التدخين يزيد معدلات القلق ويؤثر سلبا في قدرة المخ على قمع الخوف
حذرت دراسة طبية من الدور السلبي الذي يلعبه التدخين ليس فقط في إتلاف وظائف الرئة، بل زيادة معدلات القلق بين المدخنين وتركهم أكثر عرضة للإصابة بالرهاب، وأنواع أخرى من الخوف المزمن مثل اضطراب ما بعد الصدمة.
وتوصل العلماء في المركز الطبي التابع لجامعة هامبورج الألمانية، إلى أن تدخين التبغ يمكن أن يضعف قدرة المخ على قمع الذكريات المرتبطة بالخوف، ما يترك المدخنين أقل قدرة على التعامل مع الخوف والقلق بعد وقوع حادث مؤلم، ما يؤثر بشكل خطير على الأشخاص الأكثر عرضة لاضطراب ما بعد الصدمة، كما هو الحال بين المجندين في صفوف القوات المسلحة، في الوقت الذي يُعتقد فيه أن نحو 33% من الجنود من المدخنين.
ويعتقد العلماء الألمان أن المواد الكيميائية الموجودة في التبغ تتداخل مع الرسائل بين الخلايا العصبية في المخ (المعروفة بالناقلات العصبية) التي تشارك في السيطرة على الخوف.
وقال الباحث الرئيسي الدكتور جان هاكر، إن التدخلات ضد التدخين في مرضى اضطراب ما بعد الصدمة، يمكن أن تساعدهم على التعافي، موضحًا أن التدخلات المبكرة لوقف التدخين في الأشخاص المعرضين للخطر؛ مثل الجنود في القتال ورجال الإطفاء وضباط الشرطة، قد تقلل أيضا من خطر الإصابة بالاضطرابات المرتبطة بالقلق، والتي تلعب دورًا في الإصابة بالرهاب، وترتبط باستجابة الخوف المرتبطة بحدوث شيء ما.
وقام الفريق البحثي، بدراسة استجابات الخوف لدى 376 متطوعًا من الأصحاء، من بينهم عدد من المدخنين، وطُلب من المشاركين في الدراسة تقييم مدى التوتر والخوف والتوتر أثناء الاختبارات؛ ووجد الباحثون أن المدخنين يميلون نحو الاستجابة لمشاعر الخوف للرموز بعد أن تم تدريبهم لربطها بالصدمات الكهربائية.
وتشير النتائج إلى أن التدخين يضعف قمع الذكريات المتعلقة بالخوف، خاصة عندما لا يكون هناك خطر، كما أشارت النتائج إلى أن الأشخاص الذين يدخنون أكثر فأكثر، كلما زاد العجز في تثبيط ردود الخوف.