"لزوم ما يلزم" حواريّة الثالث عشر
عربة خيولها مطهّمة، ملجمة، والفارس الثالث عشر تنتظر ساعة الصفر للانطلاق نحو الآفاق، قلت: لدينا وقت لحوارية وجيزة، ما هذه الحِزَم والرّزم التي كتبت عليها أسماء دول في القمّة، ولا أرى من بينها بلدان الأمّة؟
قال: هذه عُلب، وما هي لعب . فيها خطط وضعها كل من غلب . فهل هكذا هم العرب؟
قلت: إنهم يتطيّرون من رقمك، وهو رقم يهوذا الإسخريوطي الذي ورث عنه الصهاينة كل سلوك أخطبوطي . هم لا يثقون بك، فلم يودعوك أسرار برامجهم ومناهجهم، وإلا فإن لديهم من المفاجآت التي لا سابقة لها في ما فات، ولا في ما هو آت .
قال: أما تعبتم من تنميق الكلام، والركض بيد فارغة وراء أوهام السلام؟ الناس يبنون القوّة، وأنتم كلّ يوم في هوّة . هاأنذا منطلق بمطامح الأقوياء، وجلّكم يشدّه إلى الوراء الوهن والإعياء . منكم من هم نيام، وآخرون في خصام، دول شتى في الشرق الأقصى والقارّة الجديدة كسرت حلقة التخلف المفرغة، وأنتم ترفضون إيقاد شعلة الأدمغة . منتشون بما للأجداد من أمجاد .
قلت: لقد أضلّك إعلام الغرب الذي لا يعرف غير شنّ الحرب . هذه الأمّة لها تراث، وفي رقمك المشؤوم ستطلّق النوم بالثلاث، ومن طارد النعام أنهكه اللهاث . قال: ما أسمج أن يكون البيان جميلاً، والإنجاز ضئيلاً . أنتم تسمحون للتطرف بالتصرف . ويشجّع المغرضون من الأقوياء هذه النزعات ليستبيحوا دياركم بذريعة مكافحة الإرهاب . أما تتساءلون كيف شبّ الإرهاب ونشب، وهاهو يكاد يأتي على العرب؟ يلوّح لكم الأقوياء بالصداقة، وهم يدمّرون ما بينكم من علاقة . كنتم أمّة واحدة، فصرتم أشتاتاً شاردة
قلت: ما هذه الترهات؟ دعنا من هاك وهات . لقد غسلوا لك المخ، أولئك الذين لا يعرفون غير الإرعاب و”الطخ” . لدى العرب مشكلات بل مشيكلات ومعيضلات صغيرة، حلولها يسيرة . مسائل بسيطة لا تحتاج أكثر من تغيير مناهج التربية والتعليم جذريّاً، وأن نشيد نظاماً دفاعيّاً قويّاً، ونشيد صرحاً اقتصادياً جماعيّاً، وأن ننظر إلى منظومة الأمن نظراً عربياً قوميّاً، وأن نبتكر ما ينهض بالأمّة علميّاً، وأن نفكر ونخطط للمستقبل سلميّاً وحربيّاً، فالعالم لايزال بربريّاً همجيّاً .
قال: هيّا هيّا، أنتم لا تحتاجون إلى مثلي سنويّاً، أنتم عليكم أن تعيدوا النظر جذرياً، كليّاً، أو انتظروا خلاصاً أبديّاً سرمديّاً .
-نقلاً عن الخليج الأماراتية-