رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب تؤكد بقاء داعش لسنوات.. لا يعتمد على زعيم مثل «القاعدة» وإنما على نظام الولايات.. يلهم متشددين لا ينتمون إليه حول العالم.. يغير معاقله بكل مرونة.. والحل وضع إستراتيجية طويلة الأمد لتقط

فيتو

تظهر بين الحين والآخر تقارير عن مقتل زعيم داعش الإرهابي "أبو بكر البغدادي"، وتقارير عن تحرير القوات المسلحة العراقية أو السورية لمدينة كانت تحت سيطرة التنظيم الإرهابي، وأخرى عن انسحاب الإرهابيين دون تحديد وجهتهم.


مقتل البغدادي
وأوضح الكاتب "كولين كلارك"، في مقال له بمجلة فورين بوليسي الأمريكية، أسباب عدم تخلص دول العالم أجمع من التنظيم الإرهابي في المستقبل القريب، مؤكدًا أن التقارير الإخبارية عن مقتل الزعيم ليست سوى نصر معنوي على داعش.

وبحسب "كلارك"، فإن داعش تنظيم لا يقوم على شخص واحد مثل تنظيم القاعدة الإرهابي، وإنما هو منظمة عالمية تقوم على الولايات وهذا يجعل المنظمة متصلة ببعضها، لافتًا إلى تمتع التنظيم بمرونة لم يشهدها العالم في جماعات عنف من قبل.

إستراتيجية طويلة
ورأى الكاتب الأمريكي، أن الحل للقضاء على هذا الكيان متعدد الجنسيات هو مواصلة تقطيع أوصال التنظيم بولايات ليبيا وأفغانستان وغيرها بجانب سوريا والعراق، مشيرًا إلى الخسائر القاسية التي واجهها أَثناء العام الماضي، وجرى تجفيف معظم منابع تمويله، وانخفض بشدة عدد الملتحقين به، محذرًا من أن هذا لم يمنعه من شن هجمات دامية في دول حول العالم مثل إيران وبريطانيا وأماكن أخرى.

إلهام المتشددين
وأبرز الكاتب تأثير داعش على المتطرفين حول العالم لتنفيذ هجمات إرهابية لا يكون مسئولا منها بصورة مباشرة، ما يساعده على زيادة حجم تغلغله حول العالم.

وتطرق "كلارك" إلى سحب التنظيم لإرهابييه ومعداته من مدينتي الموصل العراقية والرقة السورية ونقلهم إلى مدينتي دير الزور والميادين، ما ينذر باحتمال اندلاع صراع دموي بالقرب من حدود العراق والأردن.

ونصح الكاتب القيادة الأمريكية بوضع إستراتيجية طويلة الأمد لمواجهة التنظيم على مستوى الدول العالمية، موضحًا أن قتل البغدادي غير مؤكد، ولكن يتوجب على واشنطن أن تعد العدة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تِلْكَ المواجهة.

ترويج الأفكار
ويرى "كلارك" أن العنف الطائفي والحرب الأهلية السورية والفقر والاستبداد في المنطقة هي الدوافع الرئيسة لوجود تنظيم داعش، ولا بد من وضع حد لها، محذرًا من الامتداد الذي تمثله منطقة الشرق الأوسط إلى شتى الدول من خلال ترويج الإرهابيين لأفكارهم وتجنيد أجانب كي يشنوا عمليات فردية في أوطانهم.

ومع تراجع تنظيم داعش في دمشق والعراق، قد ينتقل مقاتلوه إلى فرع آخر، أو قد يدشنون أذرعًا جديدة في مناطق مثل جنوب شرق آسيا، مثلما يحدث في الفلبين.
الجريدة الرسمية