزيون وإذاعة الدولة فهما يحميان القيم والأخلاق وخط دفاع مهم عن الدولة الوطنية المصرية.
egypt1967@yahoo.com