تثبيت المواطن
خلال مؤتمر الشباب الرابع بالإسكندرية طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي أجهزة الدولة والإعلام بالعمل على تثبيت أركان الدولة المصرية التي تواجه التحديات والمؤامرات، ولم يكد الرئيس ينتهي من كلامه حتى تسابقت جميع أجهزة الدولة لتفعيل كلام الرئيس وتطبيقه على أرض الواقع، كما تنافست الكثير من وسائل الإعلام على تفسير كلام الرئيس، وتوضيح ما بين السطور، كما خرجت البيانات الصحفية من الهيئات والمؤسسات المختلفة للتأكيد على صحة وجهة نظر الرئيس، وأن الدولة بحاجة ملحة لتثبيت أركانها من جميع الزوايا والاتجاهات، وأن هذا الوقت المناسب لتحقيق الهدف المنشود.
ومن المؤكد أنه لا يوجد أحد ضد تثبيت الدولة المصرية التي تظلنا جميعا، وأننا جميعا نحتمي بها وأن أي سوء يصيب مصر يصيبنا جميعا في مقتل ويهدد وجودنا، وأننا جميعا نريدها دولة قوية شابة صامدة في مواجهة التحديات قادرة على تجاوز الأزمات عابرة للصعوبات، تحتضن مواطنيها جميعا وتدافع عن الفقراء قبل الأغنياء.. وأولى قواعد تثبيت الدولة المصرية في مواجهة المؤامرات والتحديات من المؤكد أنه المواطن المصري، الذي يحتاج إلى تثبيت أركانه بقوة قبل أن تقتلعه رياح الأسعار من جذوره، وأنه يجب على الحكومة أن تعترف بحقوق هذا المواطن في حياة كريمة، وأنه ليس كمالة عدد كما تقول دائما، وأنه عندما تتوفر احتياجات هذا المواطن سيكون أحرص من الحكومة على تثبيت أركان الدولة وحمايتها من أي خطر يهددها..
فالمواطن أولى برعاية الحكومة من أجل تحقيق الهدف الذي دعى إليه الرئيس، وليس خروج البيانات الجاهزة من الأدراج للتأكيد على صحة كل ما يقوله الرئيس، وأن مصر ينقصها ما طالب بتحقيقه الرئيس، وأننا سنتقدم كثيرا إذا التزمنا بتوجيهات الرئيس تثبيت أركان الدولة، سيتحقق إذا بذلت الحكومة القليل من الجهد لرعاية مواطنيها وحفظ كرامتهم وتوفير احتياجاتهم اليومية، وليس الحديث الذي لا يتوقف عن منظومة الخبز الجديدة مع كل صباح جديد دون أي فائدة تعود على المواطن.